نجحت البلاد في التحكم في انتشار فيروس الكورونا وتجنب تسجيل الآلاف من الإصابات المؤكدة وأيضا الآلاف من الوفيات وذلك بفضل الإجراءات الاستباقية التي تتخذها بين الحين والأخر وتضافر جهود الجميع من أجل السيطرة على هذا الوباء، ومع دخول شهر رمضان اليوم الجمعة 24 أفريل الجاري إجراءات ومراسيم جديدة ومشاريع قوانين تمّ المصادقة عليها خلال مجلس الوزراء المنعقد أمس بإشراف رئيس الحكومة لكن مع تواصل الحجر الصحي الشامل إلى غاية 3 ماي المقبل لتدخل البلاد بعدها في الحجر الصحي الموجه إلى غاية موفى شهر جوان المقبل، هذا وأعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد في كلمة موجهة للشعب بمناسبة شهر رمضان أن التوقيت الجديد لحظر التجوال سيبدأ من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الساعة السادسة صباحا.
أكد قيس سعيد أن الإبقاء على الحجر العام وحظر الجولان مع حلول شهر رمضان سيدخل تغييرا على العادات والتقاليد التي تميز هذا الشهر، ليشدد على التدرج في تخفيف الحجر الصحي سيكون بحسب تطور الأوضاع وكلما كان الانضباط أكبر تقلّص عدد المصابين وانحسرت العدوى إلا وسيتم التقليص في الحجر والحظر قبل رفعهما بشكل كامل، فالأمر موكول للتونسيين في تقليص العدوى، قائلا «الأمر موكول إليكم وحدكم في المقام الأول قبل أول مقام’’، وأضاف أن بوادر الانفراج بدأت تبوح في الأفق وسيتم اعتماد سياسة التدرج خلال شهر رمضان وفق النتائج التي سيتم تحقيقها. وختم بالقول إنه لا أحد يشك في أن هذه الإجراءات ثقيلة لكن الحفاظ على الأنفس والصحة هما من مقاصد الشريعة والعادات والتقاليد، داعيًا إلى «الإنصات للمختصين الصادقين» وإلى التضامن خلال شهر رمضان.
4 طائرات مسيرة عن بعد
تلقي المساعدات لمجابهة فيروس الكورونا مازال متواصلا، حيث تسلم وزير الصحة عبد اللطيف المكي وبحضور محمد فريخة الرئيس المدير العام لمجمع تالنات 4 طائرات مسيرة عن بعد مجهزة بكاميرا حرارية ومضخمات صوت بادر مجمع تالنات بالتبرع بها لفائدة وزارة الصحة وذلك دعما لإمكاناتها اللوجستية في إطار مجابهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وهذا النوع من الطائرات يمكن من إجراء مسوحات على نطاق واسع لقيس درجات الحرارة لدى المواطنين المتواجدين في محيط يتسع قطره إلى 7 كيلومترات، وهي مجهزة كذلك بمضخمات صوتية تمكن من تمرير رسائل تحسيسية وتوعوية للتوقي من مخاطر وباء كورونا.
28 حالة سابقة لا تزال حاملة للفيروس
التمشي المتبع حاليا قد حقق نتائج ايجابية ولكن مع توخي الحذر واليقظة، ذلك أنه وفق آخر الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة فإن هناك استقرار في عدد حالات الإصابة في الأيام الأخيرة، بين حالتين أقل عدد مسجل و17 حالة أكبر عدد، وبتاريخ 22 أفريل 2020، تم تسجيل 37 تحليلا إيجابيا من بين 550 تحليلا مخبريا منجزا، 28 منها حالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و9 حالات إصابة جديدة ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 918 حالة مؤكدة من بين 19411 تحليلا إجماليا، تتوزع على الولايات، تونس 199 وأريانة 94 وبن عروس 91 ومنوبة 39 ونابل 12 و3 حالات في كل من ولاية باجة وزغوان و19 حالة في بنزرت وحالة وحيدة في جندوبة و5 حالات في كل من الكاف والقصرين وسيدي بوزيد وتوزر، فيما ارتفع عدد الحالات في ولاية سليانة إلى حالتين اثنتين و78 حالة في سوسة و37 في المنستير و15 في المهدية وصفاقس 36 حالة والقيروان 6 حالات وقابس 22 حالة ومدنين 85 حالة وتطاوين 32 حالة وقفصة 38 حالة وقبلي 86 حالة.
0 وفيات جديدة لليوم الثالث على التوالي
عدد الحالات المتماثلة للشفاء بلغ إلى حد مؤشرات أمس 190 حالة، أما عدد المصابين المقيمين حاليا في وحدات الإنعاش فارتفع إلى 32 مصابا. وبالنسبة إلى عدد المصابين المقيمين بالمستشفى حاليا (دون اعتبار المقيمين حاليا بوحدات الإنعاش) 93 مصابا. وبخصوص عدد الوفيات لأول مرة يستقر عدد الوفيات لليوم الثالث على التوالي على الـ38 حالة وفاة، تتوزع بين تونس (6)، أريانة (5)، بن عروس (3)، منوبة (5)، نابل (1)، بنزرت (1)، الكاف (1)، سوسة (5)، المهدية (1)، صفاقس (5)، سيدي بوزيد (1)، مدنين (3)، تطاوين (1). هذا وشددت الوزارة على أن التحاليل المخبرية تجرى بالأساس للحالات المشتبهة والمحتمل إصابتها بالمرض إضافة إلى المخالطين للحالات المؤكدة وذلك حسب تعريف الحالة المعتمد حاليا. ودعت مثل العادة وفي كل بلاغ لها كافة المواطنين للالتزام الكامل باحترام القانون وكل إجراءات الحجر الصحي الذاتي والحجر العام بكل مناطق البلاد وذلك لاحتواء المرض والحد من انتشاره.