كشفت عن جوهر تفكير كليهما، اعتذار بمصطلاحات تحمل الخطأ لناقدي الوزير وشتم لنائبة تعارض موقفها مع زميلها رئيس اللجنة. ليكشف الرجلين عما يبطنه جزء هام من الفاعلين ينضاف إليهما صورة مهينة نشرت من قبل جهات أمنية لمواطن متهم بشتم الدولة وحاكميها.
خلال الساعات الـ48 الفارط سجلت سقطات وقع فيه كل من وزير الصناعة صالح بن يوسف ، ورئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب عياض اللومي، والأجهزة الامنية التي نشرت صورة مذلة لمواطن تونسي القي القبض عليه على خلفية ما بات يعرف باقتحام المعبر.
أول السقطات كان الصورة التي قع نشرها على منصات التواصل الاجتماعي ووقع تداولها بنسق كبير ، صورة من داخل احد مراكز الامن تظهر مواطنا تونسيا مقيد ومدفوع به الى الجدار في وضعية قرفصاء، عكست بشكل فج تسلط أجهزة الدولة وكيفية ازهاق كرامة مواطنيها.
صورة تنسف ما ترفعه الحكومة من شعار بأن خطوطها الحمراء هي صحة التونسيين وكرامتهم، اذ أهينت هذه الكرامة ونشر الفعل على الملء في شكل احتفالي بالانتقام من « مواطن » شتم دولة وحاكميها، لاحقا وبعد ساعات قليلة يكشف جزء من حاكميها عن ما يختمر عقولهم.
أول الكاشفين كان وزير الصناعة صالح بن يوسف الذي قال انه طلب منه ان يعتذر عما اعتبره «الفعفعة»، ارتبطت بالجدل المثار في صفقة الكمامات التي عقدت بين الدولة وأحد نواب الشعب في تعارض واضح مع القانون الذي يحول دون ذلك.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
الوزير وفي جلسة استماع لدى لجنة الإصلاح الإداري (انظر مقال مجدي الورفلي) قال أنه طٌلب منه ان يعتذر للشعب وها هو «يعتذر وان لم يقترف خطأ» بهذا الوضوح رد الوزير عن انتقادات وجهت اليه عن تعمده الاتصال بنائب بالبرلمان وتكليفه بصناعة 2 مليون كمامة، وانه لم يكن يعلم ان صاحب المؤسسة التي اتصل به نائب.
عدم معرفة تنكر لها الرجل في كلمته في البرلمان الذي شهد أمس ايضا سقطت جديدة، تمثلت في توجه رئيس لجنة المالية الى زميلته عبير موسي بشتم اخلاقي، ووصم معتبرا أن مكانها ليس البرلمان وانما مكانها « المخاور » كاشف عن عقلية تقوم علي تجريد كل خصم من انسانيته وتوجيه تهمت اخلاقية له تمهيدا لدفع الى الانسحاب من المواجهة والفضاء العام لاحقا.
هذه السقطات، نشر صورة مذلة وتمسك بالخطآ وتبريره واعتبار ان معارضته «فوفعة» وشتم الخصم بنعوت اخلاقوية واستبطان صور دونية للمرأة خاصة الناشطة في الشأن السياسي يكشف ان الحرب على الكورونا ليست هي الحرب الوحيدة التي يجب ان ننتصر فيها بل هناك حروب أهم منها وجب ان نكسبها قبل أن ينهار كل شيء فوق روسنا.