بعد شهر من الحجر الصحي الشامل وبعد قرار مجلس الأمن القومي التمديد فيه بمدة إضافية ينتظر أن يعلن عنها رئيس الحكومة في حوار تلفزي مباشر له مساء اليوم ، كشف وزير الصحة عبد اللطيف المكي في تصريحات إعلامية له «أننا تجنبا الأسوأ» فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد ولكن كان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل لو التزم بالحجر الصحي العام بطريقة أكبر إلا أن ما تم تحقيقه تبقى نتائج متوسطة، نتائج تفرض مواصلة إتباع الإجراءات الاحترازية ولاسيما الحجر الصحي باعتبار أن الانزلاق إلى الخطر يبقى دائما قائما وفي أي لحظة ، ليشدد على أن الوباء لن يختفي نهائيا وبسرعة من الإقليم ويتطلب أشهرا، فالطريق مازالت وعرة والبلاد مازالت في قلب العاصفة.
وفق وزير الصحة فإن الحذر واجب حتى لا يضيع ما حققته البلاد من نتائج ومواصلة الالتزام بالحجر الصحي بالدقّة اللازمة هو الأداة الفعالة للانتصار على الفيروس وسيمكنها من الخروج بتجربة تونسيّة مشرّفة أمام دول العالم في إدارة هذه الأزمة، داعيا إلى توحيد الجهود وتجاوز الخلافات من أجل الخروج من الأزمة والتي تتم أولا عبر تطبيق الحجر الصحي الذي سيبقى موجودا لكن بصيغة ذكية تمكن المواطنين من الأريحية وتسمح بحلحلة الوضع تدريجيا دون المساس بالهدف الصحي وهو منع انتشار الفيروس أمام استمرار تفشيه على الصعيد الإقليمي. ويشار إلى أن رئيس الحكومة سيعلن اليوم في حواره عن تفاصيل التمديد في الحجر الشامل والإجراءات المصاحبة وللإجابة عن كلّ مستجدات الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي العام بالبلاد.
28 إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس
بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان وما يتسم به من حركية، فإن الكمامات ستصبح إجبارية مع تواصل التباعد الجسدي، هذا وستنطلق وزارة الصحة خلال الأيام القادمة في استخدام التحاليل السريعة لتقصي فيروس كورونا المستجد في تونس لتشمل قرابة الـ 500 ألف مواطن والكشف عن حالات الإصابة الإيجابية عبر أخذ عينة من الدم تحتوي المضادات الحيوية التي تنشط في إطار التصدي للفيروس، علما وأن هذه التحاليل لا يمكن أن تحلّ محل التحاليل المخبرية التي تجاوز عددها الجملي منذ تسجيل أول حالة إلى غاية الأمس 15 ألف تحليل وقد كشفت وزارة الصحة في بلاغ لها أنه تمّ بتاريخ 17 أفريل الجاري، تم إجراء 692 تحليلا مخبريا (المخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول: 136 تحليلا، مخبر معهد باستور تونس: 295 تحليلا، مخبر مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير: 52 تحليلا، مخبر مستشفى فرحات حشاد بسوسة: 46 تحليلا، مخبر مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس: 29 تحليلا، المخبر المتنقل لوزارة الدفاع: 134 تحليلا). ولقد تم تسجيل 30 تحليلا إيجابيا، 28 منها حالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و02 حالات إصابة جديدة ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 866 حالة مؤكدة من بين 15332 تحليلا جمليا.
توزيع الإصابات
تتوزع حالات الإصابة على 24 ولاية، بعض الولايات سجلت ارتفاعا في العدد والبعض الآخر استقر فيها، من الولايات التي لم تسجل إصابات جديدة نذكر ولاية تونس بـ193 حالة وفي اريانة بـ89 حالة وبن عروس 87 حالة ومنوبة 37 حالة ونابل 12 حالة زغوان 3 حالات وأيضا في ولاية باجة و18 حالة في بنزرت وحالة وحيدة في كل من جندوبة وسليانة و5 حالات في الكاف و71 حالة في سوسة و36 حالة في المنستير و13 حالة في المهدية و6 حالات في القيروان و5 حالات في كل من القصرين وسيدي بوزيد و32 حالة في تطاوين ونفس العدد في ولاية قفصة و20 حالة في قابس و84 حالة في مدنين و76 حالة في قبلي، أما ولايتي صفاقس وتوزر فقد سجلا حالة إصابة جديدة في كل ولاية هما صفاقس وتوزر بـ32 حالة و5 حالات على التوالي.
0 وفيات يوم أمس
لليوم الثاني على التوالي لم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة حيث استقر العدد على 37 وفاة تتوزع بين تونس (5)، أريانة (5)، بن عروس (3)، منوبة (5)، نابل (1)، بنزرت (1)، الكاف (1)، سوسة (5)، المهدية (1)، صفاقس (5)، سيدي بوزيد (1)، مدنين (3)، تطاوين (1). هذا، وتؤكد وزارة الصحة أن التحاليل المخبرية تجرى بالأساس للحالات المشتبهة والمحتمل إصابتها بالمرض إضافة إلى المخالطين للحالات المؤكدة وذلك حسب تعريف الحالة المعتمد حاليا. كما دعت كافة المواطنين للالتزام الكامل باحترام القانون وكل إجراءات الحجر الصحي الذاتي والحجر العام بكل مناطق البلاد وذلك لاحتواء المرض والحد من انتشاره.