لا تزال الحالة الوبائية محدودة في تونس ـ وفق الارقام الرسمية التي تكشف اصابة اكثر من 820 شخص ووفات اكثر من 35 شخص ـ لكن الصورة غير مكتملة في ظل ارقام لا تكشف بشكل جلي عن عدد المصابين الذين يخضعون لمراقبة صحية كثيفة في المنشآت الاستشفائية؟
مع توالى ايام الحجر الصحي وتتالي الندوات الصحفية لوزارة الصحة المخصصة لتقديم الحالة الوبائية في البلاد، كشف تدريجيا عن معطيات كمية ونوعية تتعلق بانتشار العدوى وتوزع المصابيين جغرفيا والحقت بالمضمون الاول للندوة، عدد التحاليل المخبيرة المنجزة وعدد الاصابات المؤكدة، وكم بلغت الحصيلة.
معطيات وفرت صورة نسبية للحالة الوبائية، لكنها تصمت ان تعلق الامر بمعدل الاصابات الخطيرة التي تسوتجب تدخل طبي مباشر وعناية فائقة، اذ تقتصر المعطيات المقدمة، وفق بلاغ امس وما سبقه، على التوزيع الجغرافي للمصابيين، وهنا نكتفي بالولايات الخمس الاكثر تسجيلا للعدوى وهي تونس193 وأريانة 89 وبن عروس 81 وسوسة 68 وقبلي 59.
هذه الارقام وعلى اهميتها لا تقدم الصورة الدقيقة للمشهد، الذي تتضمنه الحالة الراهنة لجاهزية المستشفيات العمومية وعدد الاسرة التي لاتزال شاغرة، وحجم الضغط على اقسام العناية المركزة وتفاصيل عدة تقدم الصورة الاقرب، عن المشهد الذي لايزال في جزء هام غير مكتمل لغياب المعرفة الدقيقة بالحالة الوبائية الفعلية في تونس.
صورة تقدم القليل منها الدكتورة جليلة بن خليل عضو بالهيئة العلمية ورئسة قسم بمستشفى عبد الرحمان مامي، بالاشارة الى ان المعطيات متوفرة، ولكنها لا يمكن ان تقدم الا ما يتعلق باقليم تونس الكبرى الذي تشير الى ان مستشفى عبد الرحمان مامي خصص لايواء المصابين بالفيروس، يقبع فيه الي خد يوم امس 13 مريضا، ثلاثة منهم في قسم العناية المركزة، والباقون في اقسام مخصصة.
وضع تقول انه لا يتسبب في ضغط على المنشات الصحية او الاطار الطبي او الشبه طبي، والحال لا يختلف في مستشفى الرابطة حالتين مؤكدتان بقسم العناية، ومستشفى شارل نيكول بحالة مؤكدة وحيدة. لتشير الى عدم تسجيل ضغط كبير على المستشفيات بما لا تستطيع معه توفير العناية الطبية لكل المرضى.
عدم تطور اعراض المرض الى خانة الخطر لدى احصاب الاصابات المؤكدة المقدر عددهم بـ822 شخص، يمثل مؤشر ايجابي ولكن ليس من وجهة نظر عضو الهيئة العلمية التي تشدد على انه لا يمكن الحديث عن تحسن او تجاوز الامرو اذ لا احد يمكنه معرفة توقيت فترة الذروة بدقة. ذروة قالت ان تونس لم تشهدها، وان التوقعات بشانها تجانب الصواب على اعتبار ان تقديرها يستوجب معادلة تاخذ بعين الاعتبار عديد المعطيات والعوامل المؤثرة، من بينها احترام الحجر الصحي. الذي المحت الى انه غير محترم بالصفة الكافية.
عدم احترام، تصفه الدكتورة جليلة بن خليل بـ « التهديد الجدي » الذي تامل في ان يقع تجنبه، في الاثناء تواصل التاكيد على ان المؤسسات الاستشفائية في تونس تتبع بروتوكول لمعالجة مصابي الكورونا منذ تسجيل حالاته ، ويتضمن مساره بين الاقسام الطبية والعلاج المتبع، الذي يشمل الكلوركين والادوية المذيبة للجلاطات، لدى بعض الحالات.