يوم غرة آفريل وقد سجلنا خلال هذه الايام ارفع ارقام الاصابات اليومية : 59 حالة في 24 مارس و51 حالة في 27 مارس و50 حالة في 29 مارس وسجلنا كذلك ارفع نسب الزيادات اليومية وكان الرقم القياسي في 24 مارس بـ52،7 % مرة واحدة.
ولكن لو قسمنا هذه الايام العشرة الاخيرة الى قسمين لوجدنا ان اجمالي تطور العدوى في النصف الاول هو 246 % بينما تنخفض هذه النسبة الى 147 % في الايام الخمسة الاخيرة ( من 28 مارس الى غرة آفريل) اي ان هنالك تباطؤا واضحا في نسبة تفشي فيروس كورونا المستجد لمزيد تدقيق اتجاه التطور هذا عملنا على ضبط نسبة التطور اليومي لحالات الاصابات الجديدة( انظر الجدول المصاحب) حيث يتضح ان النسبة كانت خلال الايام السبعة الاولى ما بين 12،3 % (18 مارس) و 52،7 % (24 مارس) ثم هاهي تنخفض تحت 10 % في الايام الثلاثة الاخيرة: 8،9 % في 30 مارس و7،7 % في 31 مارس و 7،8 % في غرة آفريل الجاري…
• ماذا يعني هذا تحديدا ؟
يعني اننا انتقلنا من سرعة عدوى كانت تتضاعف فيها الاصابات الجملية كل اربعة او خمس ايام الى سرعة اخف حيث لا يتضاعف عدد الاصابات الجملية الا كل ثمانية او تسعة ايام، وهذا المنحى الرياضي في تطور الاصابات لو تأكد، مهم جدا لانه ينبئ بقدرة اكبر على السيطرة على المرض وخاصة القدرة على الاحاطة الصحية بكل من يحتاج الى عناية طبية مباشرة سواء تعلق الامر باعراض محدودة او احتاج الامر الى العناية المركزة…
هنال فرق شاسع بين ان يكون لدينا حوالي ألفي اصابة مع نهاية الفترة الثانية من الحجر الصحي او نكون امام اربعة او خمسة الاف اصابة، في الحالة الاولى ستكون منظومتنا الصحية قادرة على المواجهة بينما قد ينفلت منها الامر لو كنا في وتيرة تصاعدية ارفع من هذه.
انه من السابق لاوانه تقديم تفسير دقيق لهذا التراجع النسبي في وتيرة الاصابات خلال الايام الثلاثة الاخيرة ولكننا نقدر ان هنالك ثلاثة اسباب اساسية وراءها:
الجهد الكبير الذي بذلته منظومتنا الصحية منذ شهر فيفري الماضي للتوقي قدر الامكان من تسرب العدوى الوافدة الى البلاد.
-الغلـــق الكلــي والشامل لحدودنا ولحركة المسافرين بما قلص بنسبة هامة من العدوى الوافدة.
- التزام جزء هام من التونسيين بسلوك الحيطة من هذه العدوى وانضباطهم لضروريات العزلة الاجتماعية قبل الحجر الصحي الشامل واثناءه.
هل يعنى هذا أننا بصدد ربح معركتنا ضد عدوى كورونا المستجد؟
لا وألف لا !!
فنحن بداية لا نعلم علي وجه الدقة ما هي حقيقة الانتشار الحقيقي للفيروس داخل البلاد وسوف تكون لنا فكرة اكثر وضوحا عندما نلجآ الى التحاليل المكثفة التي وعد بها رئيس الحكومة، فنحن الي حد اليوم لم نقم لا بـ5130 تحليلا.. لاشك ان كل المعنيين بهذه التحاليل كانوا من ضمن المعرضين اكثر من غيرهم للاصابة بفيروس الكورونا ولكن انتقلنا لو الى مائة الف او مائتي الف تحليل ستكون النتائج مختلفة حتما، لا على مستوى الحاجة الى العناية الطبية المركزة ولكن على حقيقة انتشار العدوى حتي عند من لم يشعر باي من اعراضها…
ونهاية أمام غياب علاج طبي كامل وناجع سواء على مستوى التلقيح او الدواء فاننا لا نملك الا مواصلة الحذر والتطبيق الكلي والصارم للحجر الصحي حتي تؤكد هذه النتائج الاولوية الايجابية وحتي نتجاوز باخف الاضرار الممكنة ذروة انتشار الفيروس في بلادنا….
يبقي أن تراجع وتيرة العدوى في الأيام الثلاثة الأخيرة خبر سار لا بد من دعمه وتأكيده بالانضباط الفردي والجماعي.