بعد شهر من تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس الكورونا: 394 حالة إصابة مؤكدة و10 وفيات مع إخضاع 18560 شخصا للحجر الصحي الذاتي

بعد بلوغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس الكورونا في البلاد الـ394 حالة، تتواصل الإجراءات الاستباقية لمواجهة الفيروس والسيطرة

عليه قبل مزيد انتشاره بصفة كبيرة ويصعب حينها التحكم فيه، وأخيرها وليست الأخيرة قرار مجلس الأمن القومي بالتمديد في الحجر الصحي الشامل بأسبوعين إضافيين بداية من 5 أفريل الجاري باعتباره الحلّ الأمثل والأنجع لمحاربة الفيروس وعدم تسجيل حالات إصابة بالآلاف، حتى أن وزارة الصحة قد استبقت سيناريوهات المرحلة الرابعة، وبالرغم من ذلك، فإن عدد حالات الإصابة في ارتفاع متواصل، علما وأنه تمّ الترفيع في عدد مخابر تحليل العينات المشتبه في إصابتها بالفيروس ليتم إضافة مستشفى فرحات حشاد بسوسة إلى القائمة.
وفق وزير الصحة عبد اللطيف المكي فإن التزام المواطنين بالحجر الصحي الشامل في تحسن لكن في المقابل أشار إلى وجود بعض الثغرات التي يجب معالجتها، داعيا الجميع إلى ضرورة الالتزام وعدم تعريض حياة الآخرين للخطر. وأضاف في تصريح له للإذاعة الوطنية «نحن نسلك طريقا إيجابيا بنسبة 70 أو 80 بالمائة وإذا واصلنا إتباعه سنحقق انجازا يشهد له العالم ولكن في صورة اتخاذ أي إجراء في وقت غير مناسب أو تحت ضغط الرأي العام فسنخسر كل ما تم بذله من جهد إلى حد الآن «. وبين من جهة أخرى أن الوزارة تعمل على إجراء أكثر عدد ممكن من التحاليل في هذه الفترة لمحاصرة الوباء.
32 إصابة جديدة
وفق الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصحة في بلاغ لها، فقد تمّ بتاريخ 30 مارس المنقضي تسجيل 32 حالة إصابة جديدة من مجموع 442 تحليلا مخبريا، ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت وتحيين المعطيات، 394 حالة مؤكدة من بين 4194 تحليلا جمليا، تتوزع على 22 ولاية، لتسجل ولاية تونس 94 حالة و56 حالة في ولاية أريانة و43 حالة في ولاية مدنين و41 حالة في ولاية بن عروس و26 حالة في ولاية المنستير، أما ولاية سوسة فقد ارتفع عدد حالات الإصابة إلى 31 حالة و16 حالة في ولاية قبلي و19 حالة في ولاية صفاقس و13 حالة في ولاية بنزرت، ولاية نابل بدورها ارتفع فيها عدد المصابين لتسجل 10 حالات وفي ولاية منوبة 8 حالات وفي ولاية تطاوين 7 حالات وفي ولاية قابس 5 حالات و7 حالات في المهدية و6 حالات في الكاف وحالتين اثنتين في كل من زغوان والقيروان والقصرين وحالة وحيدة في كل من توزر وقفصة وباجة، أما ولاية سيدي بوزيد فقد سجلت 3 حالات إصابة.
قرابة الـ5 آلاف شخصا تحت المراقبة اليومية
عدد الوفيات شهد بدوره ارتفاعا، حيث تمّ تسجيل 10حالات وفاة تتوزع بين 3 وفيات في ولاية صفاقس وحالتين اثنتين في أريانة وحالة وفاة وحيدة في كل من سوسة والكاف والمهدية وتطاوين وبنزرت. وأكدت الوزارة من جانب آخر أنه في إطار المتابعة الحينية للوافدين تم إلى حد هذا التاريخ إخضاع 18560 شخصا للحجر الصحي الذاتي، 13725 منهم أتموا فترة المراقبة الصحية و4935 مازالوا تحت الحجر الصحي والمراقبة الصحية اليومية. وسجلت الوزارة أن هذا التطور في الوضع الوبائي يؤشر إلى انتشار المرض بسرعة بعدة مناطق من البلاد، مما يستوجب الالتزام بتطبيق الحجر الصحي الذاتي والحجر الصحي العام كأحد أهم الإجراءات الوقائية الواجب احترامها للحد من تفشي فيروس كورونا ببلادنا. كما تهيب الوزارة بكافة المواطنين للالتزام التام باحترام القانون وكل الإجراءات المتخذة من قبل السلطات في هذا الصدد حماية للأمن الصحي للبلاد.
إجراءات لم يتم احترامها
لئن أكد وزير الصحة تحسن التزام المواطنين بالحجر الصحي فإن رئيس الجمهورية قيس سعيّد أكد في افتتاح اجتماع مجلس الأمن القومي مساء أمس أنّ الإجراءات التي تمّ اتخاذها من فرض الحجر الصحي العام وحظر الجولان لم يتم احترامها من طرف المواطنين كما يجب واعتبره أمرا طبيعيا باعتبار أنه طلب منهم البقاء في منازلهم ولكن لم يتم التفكير كيف سيعيشون وكيف سيوفرون طعامهم؟ وخاصّة الفقراء منهم، ليشدد على أنّ الإجراءات التي تم اتخاذها تأخر تنفيذها، وتابع قوله «حديثنا عن التأخير ليس استنقاصا من عمل الإدارة التي تقوم بالإحصاء لتحديد المعنيين بالإجراءات الاستثنائية من منح وتعويضات لكن يجب أيضا الإقرار أّنّ هذا التأخرّ خلق احتجاجات في عدة مدن وهو أمر مفهوم’’.
تطبيق القانون بكل صرامة على كل المخالفين
بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، أصدرت وزارة الداخلية بلاغا دعت فيه المواطنين، إلى الالتزام بتطبيق مقتضيات منع الجولان والحجر الصحي الشامل الذي قرّر مجلس الأمن القومي ، مساء أمس، التمديد فيه لمدة أسبوعين، بداية من يوم 5 أفريل الجاري، مشيرة إلى أنها ستواصل التّصدي إلى كل المخالفات وستتولى تطبيق القانون بكل صرامة على كل المخالفين وذلك في إطار تعهّدها بمسؤوليّاتها الوطنية في هذا الظّرف الاستثنائي ومعاضدة للمجهود الوطني في مكافحة انتشار الفيروس وحرصا على حسن تطبيق القانون وضمانا للأمن القومي الصحي بالبلاد. وأوضحت أنه يمكن لتسهيل حياة المواطنين، الترخيص بصورة استثنائية، شخصية وحصرية للجولان الاستثنائي لبعض الوضعيات التي لم تشملها منصة وزارة تكنولوجيا الاتصال والتحول الرقمي المعلن عنها في بلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية على غرار المهن والحرف الصغرى وصغار التجار والتي تحتاجها المجموعة الوطنية في هذه المرحلة (أنشطة غذائية وكل الأنشطة ذات العلاقة، صحة، طاقة، خدمات، الفلاحين) والحالات الخاصة والمتأكدة (أمر عائلي جلل، وضعية طارئة وأكيدة …).
تقاسم الخبرات لمكافحة الوباء
في المقابل، فإن الاتصالات التي يتلقاها رئيس الجمهورية مع مختلف رؤساء الدول وكذلك اللقاءات التي يقوم بها مازالت متواصلة في إطار مزيد تضافر الجهود لمحاربة هذا الوباء، وقد تلقى سعيد أمس وفق بلاغ من رئاسة الجمهورية رسالة خطية من رئيس جمهورية الصين الشعبية «شي جين بينغ» أعرب له فيها عن شكره لموقف رئيس الدولة وتضامنه مع الصين في مقاومتها لهذا الوباء، وذلك منذ الساعات الأولى لتفشي فيروس كورونا في بلاده. وبيّن الرئيس الصيني أن الأوضاع حاليا داخل الصين ما فتئت تتحسن في ما يتعلق بالتوقي من هذا الفيروس والحد من انتشاره، وبخصوص استعادة نسق الإنتاج. وأشار إلى أن الصين ستواصل تعزيز إجراءات الوقاية والمراقبة كما فعلت منذ البداية، حتى تكسب هذه المعركة نهائيا في أقرب وقت ممكن. كما أعرب عن تقدير الصين لتونس وللمجهودات التي تبذلها في هذا الظرف لمكافحة هذا الوباء، مؤكدا استعداد بلاده لأن توفر، في حدود إمكانياتها، الوسائل المادية اللازمة لتونس وكل ما تحتاجه من وسائل وقاية ومن مستلزمات استعجالية لمكافحة تفشي هذا الفيروس.
وأبرز أن الصين مستعدة لتقاسم خبراتها مع تونس في ما يتعلق بمكافحة هذا الوباء، كما أكد أيضا استعداد بلاده لمنح تونس تسهيلات في الدفع إذا ما رغبت في اقتناء معدات طبية لمقاومة فيروس كورونا، وشدد على أن الهدف من كل ذلك هو حماية أمن وصحة الشعبين التونسي والصيني. وأكد الرئيس الصيني في ختام رسالته الأهمية الكبرى التي يوليها لتطوير العلاقات الثنائية مع تونس، وسعيه إلى العمل مع الرئيس قيس سعيّد من أجل تطوير التعاون الصيني التونسي في كل المجالات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115