منذ انطلاق الحرب على الإرهاب في تونس سنة 2012، ظلّ الاعتقاد بان المجموعات الإرهابية تتمركز بثقلها في الجبال والمناطق الداخلية وان انتشارها وسط المدن محدود ولا يتعدى وجود خلايا دعم وإسناد صغيرة، لكن هذا الاعتقاد اهتّز في 2015.
سقوط هذه القناعة كان اثر تنفيذ مجموعة موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي عملية متحف باردو في مارس 2015، فالعمليات السابقة، سواء الأمنية الناجحة أو الإرهابية كانت تمتاز بطابع مختلف عما كان عليه الأمر في عملية باردو وما لحقها من عمليات إرهابية في العاصمة ومحيطها (انظر مؤطر التسلسل الزمني).
فالطابع السابق للعمليات الإرهابية، دون التقليل من خطورتها وبشاعتها، وللعمليات الأمنية يضعها في إحدى الخانتين، فهي إما عملية إرهابية «نوعية» كالاغتيالات أو عملية أمنية تستهدف خلايا محدودة العدد أو عناصر إرهابية خطيرة.
ففي الثلاث السنوات الأولى من الحرب على الإرهاب، ظلّت الخلايا الإرهابية المتمركزة في وسط المدن وخصوصا في الأحياء المحيطة بالعاصمة، محافظة على وظيفتها الأساسية وهي الإسناد والدعم.
هذه المهام التي تتمثل في توفير المعطيات ونقل التعليمات من والى القيادات في بعض الأحيان او الحشد والاستقطاب، وفي حالات محدودة تمثلت في إيواء عناصر إرهابية مفتش عنها كما هو الحال مع خلية الوردية التي قامت بتوفير منزل لعناصر إرهابية فرت من الملاحقة الأمنية بسوسة، او تقدم الدعم اللوجستي لخلايا الاغتيال، على غرار خلية كمال القضقاضي التي تم القضاء عليها في 2015 بحي النسيم.
لكن منذ عملية باردو انتقل دور الخلايا الإرهابية في تونس الكبرى إلى تنفيذ عمليات إرهابية، كعملية محمد الخامس، أو كما تشير المعطيات الأولية للعملية الأمنية .......