للحدّ من انتشار فيروس الكورونا إجراءات وقائية تستبق المرحلة الرابعة.. لقاءات واجتماعات مكثفة وإغلاق للفضاءات العمومية

تتزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا في البلاد يوما بعد آخر، والجميع على أهبة من سلطات ومؤسسات ومنظمات وطنية ومجتمع مدني ...

للتوقي من خطر الفيروس، أغلقت جميع المدارس ورياض الأطفال والكتاتيب وألغيت التظاهرات الثقافية والرياضية والتجمعات وعلّقت صلاة الجمعة وأغلقت الأسواق الأسبوعية وتغلق المقاهي والمطاعم والملاهي بداية من الساعة الرابعة مساء وتم تعليق العمل بكل المحاكم وإغلاق الفضاءات العمومية..إجراءات استباقية تمّ اتخاذها ومازالت متواصلة للحدّ من مزيد انتشار الفيروس ، إجراءات تسبق المرحلة التي تمر بها البلاد، لتنتقل من الإجراءات الإستباقية للمرحلة الثالثة إلى إجراءات المرحلة الرابعة.
حسب آخر الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة يوم الأحد فقد ارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس إلى 20 حالة في انتظار تحيين النتائج خلال الندوة الصحفية التي ستعقدها صباح اليوم الثلاثاء 17 مارس الجاري بعد صدور نتائج التحاليل المخبرية، وحسب مسؤولي الوزارة فإن العدد مرشح للارتفاع واحتمالية تسجيل حالات إصابة جديدة تفوق الحالتين في اليوم تبقى دائما واردة جراء العدوى، وسط التشديد على ضرورة الامتثال للحجر الصحي الذاتي.
خطة لمجابهة انتشار الفيروس
لقاءات عديدة قام بها رئيس الحكومة الياس الفخفاخ سبقت الإعلان عن الإجراءات الإستباقية للحكومة، حيث التقى أمس مع كل من نور الدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل وسمير ماجول رئيس الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعبد المجيد الزار رئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وخالد الفخفاخ رئيس الجامعة التونسية للنزل وجابر بن عطوش رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة للتشاور حول آخر تطورات الأوضاع وخطّة مجابهة انتشار فيروس كورونا و تداعياتها. نفس الشيء بالنسبة لرئيس الجمهورية قيس سعيد الذي التقى مع ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس الدكتور إيف سوتيراند حول الأزمة الصحية العالمية المنجرة عن تفشي فيروس كورونا وتطوراتها والحلول الممكنة لها. وأكد رئيس الدولة وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية على ضرورة إيجاد وسائل مبتكرة لمكافحة هذه الجائحة بعيدا عن الطرق والوسائل التقليدية، بما يساهم في الحفاظ على صحة الجميع ويحدّ من انتقال العدوى. ومن جانبه أكّد ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس عن دعم المنظمة والأمم المتحدة عموما، لمجهودات تونس الرامية إلى الحد من انتشار هذا الفيروس وتقديم كل المساعدات الممكنة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للتونسيين وحمايتهم من هذه الجائحة الخطيرة.
تنسيق دولي
هذا واستقبل سعيّد وزير الشؤون الخارجية نور الدين الري. وتناول اللقاء بحث سبل تنمية التضامن والتعاون مع مختلف البلدان بهدف مقاومة فيروس كورونا الذي تم تصنيفه جائحة عالمية والذي لا يمكن الحد من انتشاره إلا بمزيد التنسيق بين مختلف الدول. كما خصص اللقاء لمتابعة أوضاع التونسيين المقيمين بالخارج والتونسيين العالقين خارج الحدود ممن سافروا في مهمة للعمل أو للسياحة. وتم التأكيد على استمرار البحث عن الدعم اللوجستي والمادي لمقاومة فيروس كورونا والحدّ من انتشاره، واستعراض المساعي الجارية مع مختلف البلدان الشقيقة والصديقة لدعم مجهودات تونس خاصة من حيث توفير التجهيزات الصحية اللازمة تحسبا لكل المستجدات.
الرئيس يسدي تعليماته
ومن جانب آخر أفاد نور الدين الريّ أنه أطلع رئيس الدولة على المساعي التي قامت بها وزارة الشؤون الخارجية بالتعاون مع وزارات الدفاع الوطني والنقل واللوجستيك والسياحة والصحة والداخلية، لمساعدة التونسيين العالقين خارج حدود الوطن على الرجوع إلى تونس. وأضاف أن اللقاء تناول أيضا الإجراءات الذي اتخذتها الوزارة من أجل حماية جاليتنا في الخارج بمن فيهم ممثلو تونس في مختلف البعثات الدبلوماسية. وأوضح أن هذه المساعي تأتي إثر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص تعليق الرحلات البحرية والتقليص من عدد الرحلات الجوية. وقد أسدى رئيس الدولة تعليماته بمزيد دعم الجهود والتنسيق بين مختلف الوزارات والهياكل المتدخلة من أجل تامين الخدمات المطلوبة لجاليتنا ولكل التونسيين في الخارج والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
إرساء آلية التطبب عن بعد
في ذات السياق، وفي تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أكد شكري حمودة مدير عام الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة أن تونس تتبع الآن إجراءات المرحلة الوبائية الثالثة لمكافحة انتشار فيروس كورونا وتستبق إجراءات المرحلة الرابعة المتقدمة رغم وجودها في خانة المرحلة الثانية لمكافحة هذا الفيروس على ارض الواقع، مشددا على أن العمليات الإستباقية لمحاربة الفيروس تهدف أساسا إلى التحكم والسيطرة عليه قبل انتشاره بصفة كبيرة، مذكرا بأن القطاع الصحي في تونس يشكو نقصا في المعدات الطبية اللازمة لمكافحة المرض حسب تقديره. وأوضح أن وزارة الصحة تتبع لمحاربة هذا الفيروس إجراءات المرحلة الثالثة التي تتسم بوجود حالات متفرقة وبؤر وباء ولا يوجد انتشار نشط للفيروس وأنها تبرمج إجراءات استباقية للمرحلة الرابعة والتي قال إنها تتميز بانتشار المرض في كل مكان. وأضاف أن الوزارة تستبق سيناريوهات المرحلة الرابعة من خلال إرساء آلية التطبب عن بعد وهي التزام الحالات المصابة بالتطبب في المنزل ويتم إرسال إطار طبي أو شبه طبي للحالات المصابة من أجل علاج أعراض مرض فيروس «كورونا» ويتم إرسال الحالات الخطيرة التي تستوجب تدخلا طبيا عاجلا إلى المستشفيات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115