الإجراءات من مختلف الوزارات ومؤسسات الدولة في محاولة للحدّ من مزيد انتشاره والسيطرة عليه، وبالرغم من الإجراءات الوقائية المتخذة فإن المخاوف لا تزال موجودة لا سيما بعد تسجيل إصابات مؤكدة أخرى والدخول في مرحلة وبائية جديدة تصبح السيطرة على الوضع حينها صعبة، الوضع حاليا -حسب وزير الصحة عبد اللطيف المكي- تحت السيطرة وقد شدد على أن منطق الأشياء يقول إن حالات الإصابة ستتزايد.
تدابير استباقية مكثفة تمّ اتخاذها في إطار التوقي من فيروس الكورونا الذي كان من أهم المحاور التي تمّ التطرق اليها خلال اللقاء الذي جمع أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيس الحكومة الياس الفخفاخ، حيث تناول اللقاء سير العمل الحكومي وجملة الإجراءات التي تمّ اتّخاذها في علاقة بالوضع الصحي وخاصّة في مجال التوقّي من فيروس كورونا وذلك على ضوء قرارات مجلس الأمن القومي الذي تمّ عقده يوم الاثنين 09 مارس الجاري، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، وشدد قيس سعيد على ضرورة مزيد التنسيق بين كلّ مؤسسات الدولة بما يضمن الحفاظ على صحّة المواطنين وسلامتهم. كما تمّ التطرّق خلال اللقاء إلى الوضع المالي عموما وكذلك الزيارات المرتقبة لعدد من ضيوف تونس في الأيام القادمة.
مخاوف من المرور إلى المرحلة الثالثة
أعلنت مديرة المركز الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في لقاء دوري للوزارة عن ارتفاع حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد إلى 13 إصابة، بثبوت 6 إصابات جديدة أمس بعد إجراء التحاليل المخبرية، 4 منها عن طريق العدوى وأصحابها من بين المخالطين المباشرين لمصابين اثنين سابقين إضافة إلى حالتين وافدتين من فرنسا، مشيرة إلى أن الحالات المسجلة الجديدة موجودة في تونس العاصمة.
وشددت على أن هذا المرض ليس خطيرا لكنه يتميز بسرعة الانتشار مع المخاوف من المرور إلى المرحلة الثالثة ولكن لا بدّ من الالتزام بإجراءات حفظ الصحة والالتزام بإجراء الحجر الصحي، وشددت على أن عدم المرور إلى المرحلة الثالثة القادمة مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى قدرة المواطنين والمسافرين على تطبيق إجراءات وزارة الصحة.
2200 في الحجر الصحي الآن
وبينت نصاف بن علية أنه تمّ أمس إجراء 72 تحليلا مخبريا للكشف عن فيروس كورونا، ونفت في الوقت ذاته تسجيل أية حالة وفاة في البلاد بسبب فيروي الكورونا وأن كل الأخبار المتداولة مجرد إشاعات، داعية الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها وزارة الصحة، وأضافت أن 2200 شخصا هم حاليا في الحجر الصحي، وأشارت إلى وجود حالات لم تمتثل إلى إجراء الحجر الصحي ولم تنه مدة الحضانة وهو ما يجعلها عرضة لتتبعات قانونية، وبينت أن مصالح الوزارة تملك قائمة اسمية بكل الوافدين الجدد من الخارج على تونس وان فرقا خاصة تتواصل معهم لتوعيتهم بضرورة التزام الحجر الصحي الذاتي. كما أفادت أن الحالات المسجلة الجديدة لا تتصف بالخطورة ولديها أعراض طفيفة وبالنسبة للحالات السابقة، فإن حالتين اثنتين فقط موجودتان في الحجر الصحي بمستشفى فرحات حشاد بسوسة في وضع خطير لكن حالتهما مستقرة وبصدد تلقي العلاج والمتابعة الطبية.
توزيع الحالات حسب الولايات
حسب بن علية فإن جميع الفئات معرضة للإصابة بهذا الفيروس ولا يوجد أي استثناء ولكن حسب المعطيات المتوفرة والدراسات التي قامت بها المناطق الموبوءة فإن الأطفال أقل عرضة للإصابة بهذا الفيروس وبالرغم من ذلك فعلى الجميع الامتثال لإجراءات الوزارة في محاولة للتوقي من الإصابة لعدم المرور إلى المرحلة الثالثة الوبائية، وأوضحت أن الوزارة قد أجرت منذ تسجيل الحالة الأولى أكثر من 200 تحليلا مخبريا والحالات المؤكدة التي تمّ تسجيلها إلى حد الأمس تتوزع بين ثلاث في ولاية أريانة إحداها قادمة من مصر إضافة إلى حالتين محليتين أصيبتا بالعدوى (وتجدر الإشارة إلى أنّ الحالتين المحليّتين ينتمي صاحباها إلى عائلة المصاب الوافد من مصر). وحالة واحدة في ولاية قفصة قادمة من إيطاليا و3 حالات في ولاية المهدية إحداها قادمة من إيطاليا إضافة إلى حالتين محليتين أصيبتا بالعدوى علما وأنّ الحالتين المحليّتين تنتميان إلى عائلة المصاب الوافد من إيطاليا و5 حالات في ولاية تونس إحداها لمقيمة من جنسية إيطالية إضافة إلى حالتين قادمتين من فرنسا وحالتين محليتين أصيبتا بالعدوى بعد مخالطة المصابة من الجنسية الايطالية وحالة واحدة في ولاية بنزرت قادمة من سترازبورغ (غادرت تونس وتولت الخطوط التونسية تقديم قضية ضدها).