حزب قلب تونس اليوم الشبيهة بصورة احزاب عديدة في تونس بعد كل انتخابات نذكر منها حزب النداء والاتحاد الوطني الحر وحتى ائتلاف الكرامة وحزب الرحمة...
بغض النظر عن عدد الاستقالات في حزب قلب تونس لكنها تمثل تقريبا ثلث الكتلة البرلمانية للحزب فضلا عن تضمنها لأهم القيادات الحزبية والتى تعد من الصف الاول ، وهي ايضا دليل على بداية التصدع داخل الحزب الفتي وبداية اصابة «القلب» بالأزمات، اجتماع المكتب السياسي لمساء الامس ناقش هذه الاستقالات في محاولة لإقناع المعلنين عن الاستقالة بالرجوع عن قرارهم .
بعد اشهر قليلة من انطلاق العمل البرلماني يعلن 11 نائبا من كتلة قلب تونس المتكونة من 38 نائبا وهي الكتلة الحزبية الثانية في البرلمان عن اعتزامهم الاستقالة من الكتلة بسبب الضبابية داخل الحزب وبسبب خيارات الحزب في علاقة بالأحزاب الاخرى ومن الحكومة ومن رئاسة الجمهورية ومواقف قلب تونس في عدة مسائل وخيار المعارضة والتمشي الذي يجب ان تتبعه وان يكون قلب تونس في معارضة رادكالية او معارضة بناءة فضلا عن رفض الخطاب السياسي المتعمد حاليا من رئيس الحزب ، الى جانب الفشل في التموقع امام حركة النهضة وبالرغم من النقاش لمدة ساعات تبين انحراف عن المسارات وغياب للديمقراطية داخل الحزب ولئن اعتبر المليكي ان المسألة لا تقاس بالزمن اي سرعة الاعلان عن الاستقالة.. فإنها تدل عن القطيعة بين هياكل الحزب وبين الاشخاص ..
الناطق الرسمي باسم قلب تونس صادق جبنون لا يستغرب في تصريح لـ«المغرب» ما حدث والإعلان عن هذه الاستقالات معتبرا ان الهيكلة الحزبية في تونس كثيرا ما شهدت مثل هذه الاستقالات على غرار ما حصل في نداء تونس والذي كان الحزب الفائز في انتخابات 2014، ولم ينف ان مثل هذه الاستقالات من الصف الاول على حد قوله تضعف الحزب لكن الحزب سيواصل مشروعه وسيستمر وان كل الاحزاب عند تطورها تشهد بعض الازمات وبعض الاشكاليات ... لكن ما نسيه جبنون ان حزب النداء لم يعد له وجود تقريبا وان الاستقالات تواترت بشكل لا متناهي وتكونت احزاب اخرى والتحق نوابه ايضا باحزاب اخرى منها قلب تونس خلال الانتخابات الاخيرة .
الناطق الرسمي باسم الحزب شدد على ضرورة معالجة مثل هذه المسائل داخل هياكل الحزب ولذلك تقرر عقد اجتماع للمكتب السياسي والذي سيحضر فيه نواب من الكتلة...
وفي رده على اسباب الاستقالة والتي ذكرها حاتم المليكي القيادي والنائب من بين المعلنين عن استقالتهم، ان الكتلة كانت منضبطة في ما يتعلق بالتصويت على حكومة الجملي وايضا عند تمرير حكومة الفخفاخ وذلك اثر قرار المجلس الوطنى وبالتالى يوجد للحزب هياكل، وكل ذلك لا يعني وجود اختلاف في وجهات النظر وذلك نتيجة الوضع السياسي في تونس على حد تعبيره، ويرى ان قلب تونس ليس استثناء والازمات المتتالية والمتراكمة تؤدي الى ازمات داخلية في الاحزاب مشددا على ان الذين قدموا استقالتهم معالجة الاسباب معهم مازالت مطروحة.