حركة النهضة..وصفت قرار استقالته بالمفاجئ وغير المتوقع: وسطاء لإعادة عبد الحميد الجلاصي والبحث عن حل لاحتواء الخلافات

في مفاجأة من العيار الثقيل، قدم عبد الحميد الجلاصي استقالته من حركة النهضة، واختار أن ينشرها في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي

«الفايسبوك»، استقالة وصفتها قيادات النهضة بالمفاجئة وغير المتوقعة الى حدّ أنها أحدثت رجة كبيرة صلب الحركة التي تعيش منذ فترة على وقع خلافات داخلية أجبرت العديد من أعضائها على الاستقالة، ولكن استقالة الجلاصي اعتبرتها بعض القيادات حدثا غير عادي وبات الأمر يستدعي وضعه على الطاولة في أقرب وقت ممكن واتخاذ الإجراءات الضرورية قبل فوات الأوان.
حاول عبد الحميد الجلاصي في نص الاستقالة شرح الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار الذي يعود إلى عدة أشهر خلت، واعتبر أنه كان قد أمضى 40 سنة في النضال صلب الحركة ولم يعد يتحمّل سوء الحوكمة وإدارة الأفكار والموارد داخل النهضة. وأشار إلى أنّ النهضة لا رغبة لها في تغيّير نمط القيادة الذي دعا اليه 547 من المؤتمرين في المؤتمر العاشر للحركة، قائلا «تمّ تدشين أهم تحوّل في تاريخ الحركة في نمط الحوكمة من المؤسسة التنفيذية الدامجة والمتنوعة والممثلة لكل مكونات الحركة والقادرة على احتواء نوازع التفرد إلى ما سمي بخيار الانسجام».
الأمر يتطلب وقفة
قيادات النهضة عبرت في تصريحات إعلامية مختلفة عن تفاجئها من استقالة الجلاصي، حيث أكد سمير ديلو في تصريح لقناة التاسعة أن استقالة الجلاصي ليست بالحدث العادي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب وقفة لا مجرّد الكلام والتحليل وإنما اتخاذ إجراءات منها ما قد يكون ممكنا اليوم وغير ممكن غدا. من جهته أكد عماد الخميري الناطق الرسمي للنهضة أن مؤسسات الحركة ستعمل على معالجة موضوع الاستقالة واحتوائه وستدعوه الى العدول عن قراره.
مساع لاقناعه
هذا وعبر علي العريض نائب رئيس حركة النهضة في تصريح له لـ«المغرب» عن تفاجئه من قرار عبد الحميد الجلاصي بالاستقالة من الحركة، مشيرا إلى أن الجلاصي من أبرز القيادات في الحركة والمساعي ستتواصل من أجل إقناعه بالعدول عن قرار الاستقالة، وشدد على أن الحركة ستتولى دراسة هذه الاستقالة وخاصة مختلف الأسباب التي جعلت الجلاصي يتخذ مثل هذا القرار في محاولة لتدارك وتطويق الخلافات. وبين العريض أن الحركة مازالت لم تجتمع بعد على أمل أن يتم ذلك في أقرب الأوقات لتدارك ما يجب تداركه. وبخصوص تتالي الاستقالات والخلافات في الفترة الأخيرة صلب الحركة، قال العريض إن الحركة لم تتداول بعد في هذه المسائل ولكن بعد استقالة الجلاصي ستجتمع للنظر في كل الخلافات والاستقالات.
«النهضة ..جزء من السيستام»
حسب تصريح عبد الحميد الجلاصي لموزاييك أف أم فإن إعلانه عن استقالته جاء بعد استيفائه لمحاولة الإصلاح من الداخل، وان ذلك يعود أساسا إلى دخول النهضة في «السيستام» وتخليها عن مبادئها كوعاء لمشروع التحرر والعدالة الاجتماعية والتغيير والانحياز لقضايا العالم. وقال: «النهضة الآن أصبحت جزءا من السيستام ولم تعد وفية لانحيازها الاجتماعي وأجد أنّ تكلفة ذلك قد تجر إلى خصومة كبيرة على غرار ما حصل في النداء سنة 2015». وتابع «لا أريد أن أختم حياتي مع أناس عاشرتهم لسنوات طويلة بالخصام وخيرت المغادرة». وأوضح أنّ المنظومة الحزبية في تونس عموما، بما فيها النهضة، أصبحت مريضة وباتت عبئا على البلاد. وانتقد ما وصفه بمحاولات إيجاد صيغ للتجديد لراشد الغنوشي على رأس النهضة، معتبرا أنّ ترؤس شخص لحزب أو لدولة أو لأي هيكل لـ 50 سنة لم يعد أمرا ممكنا وأنّ بقاءه طيلة هذه المدة يفتح الباب نحو ثقافة البلاط وبالتالي الفساد، وفق تعبيره. واعتبر أنّ النهضة ليست ديمقراطية في داخلها وأنّ ذلك سينعكس سلبا على البلاد باعتبارها الحزب الأوّل، مشيرا في هذا الخصوص إلى ما خلّفته الخلافات في النداء من آثار سلبية على الوضع في تونس. كما انتقد في السياق ذاته التركز الشديد للصلاحيات داخل النهضة في يد راشد الغنوشي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115