انتشر الهلع والخوف والذعر في صفوف المواطنين ووصل إلى حدّ بروز عدة شائعات في علاقة -خاصة- بتقديم عطلة الربيع بأسبوع، وبالرغم من النداءات والدعوات المتكررة والتصريحات والحملات التحسيسية بعدم الهلع مع الالتزام بشروط حفظ الصحة الأساسية من خلال غسل اليدين بصفة مستمرة والتعقيم الدائم لأدوات الاستعمال المنزلي والحفاظ على تهوئة المنازل وأماكن الإقامة، فإن حالة من الاستنفار تعيش على وقعها البلاد وسط المخاوف بتسجيل إصابات أخرى.
مع تسجيل أول إصابة، سارعت وزارة الصحة إلى الرفع من درجة اليقظة مع مضاعفة إجراءات المراقبة الصحيّة ناهيك عن الحملات التحسيسية الموجودة والتي تكشف عن الإجراءات الوقائية التي يجب إتباعها لتجنب الإصابة بهذا الفيروس والمتمثلة في غسل اليدين بالماء والصابون عدّة مرّات في اليوم، وتجنّب الاتّصال الوثيق بأيّ شخص لديه أعراض الحمى والسعال،و استعمال منديل ورقي عند العطس أو السعال مع رميه مباشرة في سلّة المهملات، هذا ومن المنتظر أن تعلن الوزارة في الساعات القادمة عن حزمة جديدة من الإجراءات للتوقي من فيروس كورونا المستجد.
سلامة أفراد عائلة المصاب من الفيروس
وزير الصحة عبد اللطيف المكي أكد في تصريحه لـ«المغرب» أنه لم يتم إلى حد كتابة هذه الأسطر تسجيل أية إصابة أخرى عدا الإصابة الأولى المؤكدة، مشيرا إلى أن كل التحاليل للعينات المأخوذة لأفراد عائلة المصاب كانت سلبية، وأثبتت سلامتهم من الفيروس سواء منهم أفراد عائلته أو الأشخاص الذين رافقوه أو المحيطون به. وأضاف أن الحالة المعلنة عنها هي الوحيدة التي تمّ تسجيلها إلى حد الآن، وتعهد بتقديم كافة المعطيات المتعلقة بالحالات التي يشتبه بإصابتها بالفيروس وآخر المستجدات.
هذا وأكد على وجود إجراءات جديدة سيتم اتخاذها وهي قيد الدرس بين مختلف الوزارات المعنية بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ومن المنتظر أن يتم اليوم الأربعاء الإعلان عن البعض منها وفق مستوى خطورة الوباء، إجراءات تصعيدية لتقوية الإجراءات الاحتياطية التي تمّ اتخاذها.
أكثر من 900 شخص في الحجر الصحي
كما أشار وزير الصحة إلى أن إمكانية تسجيل إصابات أخرى تبقى واردة ولكن في تقدير الوزارة ستكون حالات معزولة ومستوردة بمعنى أن الحالات التي قد يتم تسجيلها حالات استوردت المرض من الخارج أي من الأماكن الموبوءة، مضيفا أن أفراد عائلة المصاب وبفضل إجراءات الحجر الصحي لم يصابوا بهذا الفيروس، نفس الشيء بالنسبة للمسافرين الذين كانوا على نفس الباخرة، لم يتم تسجيل أية أعراض للمرض وكل شخص ظهرت عليه بعض الأعراض المشابهة أجريت عليه التحاليل الضرورية والى حدّ الآن لا توجد حالات جديدة، وبين أن أكثر من 900 شخص مرّوا بالحجر الصحي غادر منهم أكثر من 500 بعد انتهاء فترة الحضانة ولا زال البقية تحت الحجر الصحي.
هذا ودعا الوزير المواطنين إلى عدم القلق أو الفزع، فالوزارة تسعى إلى بناء الثقة مع الرأي العام حول المنظومة الصحية وسيتم الكشف عن كافة المعطيات الصحيحة والحقائق كما هي، ليشدد على أن الفزع ليس له أي مبرر وسيتم تشديد المراقبة وعمليات الرصد لتجنب انتشار هذا الفيروس مع المتابعة الدقيقة لكل الحالات التي يشتبه بإصابتها بالمرض. ويشار إلى أنه تمّ خلال جلسة عمل أشرف عليها وزير الدولة المكلف بالنقل واللوجستية أنور معروف بحضور المديرين العامين والرؤساء المديرين العامين للمؤسسات تحت الإشراف اتخاذ قرار تحويل الرحلات القادمة من السوق الايطالية (روما وميلانو والبندقية ) الى المحطة الجوية Terminal 2 لمطار تونس قرطاج الدولي، فيما تقرر الإبقاء على رحلات المغادرة بالمحطة الرئيسة للمطار، وذلك في إطار حرص وزارة النقل على ضمان أوفر حظوظ الوقاية والسلامة للمسافرين. هذا وأعلنت وزارة الصحة عن تدعيم الخط الأخضر 80101919 للإبلاغ عن حالات الاشتباه في الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، على مستوى عدد الخطوط والموظفين بالنظر إلى ما سجله من ضغط خلال الـ24 ساعة الفارطة إذ فاق عدد الاتصالات على هذا الخط الأخضر 500 اتصال.