هذه حال بيان وزارة الخارجية التونسية حول بيان مجلس وزراء الداخلية العرب فلم نر فيه حسما أو توضيحا ينهي الجدل القائم حول موقف تونس من توصيف حزب الله بالإرهابي ولا إجابة شافية حول اصطفاف ديبلوماسيتنا وراء المواقف الجيوستراتيجية للمملكة العربية السعودية وعندما يغيب الوضوح يحضر الارتجال والمواقف التي لا تفي شيئا..
فالتأكيد على أن بيان وزارة الداخلية ليس فيه تصنيف – بالمعنى القانوني – لحزب الله كتنظيم إرهابي لا يضيف شيئا سياسيا وديبلوماسيا ما دام البيان قد وصف هذا الحزب بالإرهابي أي أنه صنفه سياسيا في خانة الإرهاب بإطلاق ولم يتحدث عن موقف أو مواقف بعينها..
والتعلل بأن هذا البيان «ليس قرارا ذا صبغة إلزامية» إنما هو تعويم للسمك كما يُقال.. ويتعلق بالشكليات ولا يلامس البتة جوهر الموضوع..
ثم وكأن البيان يستجدي «العمل العربي المشترك» ليبرر لِمَ صادقنا على بيان لا يعكس قناعاتنا الديبلوماسية بل يندرج فيما يمكن أن نسميه بـــــ«ديبلوماسية الماخذة بالخاطر» لا ديبوماسية المبادئ والقيم المعلنة بوضوح وإن كلّفنا ذلك خرق «الإجماع العربي» الذي لم يعد يعني شيئا اليوم.
أما الموقف من حزب الله وذلك الرقص على الحبلين في نهاية البيان فيدعو إلى الشفقة فليس من دور الديبلوماسية التونسية أن تتحول إلى «محلل سياسي» يصنف «الإيجابي» و«السلبي» في حزب الله ثم يتوجه إلى هذا الحزب طالبا منه «تجنّب كل ما من شأنه أن يهدد استقرار دول المنطقة وأمنها الداخلي».
والأنكى من هذا كله أنك تقرأ بيان وزارة الخارجية سطرا سطْرا وكلمة كلمة فلا تعثر على موقف واضح.. بل جاء بنيان البيان رخوا لا يستقيم عوده لا في بدايته ولا في نهايته.
بيان وزارة الشؤون الخارجية التونسية حول بيان وزراء الداخلية العرب
تبعا للبيان الصادر عن الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد يوم 02 مارس 2016 بتونس، توضح وزارة الشؤون الخارجية أن هذا الإعلان الذي صدر عن إحدى مؤسسات العمل العربي المشترك التابعة لجامعة الدول العربية ليس فيه تصنيف لحزب الله كتنظيم إرهابي. كما أنّ هذا البيان ليس قرارا ذا صبغة إلزامية. إنّ موقف تونس، دولة المقر لمجلس وزراء الداخلية العرب الذّي أصدر هذا البيان، يأتي انطلاقا من حرصها على العمل العربي المشترك ويندرج في إطار الموقف الجماعي الذي اعتمده المجلس في نهاية أشغاله. كما تؤكد تونس بالمناسبة، وفاءها لأحد ثوابت سياستها الخارجية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وإنّ انخراط تونس في هذا التوجه الجماعي لا يحجب الدور الهام الذي لعبه حزب الله في تحرير جزء من الأراضي اللبنانية المحتلة ومواقفه الداعمة لنصرة القضية الفلسطينية. وتشدّد تونس في الإطار ذاته، على ضرورة أن تتجنّب هذه الحركة كل ما من شأنه أن يهدّد استقرار دول المنطقة وأمنها الداخلي.