اجتماع الثلاثي، فبالكاد مرت ساعات على اللقاء حتى تغيرت تموقعات الأحزاب والكتل الأخرى من قبل الفخفاخ وهو ما كشفته أحداث الأمس، فالتيار الديمقراطي بات مبدئيا غير معني بالحكم وائتلاف الكرامة يستبعد مشاركته في انتظار أن تتضح مواقف بقية الأحزاب، تطورات لم تسرّ الفخفاخ الذي أكد لشركائه أن حزب قلب تونس لن يكون في الحكم.
شرع رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ مساء أمس بدار الضيافة بقرطاج في التشاور مع الأحزاب المعنية بالائتلاف الحكومي حول تركيبة الحكومة وهيكلتها. وناقش رئيس الحكومة المكلف مع ممثلي الأحزاب المعنية مقترحاتها للحقائب الوزارية وتوزيعها. كما قدم لهم الوثيقة التعاقدية المعدلة في نسختها الثالثة، وفق بلاغ للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف. والتقى في هذا الإطار ممثلين عن أحزاب حركة النهضة والتيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة وحركة الشعب وحركة تحيا تونس على ان تتواصل بقية المشاورات اليوم السبت .
حركة النهضة..«في انتظار تفاعل الفخفاخ»
أولى اللقاءات وبطبيعة الحال بعد قلب تونس كانت مع وفد من حركة النهضة يضم كلا من نور الدين العرباوي وعماد الحمامي الذي أكد في تصريح إعلامي له أن الحديث كان حول مقترحات الحركة للحقائب الوزارية وتبقى جولات أخرى للتفاعل مع رئيس الحركة، مشيرا إلى أن موضوع الحقائب الوزارية مازال خاضعا للنقاش في انتظار تجميع كل الأحزاب التي ستكون الحزام السياسي للحكومة. وأضاف الحمامي أن المرحلة القادمة ستكون مهمة وهي مرحلة التفاعل بين الأحزاب ورئيس الحكومة المكلف ولكن يبقى القرار النهائي للفخفاخ والإعلان عن التشكيلة المقترحة لحكومته. هذا وبين الحمامي أن رئيس الحكومة المكلف لم يبد تحفظا على الأسماء التي اقترحتها الحركة وهي مع تحييد وزارات السيادة وقد رشحت كفاءاتها الحزبية من الصف الأول من القيادات الشابة وكذلك من النسوية لعدد من الحقائب الوزارية والقرار الأخير على مستوى حصة الحركة يعود للفخفاخ بعد الاستماع إلى كافة الأحزاب وسيتحمل مسؤولية الاختيار أمام البرلمان ولاحقا سيتحمل الفريق الحكومي مسؤوليته أمام الشعب.
كما شدد على أن الحركة تتصرف بمسؤولية في القضايا الوطنية والأيام الفارطة كانت هناك مسافة وضغط في العلاقة بين الحركة ورئيس الحكومة المكلف إلى غاية الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين الغنوشي والفخفاخ ونبيل القروي والذي على إثره تمت دعوة حزب قلب تونس إلى المشاورات، ولم يعد للحركة أية إشكالية من هذه الناحية وموقعها في القصبة وقد برهن الفخفاخ على عدم وجود سلوك للإقصاء، وقد قدمت الحركة مقترحاتها أمس وتحترم دور رئيس الحكومة المكلف في الاختيار علما وأن رده وتفاعله مع الأسماء المقترحة لم يحصل بعد ومسار تشكيل الحكومة بات على الأرجح في الخطوات الّأخيرة، معربا عن أمله في أن تحظى التشكيلة المقترحة من قبل الفخفاخ برضى التونسيين وتنال التزكية من قبل نواب مجلس الشعب وأيضا أن تقبلها مؤسسات حركة النهضة والتي عند تلقيها جوابا أوليا من طرف الفخفاخ ستتولى عرضه على مجلس شورى الحركة الذي هو في حالة انعقاد منذ الدورة الأخيرة.
التيار الديمقراطي... «مبدئيّا غير معني بتشكيل الحكومة»
الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو أكد في تصريح إعلامي عقب لقائه المكلف بتشكيل الحكومة أنّ التيار الديمقراطي يعتبر نفسه مبدئيّا غير معني بتشكيل الحكومة في انتظار اجتماع مكتبه السياسي الأحد القادم لإصدار موقفه النهائي، ليشدد على أنه أبلغ الفخفاخ، حيث أن الحزب لم يتوصّل إلى اتفاق معه حول الأشخاص بخصوص مسألة تشكيل الحكومة، وأضاف أنه سبق لحزبه وان تناقش مع رئيس الحكومة المكلّف حول البرنامج وقدّم مقترحات تمّ الأخذ ببعضها ولم يكن له أي إشكال حول الخطوط العريضة للبرنامج الذي تمّ تقديمه لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول مسألة تشكيل الحكومة وفقا لقرار المجلس الوطني للتيار . وبين أن التيار طالب ببعض الوزارات لفرض القانون والقطع مع ما تقوم به أغلب الأحزاب خدمة لمصالحها الخاصة دون اكتراث لمصالح الشعب لكنّه يحترم رأي رئيس الحكومة المكلّف في طرحه لبعض الأسماء الأخرى التي لا تعكس إرادة التيار الديمقراطي ويرى أنها لا تؤدي الغاية
وصرح أنّ البلاد وصلت مرحلة من التسيّب والفساد السياسي الذي لا يسمح بنجاح أي برنامج، مبينا أن التيار الديمقراطي طالب بتكليف أشخاص قادرين على فرض القانون وتطبيقه دون خوف، مشددا على أن عدة أطراف من المعنيين بتشكيل الحكومة وغير المعنيين مورطون في الفساد السياسي. هذا ومن المنتظر أن يعقد التيار الديمقراطي اجتماع مكتبه السياسي يوم الأحد للحسم النهائي في الموضوع.
ائتلاف الكرامة..«الفخفاخ رفض مقترحاتنا وخاصة الداخلية»
سيف الدين مخلوف الناطق الرسمي باسم ائتلاف الكرامة أشار إلى أن النقاش حول تشكيلة الحكومة لا بد أن يتواصل أكثر باعتبار أنه ليس هناك توافق كبير حول الحزام السياسي وكذلك البرنامج لأنه لم يتم إدراج النقاط المقترحة من قبل ائتلاف الكرامة وليس هناك توافق على الحقائب والوزارات، مضيفا أن الائتلاف كان قد طالب بفصل الجانب الأمني عن الإداري ولكن لم يأخذ بعين الاعتبار بالرغم من أن رئيس الحكومة المكلف كان قد عبر عن تبنيه للفكرة، هذا وقرر الفخفاخ أن تكون وزارات السيادة مستقلة والائتلاف يعترض على هذا التمشي. كما يتمسك ائتلاف الكرامة بعدم وجود حركة تحيا تونس في الحكومة ويعتبر مشاركته خطأ ولا بدّ أن ترحل حكومة يوسف الشاهد.
شدد مخلوف على أن القسمة التي اقترحها الفخفاخ غير عادلة وسيكون لأغلب الأحزاب نفس عدد الحقائب الوزارية بالرغم من اختلاف التوازنات وتفاوت الأحجام وهذا التمشي غير مقبول، وبالنسبة لنصيب ائتلاف الكرامة إن شارك سيكون هامشيا جدا ومن المنتظر أن تجتمع الهيئة السياسية والكتلة البرلمانية للحسم النهائي، كما أعرب مخلوف عن عدم تفاؤله من مسار تشكيل الحكومة، وبين أن الائتلاف اقترح يسري الدالي لحقيبة الداخلية لكن الفخفاخ أكد لهم أن وزارات السيادة سيتم تحييدها وبقية الأسماء مقترحة من قبل الائتلاف هي شخصيات مستقلة لكن أهم الحقائب التي طالب بها تمّ رفضها. وأوضح مخلوف أن الفخفاخ كان قد أكد لهم أن قلب تونس لن يكون موجودا في الحكومة.
حركة الشعب..«نريد حكومة حزبية»
الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي أكد في تصريح إعلامي له أن النقطة الأولى التي تم التطرق إليها خلال اللقاء والتي ترفضها الحركة هي أن تكون الحكومة مشتركة بين الكفاءات الحزبية والمستقلة والحركة تريدها حكومة سياسية والأغلبية الساحقة من الوزارات من المتحزبين، وبالنسبة لوزارات السيادة فيجب أن تتم بالتشاور مع الأحزاب وهي ليست من صلاحيات رئيس الحكومة المكلف فقط ولا تعترض الحركة على أن تكون حقيبة وزارة العدل من نصيب التيار الديمقراطي ولكن إذا ذهب في تمشي تحييد هذه الوزارات فيجب ألا تكون هناك أي شبهة للانتماء الحزبي والفيتو حسب تصور الحركة أن يرفع ضد الفساد وغياب الكفاءة. واعتبر أن هذه الجولة هي الأولى في انتظار أن تتضح الصورة أكثر في الجولات المقبلة على أمل الوصول إلى توافق. وشدد على أن حكومة الفخفاخ هي حكومة الرئيس والمقاربة التي تمّ اعتمادها مختلفة عن حكومة الحبيب الجملي ولن تعتمد على الأوزان البرلمانية فقط. وأوضح أن الحزب اقترح 6 أسماء وهذا لا يعني أنه يريد 6 وزارات. وأضاف أنه لم ير تغييرا في الحزام السياسي الذي سبق وأن أعلن عنه الفخفاخ.