رئيس حكومة تصريف الاعمال يوسف الشاهد : التمسك بمروية النجاح

كانت ساعة -بتمامها وكمالها - مدة الحوار الذي قدمه رئيس حكومة تصريف الاعمال يوسف الشاهد لقناتي «التلفزة الوطنية الأولى» و«قناة التاسعة» ،

حوار وضع في اطاره منذ البداية حول ما الذي حققته حكومة الشاهد خلال سنواتها الثلاث ؟ وماهي التركة التي تركتها للحكومة القادمة ؟ وكغيره من حوارات الشاهد خصص لبناء مروية نجاح تعثرت بسبب المؤامرات.

ذكر الشاهد بجلسة منح الثقة لحكومته الاولى في اوت 2016، وقال انه قدم ثلاثة وعود وهي تونس آمنة اكثر، واستقرار المالية العمومية، وخلق جيل جديد من السياسيين وتحديد الوعد تزامن مع تحديد الوضعية التي وجد الشاهد عليها البلاد.

وقد أكد ان حكومته تسلمت مهامها في 2016 اثر محاولة فاشلة لإقامة امارة داعشية في بنقردان، حينها كان الوضع الأمني سيئا لدرجة حصول تحجير السفر الى تونس من قبل عديد البلدان. لكن الشاهد يغادر اليوم بعد 3 سنوات من العمل وقد رفعت هذه الدول تحجير سفر مواطنيها الى تونس وعادت المؤشرات السياحية أحسن مما كانت عليه.

كل هذا تحقق بفضل «مجهود أمني كبير جدا» يعتبر الشاهد انه لم يقع الحديث عنه بما فيه الكفاية. والحال ان الرجل في غضون الاشهر الاربعة الاخيرة اطل في اكثر من عشر مناسبات ليتحدث مطولا عن هذا النجاح الامني الذي حققته حكومته وعن الخطة الوطنية لمكافحة الارهاب في ديسمبر 2016. وكيف ان حكومته نجحت في جعل تونس محصنة أمنيا ودفاعيا.

«دون أمن لا يمكن تحقيق أي شيء اخر» هكذا مهد الرجل الامر ليتحدث عن النجاحات الاقتصادية التي حققتها حكومته التي استثمرت في «الامن والدفاع لتستطيع لاحقا تحقيق النمو ودفع السياحة»، وضع اقتصادي اكد الشاهد ان حكومته ورثته في بلد غارق في ازمته التي تجسدت في عجز ميزانية الدولة والتهديد بالافلاس التام.

عجر قال ان حكومته نجحت في الحط منه بثلاث نقاط كاملة لينخفض من 6 % الى 3 % في ميزانية 2020، اما على المستوى المالي فحكومته «قضت على شبح الافلاس» بل وفرت مدخرات للحكومة القادمة، فقد ورثت سنة 2016 مدخرات في حدود 5.4 مليار دولار. لكنها ستغادر تاركة 6.5 مليار دولار كاحتياطي يوفر 108 يوم توريد».

ارقام كثيرة استشهد بها الشاهد ليعزز مروية نجاح حكومته التي قال انها ستغادر وقد انجزت حصيلة ايجابية، رغم كيد الكائدين والمتأمريين، ليستشهد بالحملة التي تعرض اليها خلال الحملة الانتخابية للرئاسية، وقال انه كان ضحية استهداف واضح له «من بين 26 مترشحا كنت الوحيد الذي تعرض لحملات تشويه لا مثيل لها».

لكن رغم ذلك شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال على انه وحكومته خاضا حربا بمفردهما دون مساندة من أي حزب. لذلك فهو يوجه نصيحته لرئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي ومفادها ان ان يحافظ على التوافق السياسي لأن المهم ليس عدد المصوتين على منح الثقة للحكومة.

نصيحة عبر عنها الشاهد بشكل اوضح بقوله ان» حكومة الشاهد صوت لها 170 نائبا وبعد أشهر فقط من منحها الثقة وجدت نفسها وحدها «فتصويت النواب لا يعني وجود سند سياسي حقيقي.»

ولان الناصح لا يكتفي بواحدة فقد نصح الشاهد خليفته المحتمل في القصبة بان تكون اولويات المرحلة القادمة توفير موارد لتحسين الصحة والنقل والتعليم والتشغيل والضمان الاجتماعي عبر اعادة هيكلة المؤسسات العمومية.

حوار سمته الوحيدة انه خصص لإعادة سرد تاريخ ثلاث سنوات وفق رواية ابرز الفاعلين في الاحداث يوسف الشاهد رئيس الحكومة وزعيم حركة تحيا تونس، رواية مفادها ان الشاهد ومن معه عملوا قصارى جهدهم لإنقاذ تونس، وقد انقذوها من مخاطر عدة وان لم يشهد لهم احد بذلك، وانه كان بمقدوره القيام بالكثير لو لا...

ولولا تلك هي مربط الفرس فالرجل يريد ان يحمل حصيلة فشل حكومته في الالتزام بتعهداتها الخمس إلى الآخرين الذين منعوها، ويغفل عن انه كان الرجل الاول في السلطة التنفيذية وان الفشل فشله حتى وان تلاعب لإثبات التعافي الاقتصادي والمالي لتونس.

الشاهد تحدث ليعيد رسم صورته من جديد وهذه المرة اختار المزج بين صورة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي قيس سعيد ، فهو يشبه نفسه بكليهما كل في نقاط قوته، هو الديمقراطي الحداثي رجل الدولة وهو المحارب ضد الفساد وضحية الفاسدين الذين يخشون حربه عليهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115