وقد توعد عدد من المحتجين بالتصعيد فاقتحموا مقر الولاية واعتصموا داخله مطالبين بإقالة الوالي وتنفيذ اتفاق الكامور..
اقتحم عدد من المحتجين من ولاية تطاوين امس مركز الولاية اثر وقفة احتجاجية انتظمت صباحا في ساحة الشعب ونظموا مسيرة رفعوا خلالها شعارات تطالب بإقالة الوالي الذي غادر من الباب الخلفي، ثم اعلن المحتجون عن دخولهم في اعتصام مفتوح داخل مقر الولاية الى حين تلبية مطالبهم، او التصعيد.
كان المطلب الاساسي للمحتجين اقالة والي الجهة عادل الورغي وتطبيق بنود اتفاقية اعتصام الكامور الشهير الذي اعتصم من اجله شباب وأهالي تطاوين لأشهر، وقد هدد شباب من تطاوين وأعضاء من تنسيقية اعتصام الكامور بالتصعيد «تطاوين تمهل الحكومة اسبوعا واحدا فإما التطبيق او التصعيد» الا ان السلطات الجهوية والمركزية لم تعر الامر اي اهتمام فكان الرد يوم امس بالدخول في اعتصام مفتوح بمقر الولاية بعد طرد الوالي... فتحولت الشعارات منذ الاربعاء الى «الشعب يريد» «جاهزون سيدى الرئيس» تفاعلا مع ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد في سيدي بوزيد بمناسبة ثورة 17 ديسمبر .
ولئن اعتبر علي الشتوى احد اعضاء تنسيقية اعتصام الكامور ان التحرك مبرمج منذ اسبوع في صورة عدم تفاعل السلطات الرسمية مع مطالبهم فان ما جاء في خطاب قيس سعيد رئيس الجمهورية شجع المحتجين خاصة بعد حديثه عن مؤامرات تعيق التنمية ونظرا لرمزية شخصية قيس سعيد المحاربة للفساد، أوضح الشتوي ان المهلة التى تم الإعلان عنها خلال يوم الغضب بتطاوين الاسبوع الفارط قد انتهتوبما انه لم يكن هناك تجاوب تم التوجه الى مركز السلطة علما بأن أحد الممضين على الاتفاق الوالي وهو المهتم بمتابعة بنود الاتفاق على حد قوله .
بالنسبة للمحتجين فقد أخلّت بالتزاماتها منذ 2017 ، وكلما قررت التنسيقية التحرك من اجل المطالبة بحقها يتم التعلل بإحدى المحطات الانتخابية، على حد قول الشتوى وترتكز المطالب على اقالة الوالي او تقديم استقالته اولا باعتباره ممثل السلطات الرسمية في الجهة والمكلف بمتابعة تطبيق او تفعيل بنود الاتفاق، ثانيا الالتزام باستكمال تشغيل 500 شباب في شركة البيئة وهو العدد المتبقى من 3000 الاف شخص والذين كان من المفترض دخولهم منذ جانفي 2019 ، التشغيل الفعلي ولا الصورى في شركات البيئة والتى لم تتجاوز فيها نسبة التشغيل اكثر من 15 % واغلبهم يتم تشغيلهم حسب اتفاق مسبق وعن طريق المحسوبية على حدّ تعبيره، والنقطة الثالثة هي صندوق جهوى للتنمية تضخ فيه ما يقارب 80 مليون دينار والذي لم يحدث بتعلة التعطيلات واصبح الامر مجرد حديث لذلك فان الاعتصام بمقر الولاية قد يتطور الى تركيز اكثر من نقطة احتجاج في كل الاحياء والشوارع من اجل الضغط على السلطات
اعتصام الكامور حركة احتجاجية تواصلت لعدة اشهر بمنطقة الكامور البترولية بولاية تطاوين الى ان تم امضاء اتفاق بين الحكومة والمعتصمين الذين قطعوا هذا المسلك الفرعي الذي تعتمده شركات التنقيب عن البترول ونقله، كما قاموا بغلق محطات الضخ وطالب المعتصمون بالتنمية والتشغيل والتوزيع العادل للثروات البترولية.. وعاشت الولاية وعدد من الولايات المجاورة حالة من الاحتقان وسلسلة من الاحتجاجات المتتالية وتدخل الامن في اكثر من مناسبة.
وانتهت الازمة بامضاء اتفاق الكامور نسبة الى الاعتصام في جوان 2017 بين ممثلي الاعتصام والحكومة ومنظمات ومكونات من المجتمع المدني من بين اهم بنوده انتداب 3000 في شركة البيئة والغراسة على دفعات 2017 و2018 ، وبداية 2019 اخر دفعة وتخصيص مبلغ 80 مليون دينار لصندوق التنمية والاستثمار بتطاوين وفتح 1500 موطن شغل بشركات الانتاج والخدمات البترولية العامة بالصحراء .