مشاورات تشكيل الحكومة تدخل أسبوعها الخامس: النهضة تعلن عن مكونات الائتلاف الحاكم والحبيب الجملي يواصل لقاءاته..

بالرغم من التطورات الايجابية التي سجلها مسار تشكيل الحكومة لاسيما بعد إعلان التيار الديمقراطي عودته من جديد إلى طاولة المفاوضات

التي دخلت أسبوعها الخامس، إلا أن تركيبة الحكومة وموعد الإعلان عنها مازال ضبابيا، حتى أن المشهد المكون لها من الّأحزاب مازال غير مكتمل العناصر، فالائتلاف الحاكم الذي تحدثت عنه قيادات حركة النهضة وبالتحديد عماد الحمامي والمتكون حسب تصريحاته من حركة النهضة وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس، مواقفهم مازالت كالرمال المتحركة وكل طرف عاد إلى هياكله الرسمية لاتخاذ القرار النهائي.

تدرك جيدا حركة النهضة أن نجاح المفاوضات يرتكز بالأساس على الحصول على أغلبية حكم يستند إليها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي قبل ذهابه إلى البرلمان لنيل الثقة لحكومته، ولعل الوساطات التي قامت بها لإقناع الأطراف التي ستضمن لها ذلك خير دليل على ذلك لاسيما مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب، وحسب تصريح القيادي في حركة النهضة عماد الحمامي في قناة التاسعة فإن هناك اتفاق مبدئي بين حركة النّهضة والتيّار الديمقراطي ليشدد على أنّهما سبق وأن قاما بأربعة اجتماعات رسميّة دقّقا خلالها عديد المسائل .

النهضة لديها 3 أو 4 سيناريوهات
الحكومة المرتقبة ستتكون مبدئيا حسب القيادي النهضاوي عماد الحمامي من 5 أطراف وهي حركة النهضة وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس، ليضيف أن النهضة لديها 3 أو 4 سيناريوهات في ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة المقبلة، ولم يستبعد إمكانية تشكيل حكومة تجمع كفاءات متحزبة وأخرى سياسية ليستدرك في ما بعد أن الكلمة الأخيرة في ما يتعلق بالمفاوضات تعود إلى رئيس الحكومة المكلف الحبيب جملي الذي اشترط تحييد وزارات السيادة. مفاوضات لئن تقدمت بخطوات إضافية إلا أن ما تحقق لا يمكن أخذه بعين الاعتبار واعتماده بشكل ثابت، تلك الانتقادات والاتهامات مازالت تلقي بضلالها على مسار المفاوضات على غرار حزب قلب تونس الذي يرفض الجميع أن يكون طرفا مشاركا فيها بل حتى إن مشاركته تبقى رهن تغيير القيادة الأولى في قلب تونس أي إبعاد نبيل القروي من الصف الأول، فالنائب عن كتلة هذا الحزب أسامة الخليفي تحدث عن وجود مناورات سياسية ومماطلة في مشاورات تشكيل الحكومة.

الفرصة الأخيرة
الأسبوع الخامس من انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة والأول في المهلة الإضافية والأخيرة للحبيب الجملي لتشكيل الحكومة التي حسب بعض كواليس المشاورات وفي صورة تلقي رئيس الحكومة المكلف ردودا واضحة ودون شروط من الأحزاب التي يريدها أن تؤثث الحزام السياسي للحكومة، موعد ولادتها العسيرة سيكون في القريب ولن يتجاوز بداية الأسبوع المقبل، فالجملي وفق تصريح القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي لـ«المغرب» أمامه فرصة أخيرة لتشكيل حكومة وفقا للاتجاه المحدد منذ 6 أكتوبر الفارط بخصوص التحالفات وستبذل الحركة ما بوسعها للوصول إلى ذلك ليضمّ حزام الحكومة كل من النهضة والتيار وائتلاف الكرامة وتحيا تونس وحركة الشعب، مشيرا إلى أن المشاورات تقدمت وهناك عروض قدمت لهذه الأطراف والحركة تبذل مجهودا للتحسين والتدقيق للخروج بأسرع وقت ممكن بإجابة واضحة وقاطعة، إجابة بنعم أم لا ولم يعد الوقت مناسبا للإجابة بنعم ولكن.

في شروط تحسين المفاوضات
وأضاف الجلاصي أن المفاوضات يمكن أن تتحسن شريطة أن تكون الخلفية بناءة، فللأسف الشديد لازالت الضبابية تخيم على المشهد وجميع المؤسسات كما أن انطلاقة البرلمان لم تكن جيدة ورئيس الجمهورية مازال لم يبرز جيدا كشخصية مجمعة لكل التونسيين وخطاب أول أمس في سيدي بوزيد كان يمكن أن يكون أحسن بكثير، مبينا أن وضعية وجود رئيسي حكومة، رئيس لتصريف الأعمال وآخر مكلف بتشكيل الحكومة المقبلة يجب ألا تستمر أكثر ولا بد أن تكون تركيبة الحكومة جاهزة في أقل من أسبوع لعودة التفاؤل من جديد الى الشعب ولذلك فإن الجملي والحركة بصفة عامة لا خيار لها إلا النجاح في تشكيل الحكومة.

إنهاء ماراطون اللقاءات
كما بين محدثنا أن كل طرف لا بد أن يتحمل مسؤولية خياراته وهذه قاعدة اللعبة الديمقراطية، وحسب توقعه الخاص فإن تشكيل الحكومة يجب ألا يتجاوز يوم الثلاثاء المقبل إذا ثبت أن هناك إرادة حقيقية من الأحزاب المعنية بتحقيق ذلك والتي أكدت عودتها إلى هياكلها الرسمية لاتخاذ الموقف النهائي لكن لا يجب إهدار مزيدا من الوقت في الإجابات غير الدقيقة، ليضيف أن الحركة بدورها ستعود إلى هياكلها الرسمية أي المكتب التنفيذي ومجلس الشورى الذي يمكن أن ينعقد في أي وقت ومتى استجد حدث طارئ. هذا وشدد الجلاصي على حرص الحركة ورئيس الحكومة المكلف على إنهاء ماراطون اللقاءات والذهاب والإياب ونعم ولا وماراطون المزايدات الإعلامية لتسهيل عملية الولادة العسيرة للحكومة.
لقاءات الجملي مازالت متواصلة وقد التقى في اليومين الأخيرين بالعديد من الشخصيات على غرار رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد والرئيس المدير العام للبريد التونسي جوهر الفرجاوي والرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية الياس المنكبي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115