مع نهاية كل سنة وبداية أخرى: تتواتر الاحتجاجات ومحاولات الانتحار ووضع متأزم في عدد من الجهات

على غرار السنوات الماضية فان حالة الاحتقان تعرف اشدها مع نهاية سنة وبداية أخرى حيث يرتفع عدد الاحتجاجات المطالبة بالتنمية

او الرافضة لقانون المالية ، لكن في هذه السنة صاحبت موجة الاحتقان في عدد من الجهات حوادث أليمة وقد شهدت حادثة عين السنوسي ارتفاعا في عدد الضحايا من جهة ومحاولات انتحار وعمليات طعن لتلاميذ ...

مشاهد قاتمة ميزت بداية شهر ديسمبر، حوادث مرور قاتلة بالجملة، محاولات انتحار يومية ، كر وفر بين الامن والمحتجبين مع ايقافات اصابات وفي صفوف الأمنيين عنف بسلاح ابيض تعرض له تلميذان الاول في منوبة والثانى في سوسة، حصيلة ضحايا حافلة عين السنوسي من ولاية باجة في ارتفاع نظرا للحالة الحرجة للجرحى وقد صلت إلى 29 ضحية .

الاجواء المشحونة بالغضب اسفرت امس عن محاولة انتحار اخرى من قبل شاب اصيل عمادة خيط الوادي من معتمدية حفوز التابعة لولاية القيروان الذي اقدم على اضرام النار في جسده بعد أن سكب البنزين على نفسه داخل مقر المعتمدية بسبب وضعه الاجتماعي وقد وسارع عدد من الحاضرين الى اخماد النيران الملتهبة بجسده وتم نقله الى المستشفى المحلي في مرحلة اولى ومنه الى مستشفى الاغالبة بالقيروان لتلقي الاسعافات اللازمة بعد أن أصيب بحروق من الدرجة الثانية، وقد اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني إلى انه في المستشفي وان الوحدات الامنية تتابع الموضوع.

بخصوص الاوضاع في جلمة من ولاية سيدى بوزيد ، افاد خالد حيوني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريح لـ«المغرب» ان المنطقة شهدت هدوءا صباح امس، وان عددا من المواطنين قاموا بتنظيف الشوارع التى حدثت فيها عمليات حرق العجلات .

وتساءل الحيوني عن علاقة المطالب الاجتماعية للمحتجين بمحاولات حرق مركز الأمن، موضحا أن الذين شاركوا في التحركات الليلية عدد كبير منهم أعمارهم بين 10 و18 سنة، وأنه تم حجز أقراص مخدرة وقوارير مولوتوف ومسامير تستعمل من أجل إعاقة تحرك السيارات الأمنية... وقد رابطت القوات الامنية أمام مركز الامن وأمام القباضة والمؤسسات العمومية، وقد تم الاحتفاظ بـ 11 شخصا خلال الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء مع العلم وان الاطفال تم تسليمهم إلى عائلاتهم وبالرغم من ذلك هناك من عاود الكرة... في المقابل سجلت إصابات في صفوف الامين وهي إصابات متفاوتة الخطورة لحوالي 19 امنى...

وفق تقارير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فان تصاعد الحركات الاحتجاجية في تونس ينطلق مع نهاية السنة ويعرف ذروته خلال شهري جانفي وفيفري منذ 2011 ، وعلى سبيل المثال خلال سنوات 2016 و2017 و2018، ارتفع نسق التحركات الاحتجاجية وفق نفس المصدر بداية من شهر اكتوبر طيلة السنوات المذكورة وخاصة خلال اشهر اكتوبر ونوفمبر وديسمبر وجانفي، وخلال شهر ديسمبر بلغ عدد التحركات الاجتماعية سنة 2016 حوالي 798 تحركا، وخلال سنة 2017 قرابة 779 تحركا ، اما خلال سنة 2018 حوالي 832 تحركا ، مع اللاشارة الى ان القطاع التربوى تصدر طليعة التحركات الاجتماعية لسنة 2018 وبداية 2019.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115