الحزب الحر الدستوري: اعتصام في البرلمان لدفع النهضة للاعتذار

«قميص عثمان» رفع من جديد تحت قبة مجلس النواب اذ يعتصم نواب كتلة الدستوري الحر تنديدا بالاعتداء اللفظي الذي طالهم ويطالبون

رئيس المجلس «الاخواني» وكتلة «فرع الاخوان المسلمين بتونس» بالاعتذار وإلا فأنهم سيصعدون إلى حد ردّ اعتبارهم.

معركة رد الاعتبار هكذا عنوتها الحزب الحر الدستوري على لسان زعيمته عبير موسي اعتصام كتلة الحزب بالبرلمان منذ اول امس الثلاثاء، على خلفية ما اعتبره قادة الحزب إهانات وشتائم وجهت اليهم من قبل النائبة جميلة الكسيكسي عن حركة النهضة في جلسة المصادقة على قانون المالية التكميلي.

اعتصام انطلق مع انتهاء الجلسة العامة التي انتهت بالمصادقة على قانون المالية التكميلي بعد مشاورات انتهت الى تعديل القانون لتوفير امكانية مناقشته والمصادقة عليه بعد ان سقط في الجلسة الصباحية.

مشاورات اعتبرت من قبل الحزب الحر الدستوري «صفقة» لتقاسم الحكم وتوزيع الحقائب بين الاطراف السياسية التي اتهمها الحزب بأنها تعد لـ«مسرحية» وتغامر بالصالح العام من اجل مطامع شخصية تجمع بين النهضة وباقي الأحزاب، مداخلة قابلها رد عنيف تجاوز حدود اللباقة السياسية من جميلة الكسيكسي النائبة عن حركة النهضة التي قالت: «ان نواب الدستوري الحر «كلوشارات» وجبلوا على الاستبداد وأصواتهم نشاز لا يجب ان يسمع.

كلمات استثمرها الدستوري الحر وأعلن عن دخوله في اعتصام مفتوح في قبة البرلمان الى حين اعتذار رئاسة المجلس وكتلة حركة النهضة بشكل علني، كتلة الدستوري الحر ذاتها ادانت قبل ساعات كل الكتل واعتبرتهم سماسرة مسكونين بهاجس الحكم وقد ازعجهم كشف الدستوري الحر لمسرحياتهم ولعملية التحيل التي يقودونها ضد الشعب التونسي.

اعتصام اعلنته زعيمة الحزب من قاعة الجلسات العامة مساء الثلاثاء الفارط ونقلته امس امام مكتب رئيس المجلس راشد الغنوشي، الذي وده دعوة لرئيسة كتلة الدستوري الحر ورفضتها، الى حين صدور بيان واضح ضد ما تعرضوا اليه.

كما طالبت ببيان -غير الذي صدر امس- من رئاسة المجلس وإدانة «الفوضى» التي عرفتها الجلسة العامة، بل أن كتلة الدستوري الحر طالبت بحذف الشتائم التي وجهت اليها من محاضر الجلسة وتبرر ذلك برد الاعتبار للمجلس وللكتلة ولناخبي الدستوري الحر. مطالب الحزب لم تقف عند هذا الحدّ بل طالبت حركة النهضة التي اسمتها «فرع الاخوان المسلمين بتونس» بإصدار بيان اعتذار رسمي وما لم يقع ذلك فان التصعيد قادم.

ومن بين الخطوات التصعيدية ما جد امس من اقتحام لقاعة اجتماع اللجنة الوقتية للمالية وارباك اجتماعها المخصص لمناقشة مشروع قانون مالية 2020، ارباك وملاسنة أدت الى رفع اشغال اللجنة التي وقع تداركها مساء امس وصادقت على مشروع القانون لتجنب التداعيات الناجمة عن تأخير المصادقة عليه.

لكن خطوات الدستوري الحر لم تقف عند هذا الحدّ بل هددت بان تحول دون ممارسة رئيس المجلس لمهامه ما لم يعتذر هو وحزبه عن ما بدر من نعوت وجهت اليهم، في المقابل لم يصدر الحزب اي موقف تجاه القيادي فيه الذي استعمل اوصافا عنصرية ضد جميلة الكسيكسي.تجنب ادانة اقترن باعتبار ان النائبة جميلة تجمعية سابقة وأن «لغة الثورة» التي تستعملها هي «قلبان فيسته» وهذا صدر عن رئيسة الحزب التي تقود كتلتها وتقود اعتصامها.

اعتصام لا يراد منه غير تحقيق نقاط على حساب حركة النهضة وباقي الطيف السياسي، فالدستوري الحر لديه تاريخ حافل بتوجيه الشتائم ضد خصومه وعدم احترام المجلس، تاريخ انجزه والمجلس لم ينه شهره الاول.

في هذا الشهر لم تخرج تحركات الدستوري الحر عن خانة تصيد الاخطاء واستثمارها، والهدف هو البروز في ثوب القوة السياسية الوحيدة المعارضة لحركة النهضة اما البقية فهم في صفها او يتجهون ليكونوا كذلك.

هذا البحث عن النقاء في عداوة النهضة اوقع الدستوري الحر في فخاخ عدة كشفته كحركة سياسية استعراضية، هاجسها التموقع لا الفعل السياسي، ويبدو ان هذا سيتكرر كثيرا في السنوات الخمس القادمة، فالدستوري الحر لن يدخر جهدا في استثمار اي مناسبة لتحقيق مكاسب ونقاط. بل انه سيصطنع بعض المعارك ليظفر فيها بنصر يسوقه لتعزيز حظوظه في التموقع السياسي والحزبي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115