حيث التقى أمس بكل من حركة النهضة وحركة تحيا تونس وحركة الشعب وكتلة الإصلاح الوطني وبالإعلامي زياد كريشان...، علما وأنه كان من المبرمج ّأن يلتقي بالحزب الدستوري الحر وقد تمّ توجيه دعوة له إلا أنه رفض الاستجابة لها، مشاورات الجملي لتشكيل الحكومة لازالت متواصلة وستشمل المنظمات الوطنية وعدد من نواب البرلمان من غير المكونين لكتل وبعض الشخصيات الوطنية..مشاورات تمهيدية قبل الدخول في المشاورات الفعلية.
حصيلة اللقاءات السياسية التي قام بها رئيس الحكومة المكلف طيلة يومين شملت 7 وفود ممثلة عن الكتل البرلمانية، قلب تونس وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي في اليوم الأول وتحيا تونس والنهضة وحركة الشعب وكتلة الإصلاح الوطني في اليوم الثاني، لقاءات يحاول خلالها الجملي جس نبض كل طرف والاطلاع على توجهاته العامة، لقاءات أولية تمهيدا للدخول في المشاورات الفعلية في علاقة بهيكلة الحكومة وطرح الأسماء وصياغة برنامج عمل الحكومة في السنوات القادمة.
توجهات عامة
رئيس الحكومة المكلف خلال لقاءه بوفد من حركة الشعب التي تحصلت على 15 مقعدا في البرلمان لم يطرح عليهم المشاركة في الحكومة من عدمها، حسب تصريح إعلامي للأمين العام للحركة زهير المغزاوي الذي أكد أنه لم يتم التطرق إلى هذه المسألة لأنها سابقه لأوانها، وأشار إلى أن الجملي شدد على استقلاليته، التي شككت فيها حركة الشعب نظرا لعدم معرفتها به ولأنه شغل خطة كاتب دولة للفلاحة خلال فترة حكم الترويكا، وكان محسوبا على حركة النهضة. وحول اللقاء، أفاد المغزاوي أن اللقاء تطرّق إلى التوجهات العامة ووجهة نظر الحركة من مسألة تشكيل الحكومة ومقترحها المتعلّق بـ«حكومة الرئيس»، ليشدد على رفض الحركة المشاركة في حكومة مرتبطة بصندوق النقد الدولي وليس لها بعد اجتماعي ولا تهتم بالتعليم والصحة وتفتقر لخطة واضحة في مجال مكافحة الفساد.
حزام برلماني وشعبي هام
رسالة حركة الشعب لرئيس الحكومة المكلف كانت واضحة في علاقة بنجاح الحكومة المقبلة والمرتبطة حسب تصريح المغزاوي باستقلالية رئيسها وحزام برلماني وشعبي هام وتفاهمات مع المنظمات الاجتماعية، علاوة على قدرتها على توجيه رسائل إلى الشباب الذي انخرط في العملية السياسية وله انتظارات منها. وحول البرنامج الذي أعدته حركة النهضة لعمل الحكومة، بين الجملي لوفد الحركة أن الوثيقة ستكون منطلقا لصياغة برنامج الحكومة وهو مستعد للتخلي عنها.
التموقع في المعارضة
اللقاء السياسي الثاني ليوم أمس كان مع حركة تحيا تونس، لقاء جدد خلاله وفد الحركة تموقعها في المعارضة، حيث أكد الأمين العام للحركة سليم العزابي في تصريح إعلامي أن اللقاء تناول الفلسفة العامة ومنهجية العمل التي يعتزم الجملي توخيها مع التأكيد له أن الموقع الطبيعي للحركة هو المعارضة، لكنها ستكون دائما قوة اقتراح خاصة وأنها قد مارست الحكم وسيكون لها موقف بنّاء . وأشار إلى أن وفد الحركة قدّم رؤيته بخصوص الوضع السياسي العام بالبلاد، وتصوّره المتعلق بتكوين حكومة مصلحة وطنية بها أكبر طيف واسع من المشهد السياسي الممثل في البرلمان، باستثناء المكوّنات السياسية التي تحوم حولها شبهات فساد أو من يتّسم خطابها بالإقصاء والتطرّف السياسي، وحول المشاركة في اللجنة التي اقترحها رئيس الحكومة المكلف، لصياغة برنامج لعمل حكومته، أجاب العزابي أن الحركة ستدرس لاحقا مقترح الجملي لاتخاذ موقف في الغرض.
عدم وجود توازنات سياسية واضحة
اللقاء الثالث كان مع وفد من الكتلة الجديدة «الإصلاح الوطني»، لقاء وصفه رئيس الكتلة حسونة الناصفي بالايجابي وخُصّص لتبادل وجهات النظر مع رئيس الحكومة المكلّف الذي قال إنه « وجّه بالمناسبة عدة رسائل إيجابية»، معتبرا أن «تشكيل الحكومة هذه المرة، هي أصعب مسؤولية يتحملها رئيس حكومة منذ 2011، نظرا لعدم وجود توازنات سياسية واضحة كما أن الأغلبية والمعارضة لم تتشكل ملامحهما بعد. وأكد في تصريحات إعلامية له أن المشاركة في الحكومة من عدمها، موضوع سابق لأوانه بالنسبة إلى مكونات كتلته البرلمانية. وشدد على أن الكتلة لن تفرض ضغوطات على رئيس الحكومة المكلّف في بداية هذه المشاورات وتم فقط تقديم تصورها للمرحلة القادمة والتي هي مرحلة إصلاحات سياسية ضرورية ومنها بالخصوص أن تترجم العلاقة بين الحكومة ومجلس نواب الشعب حقيقة النظام البرلماني، بالإضافة إلى التأكيد على تحقيق السلم الاجتماعية، عبر إرساء علاقة إيجابية ومريحة بين الحكومة والمنظمات الوطنية .
النهضة تجدد رفضها
اللقاء الرابع والذي كان من المفترض أن يتم أمس كان مع وفد من حركة النهضة يتقدمه رئيسها ورئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي شدد في تصريح له على أن النهضة لن تشارك في حكومة يكون فيها حزب قلب تونس طرفا وفق قوله. وأضاف أن رئيس الحكومة المكلف قد عبر لوفد الحركة عن ارتياحه لسلسلة المشاورات التي قام بها معربا عن أمله في تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، ليشدد الغنوشي على أن الحكومة المرتقبة لها الحظوظ الكافية لنيل دعم وتزكية البرلمان. وبين أنه لم يتم التطرق الى لأسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية بل تم الحديث حول برنامج الحكومة وأولوياتها المنتظرة ولاسيما مواجهة الفساد بحزم.
كيفية استعادة ثقة المواطن
لقاءات الجملي لم تكن سياسية فقط بل أيضا شملت بعض الشخصيات المستقلة على غرار الفاضل عبد الكافي وأيضا الإعلامية على غرار رئيس تحرير جريدة «المغرب» زياد كريشان الذي أفاد أن لقائه صباح أمس برئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بدار الضيافة بقرطاج تناول مشاغل قطاع الإعلام والمخاوف التي تحيط به.
وقال زياد كريشان في تصريح إعلامي انه أكد لحبيب الجملي على ضرورة وجود صحافة أكثر حرية و أكثر استقلالية مذكرا في هذا الشأن بان الصحافة تقوم بدور أساسي في مسار الانتقال الديمقراطي . وأضاف أنه نقل لرئيس الحكومة المكلف بعض مشاغل التونسيين وقلقهم إزاء مناخات تشكيل الحكومة كما تطرق اللقاء إلى الجهود المبذولة من اجل إعادة تأسيس الثقة مع المواطن. من جهة أخرى أكد أن اللقاء لم يتطرق إلى مسالة تشكيل الحكومة وما يتداول حول إحداث لجنة لتشكيل حكومة مصغرة أو حكومة كفاءات، موضحا أن كل ما تم مناقشته مع رئيس الحكومة المكلف هو كيفية استعادة ثقة المواطن.
اللقاءات مازالت متواصلة وكما سبق وأن ذكرنا ستشمل العديد من الأطراف خاصة الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحين الى جانب عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والصحفيين.