النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة: البداية بالتحالف البرلماني في انتظار التحالف الحكومي

لئن أكدت حركة النهضة في تصريحات عديدة استحالة التحالف مع قلب تونس واستثنته من مشاوراتها لتشكيل الحكومة، إلا أن منصب رئاسة مجلس البرلمان

جعلها تتخلى عن لاءاتها لتجد في عرض قلب تونس ضالتها، رئاسة البرلمان وتشكيل الحكومة، بعد أن تعذر عليها تحقيقها مع كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب، واليوم يبدو أننا أصبحنا نتحدث عن تحالف الأعداء، انطلق بالتحالف البرلماني في انتظار التحالف الحكومي.

لا حديث يوم أمس إلا عن الصفقة التي تمت بين حركة النهضة وحزب قلب تونس حول رئاسة البرلمان والتي تمّ بمقتضاها سحب رضا شرف الدين لترشحه مقابل دعم راشد الغنوشي مع دعم مرشح قلب تونس أي سميرة الشواشي لمنصب نائب رئيس البرلمان، وحسب تصريحات إذاعية لعدد من قيادات قلب تونس على غرار رضا شرف الدين فإن هناك وضعية انتخابية أسفرت عن حزب أول فائز وهناك أيضا مرحلة تشكيل الحكومة، ليشدد على أن ما يهمهم في حزب قلب تونس هي المرحلة القادمة مرحلة تكوين الحكومة واختيار الشخصية الوطنية التي ستقود الحكومة.

النهضة وقلب تونس/النهضة ونداء تونس
حركة النهضة وحزب قلب تونس وائتلاف الكرامة هو التحالف البرلماني الجديد، وكل السيناريوهات جائزة طالما أنها تقود إلى الغاية المنشودة، غاية لم تدركها حركة النهضة مع شركائها الافتراضيين أي مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب لتبحث عنها مع قلب تونس الذي طالما اتهمته بـ«الفساد» لكن هذا ليس مهما بالنسبة للحركة التي ترى في كرسي البرلمان أولوية الأولويات حتى أنها اشترطت ذلك في مفاوضاتها مع التيار وحركة الشعب، حيث أكد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في ندوة صحفية مشتركة مع التيار الديمقراطي على هامش الجلسة العامة الافتتاحية للمدة النيابية الثانية 2019 - 2024 أن النهضة كانت قد طلبت من حزبيهما دعمها ليتمكن رئيسها من الظفر برئاسة البرلمان، دون أن تقدم تنازلات، أما سالم لبيض فقد أكد أن تحالف النهضة مع قلب تونس يعتبر «قمة السقوط في أخلاقيات السياسة»، فالنهضة ما فتئت تؤكد منذ أيام قليلة عدم تعاملها وتحالفها مع أحزاب الفساد وحزب قلب تونس بالذات، ليشدد على أن هذا التحالف سيؤدي إلى مزيد من الفشل وهو شبيه بالتحالف السابق بين حركتي النهضة ونداء تونس، وهذا التحالف الجديد يعد مقدمة لفساد سياسي جديد سيتم مواجهته بكل قوة خلال هذه المدة النيابية.

التيار لن يشارك في حكومة تضم قلب تونس
التيار الديمقراطي أكد هو الآخر أنه لن يشارك في حكومة تضم حزب قلب تونس -حتى وإن وقعت الاستجابة لمطالبهم في الوزارات التي طلبوها- حسب تصريح النائب عن الحزب سفيان مخلوفي، ليشدد على أن النهضة لم تدع الحزب إلى مفاوضات جدّية بل كانت المشاورات حول مسائل عامة ولم يتم طرح أي اسم خلالها. مع الإشارة إلى أن حركة النهضة كانت قد عقدت 3 لقاءات رسمية مع كل من التيار وحركة الشعب وآخرها كانت يوم الاثنين الفارط، لقاءات لم تحقق أي نتائج ايجابية لتمسك كل طرف بموقفه، النهضة تريد دعم مرشحها في رئاسة البرلمان أولا وترك مشاورات رئاسة الحكومة الى وقت لاحق على عكس التيار وحركة الشعب اللذين يريدان ضمانات قبل صياغة أي اتفاق، الأمر الذي رفضته النهضة ليقرر فيما بعد الحزبان تقديم مرشح مشترك لهما وهو غازي الشواشي لمنصب رئاسة البرلمان ولكنه لم يتحصل إلا على 45 صوتا.

كل السيناريوهات ممكنة للنهضة
وفق تصريح النائب عن حركة النهضة نور الدين العرباوي لـ«المغرب» حول تغيير موقف الحركة من حزب قلب تونس، فإن كل السيناريوهات ممكنة لاسيما بعد تعثر المفاوضات مع الشركاء في إشارة إلى التيار الديمقراطي وحركة الشعب اللذين أوصدا جميع الأبواب.

بعد الانتهاء من انتخاب رئيس البرلمان للمدة النيابية القادمة ونائبيه الأول والثاني، تتجه الأنظار نحو رئيس الحكومة الذي أمام حركة النهضة أسبوع فقط لتقديمه إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد من أجل تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة، ولكن يبدو أنه بعد التحالف البرلماني الجديد والذي يمكن وصفه بـ«تحالف الأعداء» تغيرت المعطيات ويمكن القول أن الأطراف التي تتشاور معها النهضة قد تغيرت مع بقاء ائتلاف الكرامة بطبيعة الحال، فالنهضة قد وجدت في قلب تونس مخرجا للوصول إلى ما تريد وهو ما لم تجده مع كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب في انتظار مواقف بقية الكتل وبالتحديد تحيا تونس والكتلة الجديدة الإصلاح الوطني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115