دعم الغنوشي لرئاسة البرلمان..اتصالات متواصلة لحركة النهضة: هل تجد الحركة أرضية توافق مع التيار وحركة الشعب...؟

رغم أن اللقاءات السابقة انتهت إلى طريق مسدود إلا أن هناك إمكانية ستستغلها الأحزاب الثلاثة، أي التيار الديمقراطي وحركة الشعب

من جهة وحركة النهضة من جهة أخرى، للوصول إلى اتفاق خاصة وأن المشاورات وصلت إلى اتفاق ضمني يقضي بأن يكون راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب مقابل أن يكون رئيس لحكومة من خارج النهضة، مشاورات ومساعي النهضة لإقناع حلفائها المفترضين تواصلت إلى ساعات متأخرة من مساء الأمس في محاولة للوصول إلى صياغة اتفاق قبل موعد الجلسة العامة التي ستنعقد اليوم لانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه والذي لن يكون إلا بعد توفير النهضة الضمانات الضرورية لكل من التيار وحركة الشعب.

ما يهم حركة النهضة هو ضمان رئاسة البرلمان ولكن للوصول إلى ذلك عليها تقديم الضمانات والتنازلات الضرورية لبقية الأطراف التي تتشاور معها أي التيار وحركة الشعب أو الخروج الى العلن والإقرار باختيار رئيس للحكومة من خارجها، وهذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه لضمان رئاسة البرلمان لراشد الغنوشي، مساعي النهضة لن تقف عند اللقاءات التي تمت أول أمس بل تواصلت إلى ساعات متأخرة من مساء أمس، باعتبار أن لقاءات الاثنين لم تفض إلى نتائج ايجابية، حتى أن القيادي بالتيار الديمقراطي غازي الشواشي في تصريحه لـ«المغرب» وصف اللقاء بالفاشل في ظلّ تمسك النهضة بموقفها وهو دعم الغنوشي أولا للوصول إلى كرسي البرلمان ثمّ الحديث فيما بعد عن رئاسة الحكومة، الأمر الذي رفضه التيار.

ضمانات مقابل الدعم
حسب بلاغ إعلامي لحركة النهضة فإنه تمّ الاتفاق بين وفدي تفاوض الحركة وحركة الشعب على مواصلة التشاور حول آخر المستجدات المتعلقة بالجلسة الافتتاحية لمجلس نواب الشعب اليوم الأربعاء 13 نوفمبر الجاري ومسار المفاوضات حول تأليف الحكومة الجديدة، وحسب تصريح الناطق الرسمي للحركة عماد الخميري لـ«المغرب» فإن اللقاءات مع هذه الأطراف مازالت متواصلة في علاقة بمشاورات تشكيل الحكومة ودعم ترشح رئيس الحركة لرئاسة البرلمان. المعطيات يمكن أن تتغير بين الحين والآخر لاسيما وأن باب التفاوض يبقى دائما مفتوحا وإمكانية الوصول إلى اتفاق تبقى واردة في كل لحظة شريطة أن تقدم النهضة الضمانات الكافية لحلفائها المفترضين وكسب معركة رئاسة البرلمان التي تبقى الطموح الأكبر للحركة أمام الرفض المتواصل لأغلبية الأحزاب أن تكون قيادة الحكومة نهضاوية.

مشاورات مكثفة
تكثفت مشاورات الأحزاب والائتلافات الفائزة في الانتخابات التشريعية أمس بخصوص الترشح لمنصب رئيس البرلمان ونائبيه بصفة كبيرة على أمل ضمان الأغلبية المطلقة لضمان الفوز، مشاورات مختلفة بين اللقاءات المباشرة والاتصالات الهاتفية، وهذا ليس مهما بقدر أهمية إقناع الطرف الآخر وضمان دعمه، وحسب تصريح القيادي بالتيار الديمقراطي غازي الشواشي فإن وفد حركة النهضة طلب من الحزب في لقاء الاثنين دعم ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان وترك مسألة المشاورات لتشكيل الحكومة ورئاسة الحكومة إلى وقت لاحق الأمر الذي رفضه التيار ، ليشدد على أن الخلافات الداخلية في النهضة قد ألقت بظلالها على مشاورات تكوين الحكومة ورئاسة البرلمان. وأضاف أن رئيس حركة النهضة تعهد بإمكانية تخلي النهضة عن رئاسة الحكومة في صورة دعمها للفوز برئاسة البرلمان غير أن قيادات من النهضة متمسكة برئاسة الحكومة.

هذا وقد حمل الشواشي مسؤولية تعثر المفاوضات إلى حركة النهضة التي تعيش بدورها على وقع صراعات داخلية بين قياداتها حول المناصب والتموقع في المدة النيابية المقبلة ولهذا السبب تركت اجتماعا مجلسها للشورى في حالة انعقاد، وبين أن الحزب قد رشحه لرئاسة البرلمان، علما وأن اجتماعا قد عقد بين التيار وحركة الشعب مساء أمس في إطار الكتلة الموحدة ولاختيار مرشحين لمنصب نائبي رئيس البرلمان. بالنسبة للتيار فهو مستعد للتنازل وسحب الترشح الذي سيقدمه شريطة تنازل النهضة وتقديم الضمانات الكافية في مشاورات تشكيل الحكومة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115