لتوفير حبل نجاة للنهضة وذلك من اجل نجاة الحركتين، وتوجهما في السلطة، بعد ان اعنت الحرب في الحملة الانتخابية.
يوم أمس أعلنت حركة قلب تونس على لسان قيادات الصف الأول فيها بأنها لم تتخذ خيارا بترشيح رضا شرف الدين لرئاسة البرلمان، وقد عبر عن هذا حاتم المليكي، الذي ينظر إليه على انه منظر الحزب والذي أشار إلى ان حركته لم تصدر أي بيان تعلن فيه عن مرشحيها لرئاسة البرلمان ونائبيه.
كما تضمن الإعلان قسما أخر شدد فيه المليكي على ان حركته إذا قررت ترشيح احد لمنصب رئيس الحكومة، يجب عليه أن يلتزم بالضوابط التي تفرضها رئاسة البرلمان من حيث الحضور وادارة الجلسات والتحكم في عمل المجلس وغيرها من المسؤوليات، مؤكدا ان المكتب السياسي لحزبه من المفترض ان يعلن في ساعة متأخرة من يوم أمس عن مرشّحه لرئاسة البرلمان.
التصريحات الرسمية تضمنت غزلا صريحا بحركة النهضة، بالإشارة الى ان قلب تونس لم يرشح بعد أي أحد لمنافسة الغنوشي على رئاسة المجلس، وهذا يشرح بشكل جلي في بقية الكلام، اذ يقول قادة قلب تونس انهم مع الجمع بين مسارين الاول مسار حكومي والثاني مسار برلماني، وفي المسارين يجب ان تجد الاحزاب توافقات كبرى لضمان عمل السلطة التشريعية والتنفيذية بما يخدم البلاد.
توافق يجمع حركة النهضة التي تقر حركة قلب تونس بحقها الدستوري في تعيين رئيس للحكومة، مع باقي الاحزاب ومن بينها قلب تونس الذي ابدى استعدادا للتعاون بشكل مبطن، فهو ولئن اقر بصعوبة الوصول الى توافق يسمح للحكومة والبرلمان بالعمل معا، الا ان «التوافق حسب التنتائج والأغلبيات» وتوزيع الرئاستين، البرلمان والحكومة، قد يكون المخرج.
حل تجد فيه حركة قلب تونس لنفسها موضع قدم في ائتلاف حكومي، وهذا ما عبر عنه بالتشبيه بين نتائج 2014 و2019 والتوافق الذي قاده نداء تونس والنهضة، بعد صراع في الحملة الانتخابية.
صراع يقول قادة قلب تونس انه لا يجب ان يستمر الى ما لانهاية خاصة وان الوضع يفترض حلا لانقاذ البلاد من شبح الفراغ لـ6 اشهر هامة في المسار السياسي التونسي، وان الحل يقتضي ان تدرك النهضة ان الخطاب والمواقف في الحملة امر وما بعد الانتخابات امر اخر، وان تدرك انه يجب الربط بين المسارين البرلماني والحكومي للوصول إلى مخرج ينقذ الجميع.
مخرج قال حاتم المليكي انه ممكن في الساعاة القليلة الفاصلة بين نهاية يوم امس وانطلاق الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب في عهدته الجديدة، بل انه يمكن الوصول اليه على هامش انعقاد الجلسة التي اشار الى امكانية تعليق أشغالها بهدف الوصول الى توافق يضمن انتخاب رئيس للمجلس وتحديد المرشح لترؤس الحكومة.
هنا تعرض حركة قلب تونس نفسها بشكل مباشر كشريك للنهضة ينقذها من ازماتها سواء في تشكيل الحكومة أو في اقناع قواعدها بالتحالف مع قلب تونس بالاعتما الى قاعدة الصندوق فرض الامر اضافة الى تلميح الحركة الجديدة باستعدادها للمشاركة دون حقائب حكومية.