الأمر بانتخاب رئيس مجلس نواب الشعب ونائبيه كل على حدة بالأغلبية المطلقة للأعضاء (109 أصوات)، وكل من يستطيع نظريا تشكيل كتلة قدم مرشحا مما يعني أننا سنكون أمام أكثر من 5 مترشحين، 3 منهم تم الإعلان عنها في انتظار بقية الكتل التي مازالت تتشاور صلب هياكلها الداخلية لاتخاذ القرار النهائي أي اختيار الاسم الذي سترشحه من داخلها أو الإعلان عن الاسم الذي ستدعمه من الخارج.
حسب الفصل 11 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب، «ينتخب رئيس مجلس نواب الشعب بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس وفي صورة عدم الحصول على هذه الأغلبية يجرى اقتراع ثان بين المترشحين المحرزين على أكثر عدد من الأصوات في الاقتراع الأول. وفي صورة تساوي الأصوات يرجح المترشح الأكبر سنا، فإن انتفى فارق السن يتم اللجوء إلى القرعة لتحديد الفائز. ويعلن رئيس الجلسة عن اسم المترشح الفائز.» هذا وحسب الفصل 12 «يتولى المجلس بعد ذلك وفي نفس الجلسة انتخاب النائب الأول للرئيس ثم نائبه الثاني بنفس الطريقة المعتمدة في انتخاب رئيس المجلس.
أحزاب مازالت تتشاور
لئن اختارت بعض الأحزاب المكونة لكتل في مجلس نواب الشعب مرشحها لمنصب رئيس مجلس نواب الشعب، فإن أحزاب أخرى مازالت لم تقرر بعد وتعقد اجتماعات لهياكلها الرسمية لاتخاذ القرار المناسب بين تقديم مرشحا لرئاسة البرلمان أو مساندة مرشحا آخر من خارج الحزب، ومن الأحزاب التي اختارت مرشحها نذكر حركة النهضة التي أكدت أن مجلس الشورى خلال اجتماعه نهاية الأسبوع المنقضي قرر ترشيح رئيس الحركة راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان مع التمسك بحقها في رئاسة الحكومة، بدوره أعلن حزب قلب تونس عن ترشيح رضا شرف الدين لرئاسة البرلمان، وسميرة الشواشي والنائب أسامة الخليفي في منصب نائبي الرئيس.
التيار وحركة الشعب
حزب التيار الديمقراطي ينتظر أن يرشح النائب غازي الشواشي لرئاسة البرلمان، أما بالنسبة لحركة الشعب فإنها وحسب ما جاء على لسان أحد قيادييها سالم الأبيض في تصريحه لـ«المغرب» مازالت لم تقرر بعد من سترشح وستحدد موقفها في الساعات القليلة القادمة لكن مبدئيا ستقدم مرشحا وفي نفس الوقت هناك مشاورات مع التيار الديمقراطي على الكتلة الموحدة والمكتب التنفيذي هو من سيتخذ القرار ويحدد مرشح الحركة لرئاسة البرلمان. نفس الشيء بالنسبة لحركة تحيا تونس فهي مازالت لم تتخذ القرار النهائي، وقد أكد نائب رئيس الهيئة السياسية مصطفى بن أحمد لـ«المغرب» أن الحركة مازالت لم تدرس بعد هذا الموضوع ومن المنتظر أن يتم ذلك اليوم الثلاثاء واتخاذ القرار النهائي وتتضح مسألة الترشحات.
بن موسى مرشحة الدستوري الحر
الحزب الدستوري الحر سيعلن أيضا عن قراره اليوم بعد اجتماع ديوانه السياسي مساء يوم أمس، حسب تصريح القيادي بالحزب كريم كريفة لـ«المغرب». علما وأنه حسب ما يتم تداوله فإن الحزب سيرشح لمنصب رئاسة البرلمان رئيسته عبير موسى لتكون أبرز المنافسين مع رضا شرف الدين لراشد الغنوشي. أما بالنسبة للكتلة الجديدة «الإصلاح الوطني» التي سيترأسها حسونة الناصفي فمن المنتظر أن تعلن عن قرارها خلال الندوة الصحفية للإعلان عن تشكيل الكتلة وتركيبتها وموقفها من مشاورات تشكيل الحكومة.
حسب برنامج أشغال الجلسة الافتتاحية للمدة النيابية الثانية 2019 – 2024 يوم غد الأربعاء 13 نوفمبر الجاري، فإن الأشغال تفتتح بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، ثم أداء النشيد الوطني. ويلقي عبد الفتاح مورو رئيس مجلس نواب الشعب اثر ذلك كلمة الافتتاح، قبل إحالة رئاسة الجلسة التمهيدية إلى الأكبر سنا من بين أعضاء المجلس وبمساعدة أصغرهم وأصغرهن سنا، وتتوقف الجلسة مؤقّتا. وتستأنف الجلسة العامة مباشرة برئاسة أكبر الأعضاء سنا ومساعديه في جزئها الثاني، بتلاوة القائمة النهائية لأعضاء مجلس نواب الشعب بناء على قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ثم يتولى رئيس الجلسة ومساعديه في مرحلة أولى أداء اليمين الدستورية التالي «أقسم بالله العظيم أن أخدم الوطن بإخلاص وأن ألتزم بأحكام الدستور وبالولاء لتونس»، ثم يدعو رئيس الجلسة بقية الأعضاء إلى أداء اليمين الدستورية بصورة جماعية. ويتم إثر ذلك انتخاب أعضاء اللجنة الخاصة بإحصاء الأصوات ومراقبة عمليات التصويت (تتكون من 7 أعضاء حسب التمثيل النسبي). ويتضمّن برنامج الجلسة الافتتاحية كذلك انتخاب رئيس مجلس نواب الشعب، وانتخاب النائب الأول والنائب الثاني لرئيس المجلس كل على حدة بالأغلبية المطلقة للأعضاء (109 أصوات). كما يتضمّن جدول الأعمال إمكانية إضافة نقاط أخرى إن اقتضى الأمر.
اليوم ستتضح الصورة أكثر بالنسبة لكافة المترشحين لمنصب رئيس البرلمان وأيضا نائبيه من مختلف الكتل البرلمانية الموجودة حاليا ولكن ما يمكن قوله مبدئيا إن أبرز المتنافسين لهذا المنصب هما راشد الغنوشي عن حركة النهضة ورضا شرف الدين عن قلب تونس وغازي الشواشي عن التيار الديمقراطي ولكن قد تحمل الساعات القادمة العديد من المفاجآت والتطورات لتبرز على ساحة التنافس أسماء أخرى.