مشاورات تشكيل الحكومة.. بعد رفض حركة الشعب والتيار لحكومة تترأسها النهضة: تحيا تونس تتمسك بموقعها في المعارضة.. والنهضة تبحث عن مخرج

بعد التيار الديمقراطي وحركة الشعب والاتحاد الشعبي الجمهوري وائتلاف الكرامة، التقت حركة النهضة أمس بوفد عن حركة تحيا تونس

يضمّ كلا من الأمين العام سليم العزابي وهشام بن أحمد ومصطفى بن أحمد في إطار المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة، فالحركة التي لم تنطلق بعد في المشاورات الرسمية مازالت تنتظر التكليف الرسمي من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد وتجد نفسها أمام صعوبات كبيرة بما يشير إلى أن ولادة الحكومة ستكون عسيرة أمام تواصل رفض كل من التيار وحركة الشعب لرئاسة نهضاوية للحكومة وتمسك حركة تحيا تونس بموقعها في المعارضة، فالنهضة تبحث عن مخرج يرضي جميع الأطراف وتسعى لتوفير الضمانات قبل التنازلات.

تنتظر حركة النهضة الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات التشريعية حتى تنطلق في المفاوضات الرسمية بعد أن كانت قد أعدت برنامج عمل الحكومة تحت عنوان «مشروع وثيقة تعاقد الحكومة لحركة النهضة» وكانت قد قدمته إلى عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية لإبداء ملاحظاتها وتقديم مقترحاتها وتعديلاتها، ووفق تصريح الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري لـ«المغرب» فإن المشاورات التي تقوم بها في تقدم وقد أجرت إلى حدّ الآن مشاورات أولية وأخرى رسمية شملت التيار الديمقراطي وحركة الشعب والاتحاد الشعبي الجمهوري وائتلاف الكرامة وحركة تحيا تونس إلى جانب المنظمات الاجتماعية وقد تمّ تسليمها برنامج الحكومة المقبلة.

المشاورات لن تتوقف
اللقاءات التي تمت ستتلوها لقاءات أخرى القصد منها الوصول إلى اتفاق على قاعدة مشروع وثيقة تعاقد الحكومة لإثرائه وإبداء الملاحظات الأولية فيه ليتم في ما بعد الانتقال إلى مرحلة ثانية تخص التشاور حول هيكلة الحكومة وطبيعتها ثم المضي إلى المفاوضات النهائية التي سيقودها رئيس الحكومة المقترح، حسب تصريح الخميري الذي شدد على أن حركة النهضة تحرص على احترام القواعد الدستورية، فالحزب الأغلبي هو الذي يتولى تشكيل الحكومة وهي حريصة على أن تكون رئاسة الحكومة المقبلة من نصيب النهضة وستدير المفاوضات على هذا الأساس بالرغم من رفض بعض الأطراف التي تتشاور معها لذلك، ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن المشاورات لن تتوقف وستستمر رغم أن هذا الرفض كان قد عبر عنه كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب، ليشدد على أن الحركة ستستمر في الحوار للوصول إلى اتفاق في القريب العاجل.

لقاءات تشمل أطرافا أخرى
وأضاف عماد الخميري أن اللقاءات التي تقوم بها الحركة يمكن أن تشمل أطرافا أخرى من خارج البرلمان، فالحركة يهمها الاستئناس بآراء مختلف مكونات الساحة السياسية إلى جانب كل الأحزاب الممثلة في البرلمان وكذلك المستقلين باستثناء الحزب الدستوري الحر وقلب تونس.

في لقاء النهضة مع تحيا تونس
بالعودة إلى اللقاء الذي تمّ بين حركة النهضة وتحيا تونس، أكد نائب رئيس الهيئة السياسية لتحيا تونس مصطفى بن أحمد والذي كان من بين الحاضرين في الوفد لـ«المغرب» أن النهضة بينت خلال اللقاء وجهة نظرها للوضع الراهن ومشاورات تشكيل الحكومة ورؤيتها وموقفها في هذا الشأن، مشيرا إلى أن حركة تونس قد جددت موقفها بعدم المشاركة حاليا في الحكومة وأن تموقعها سيكون في المعارضة مع التأكيد على مواصلة دعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف بن أحمد أن النهضة ستنطلق في مفاوضاتها بصفة رسمية بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية مذكرا بمواقف عدة أطراف بعدم المشاركة في حكومة برئاسة حركة النهضة في إشارة إلى حركة الشعب والتيار الديمقراطي.

عدم المشاركة في الحكومة
أعلمت حركة النهضة الحزب بالبرنامج الذي أعدته والذي حسب وجهة نظرها سيكون الأرضية التي تلتقي حولها الأحزاب التي ستشكل الحكومة، حسب بن أحمد ليشدد على أن النهضة مازالت لم تفصح عن رؤيتها لهيكلة الحكومة ولكن بالنسبة لتحيا تونس فإن موقفها واضح بعدم المشاركة وهي متمسكة به وذلك ردا على ما يتم تداوله بخصوص بقاء رئيس الحكومة ورئيس الحزب يوسف الشاهد في الحكومة، مشددا على أن مثل هذه التصريحات مرفوضة وقد تمّ التطرق إلى هذه المسألة في لقاء أمس مع النهضة، فللحزب هياكله ومؤسساته وهذه التصريحات تجاوز في حق تحيا تونس ورئيسها.

ويذكر أن الوثيقة التي قدمتها النهضة للأحزاب والمنظمات الوطنية خاصة اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف واتحاد الفلاحين تتضمّن 5 محاور تتعلق بمكافحة الفساد وتعزيز الأمن وتطوير الحوكمة ومقاومة الفقر ودعم الفئات الهشة ومتوسطة الدخل، وإصلاح منظومة الصحة والتعليم والمرافق العمومية، والنهوض بنسق الاستثمار والنمو والتشغيل وأخيرا، استكمال المسار التأسيسي وتركيز الحكم المحلي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115