عشية الأمس بقادة الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية المقبلة وكذلك بممثلين عن القائمات المستقلة، لقاءات تزامنت مع عقد حركة النهضة لمشاورات ما قبل التكليف بتشكيل الحكومة، وكان النصيب الأوفر من مضمونها متعلقا بشكل الحكومة القادمة ودور الأحزاب فيها مع الدعوة إلى الإسراع بتشكيلها في أقرب الآجال وبعيدًا عن المحاصصة الحزبية.
تسارعت وتيرة اللقاءات التي يقوم بها رئيس الجمهورية في الأيام الأخيرة، لتصل إلى 3 لقاءات في اليوم الواحد، لقاءات شملت، من أول اللقاءات إلى آخرها، كلا من راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة ونبيل القروي رئيس حزب قلب تونس والأمين العام لحزب التيّار الديمقراطي محمّد عبّو ونائبه محمد الحامدي يوم 25 أكتوبر الجاري، أما في اليوم الموالي فقد التقى بكل من الناطق الرسمي باسم ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف مصحوبا بعبد اللطيف العلوي عضو الهيئة التسييرية للائتلاف وزهير المغزاوي الأمين العام لحزب حركة الشعب وسليم العزابي الأمين العام لحزب حركة تحيا تونس.
لقاءات مختلفة
3 لقاءات أخرى قام بها يوم الاثنين 28 أكتوبر الجاري شملت كلا من محسن مرزوق، رئيس حركة مشروع تونس ولطفي المرايحي، الأمين العام لحزب الإتحاد الشعبي الجمهوري وعلي الحفصي الجدي الأمين العام لحزب حركة نداء تونس وخالد شوكات المدير التنفيذي للحزب، كما استقبل في اليوم الذي تلاه كلا من إيمان بالطيب وياسين العيّاري عن قائمة «أمل وعمل» المستقلّة وريم محجوب رئيسة المكتب السياسي ووليد صفر نائب رئيس حزب آفاق تونس إلى جانب سعيد الجزيري رئيس حزب الرحمة مرفوقا بأيمن البجاوي الناطق الرسمي للحزب فضلا عن مهدي جمعة رئيس حزب البديل، هذا والتقى سعيد أول أمس أيضا بكل من حاتم المانسي رئيس القائمة المستقلة «سليانة في عينينا» ومبروك الخشناوي رئيس القائمة المستقلة «الوفاء بالعهد» بالقصرين الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة إضافة إلى فيصل التبيني رئيس حزب صوت الفلاحين مرفوقا بمريم الشتيوي بن ميم القيادية بالحزب. أما يوم أمس فكان له لقاء مع كل من حسان الحناشي أمين عام حزب تيّار المحبّة وعصام البرقوقي الناطق الرسمي للحزب.
مقترح برنامج الحكومة
وفق رئاسة الجمهورية فإن لقاءات قيس سعيد مع مختلف الفائزين في البرلمان القادم كانت حسب تمثيلية كل فائز أي حسب المقاعد المتحصل عليها ومازالت اللقاءات متواصلة وستشمل بقية المستقلين، علما وأن كلا من الحزب الدستوري الحر والمنجي الرحوي عن حزب الجبهة قد رفضا الاستجابة لدعوة قيس سعيد، بالتوازي مع لقاءات قيس سعيد، شرعت حركة النهضة في جلساتها الرسمية مع الأطراف المعنية بالمشاورات والتي سيتم استثناء الحزب الدستوري الحر وقلب تونس منها ما لم تطرأ أية مفاجآت جديدة، وكانت أولى الجلسات مع التيار الديمقراطي، لقاء جمع كلا من راشد الغنوشي رفقة نائبه علي العريض وبحضور رئيس المكتب السياسي نور الدين العرباوي مساء ومحمد عبو، الأمين العام رفقة القيادي بالحزب غازي الشواشي. وكان اللقاء في إطار التشاور حول تشكيل الحكومة القادمة. وعرض وفد حركة النهضة مقترح برنامج الحكومة وتم التداول فيه وفي أولوياتها ووقع الاتفاق على مواصلة المشاورات في قادم الأيام.
التيار وحركة الشعب والاتحاد الشعبي وتحيا تونس
ثاني لقاء قامت به حركة النهضة وكالعادة بقيادة الغنوشي وحضور العريض كان مع رئيس حركة الشعب زهير المغزاوي والقياديين في حركة الشعب سالم لبيض وهيكل المكي، أما اللقاء الثالث فكان مع وفد من الاتحاد الشعبي الجمهوري يتقدمه أمينُه العام لطفي المرايحي، هذا وحسب تصريح نائب رئيس الحركة علي العريض فإن وفد التفاوض التقى أيضا بوفد عن حركة تحيا تونس، وأضاف في تصريح له لموزاييك أن الحركة ستعرض اليوم في ندوة صحفية تصورها لبرنامج عمل الحكومة القادمة ليشدد على انه لا مناص من تكوين حكومة ائتلافية بسبب تشتت الكتل البرلمانية بالرغم من وجود شد للوراء ومحاولات لإفشال المشاورات من أطراف لم يسمها. وحسب العريض فإن المشاورات يمكن أن تتوسع لتشمل نداء تونس والبديل وحركة مشروع تونس، علما وأن برنامج النهضة للحكومة القادمة يضم 120 نقطة 50 منها ذات أولوية.
3 وزراء بالنيابة..و5 أعضاء في البرلمان القادم
لقاءات وجلسات ماراطونية تعقد من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة أمام تتالي الدعوات في هذا الشأن لاسيما وأن الحكومة الحالية تضمّ 3 وزراء بالنيابة، الصحة والدفاع والخارجية إلى جانب ذلك فإن 5 من الوزراء الحاليين نواب في البرلمان القادم، وآخر دعوة كانت من رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حيث دعا أمس إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة تتسلم مقاليد الحكم وتضع على سلم أولوياتها القضايا الاقتصادية العاجلة وتنفيذ الإصلاحات الضرورية وتحسين الأوضاع الاجتماعية . وأضاف أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى مقاربة «عقلانية» و«واقعية» تستند إلى أرقام ومؤشرات وتواصل مسار الإصلاح.