مشاورات تشكيل الحكومة..بعد لقاء راشد الغنوشي وقيس سعيد: النهضة تسقط «ركن الشروط المسبقة» وتطالب البقية بالمعاملة بالمثل

بعد اللقاء الذي جمع مساء أول أمس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس الجمهورية قيس سعيد، دخلت مشاورات تشكيل الحكومة

مرحلة جديدة، مشاورات أصبحت رسمية بعد أن كانت تحسيسية وأولية، مشاورات أصبحت في أعلى مستوى بالتزامن مع سلسلة اللقاءات التي يقوم بها سعيد مع كافة الأطراف الممثلة في مجلس نواب الشعب القادم على غرار حركة النهضة وحزب قلب تونس والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس في انتظار اللقاء بالمنظمات الوطنية.

وصف القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي في تصريحه لـ«المغرب» لقاء رئيس الحركة مع رئيس الجمهورية بالمهم والايجابي جدا ذلك أنه سيعطي دفعا جديدا للمشاورات والاتصالات، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية شريك أساسي في تشكيل الحكومة، فهو الذي يكلف الحزب الفائز بتشكيل الحكومة بعد أن يتم إعلامه بالاسم الذي تمّ اختياره لتولي منصب رئيس الحكومة ثمّ يتولى متابعة تطورات المفاوضات ونتائجها والصعوبات الموجودة مع المساهمة من موقعه في تسهيل وتيسير الوصول إلى توافقات أي يسهم في ألا تكون ولادة الحكومة عسيرة وقيصرية بل تكون ولادة طبيعية لضمان تكوين حكومة قابلة للحياة والاستمرار والانجاز وتنفيذ برنامجها.

تسريع النسق والرفع من مستوى النقاش
اللقاءات التي يقوم بها رئيس الجمهورية مع مختلف الأطراف الممثلة في البرلمان الهدف منها إيصال رسالة حركة النهضة إليها مفادها التعجيل بتشكيل الحكومة والبحث عن النقاط المشتركة، وفق الوريمي، الذي شدد على أن المشاورات بلغت مرحلة جديدة، مرحلة ترغب فيها جميع الأطراف التي تشاورت معها في تسريع النسق والرفع من مستوى النقاش والتفاوض كي يأخذ طابعا رسميا إلى جانب معرفة البرنامج الحكومي. وأضاف أن كلا من حركة النهضة ورئيس الجمهورية على اقتناع تام بان الدخول إلى المفاوضات يجب أن لا يكون بشروط مسبقة والنهضة ستحرص على ذلك حتى أن قرارها بترؤس الحكومة المقبلة كان فقط للإعلام وليس شرطا مسبقا أو بنية فرضه كأمر لمن يريد الحديث معها، فالحركة ستدخل في المفاوضات دون شروط مسبقة وكل القرارات قابلة للنقاش والتفاوض، نفس الشيء بالنسبة للأطراف الأخرى فعليها الدخول في المفاوضات دون شروط مسبقة.

المشاورات تخص البرنامج الحكومي في مرحلة أولى
كما أوضح محدثنا أن النهضة ستدخل المفاوضات بلا شروط مسبقة وستعتبر كل الشروط المعلنة من طرف الأطراف المعنية مجرد إعلانات بالرغم من أنها ستأخذها بعين الاعتبار لكن المهم ألا تكون شرطا مسبقا لقبول المشاركة، مشيرا إلى أن المشاورات ستتعلق بدرجة أولى بالبرنامج الحكومي وعلى قدر الوصول إلى اتفاقات حوله بقدر ما ستتوصل إلى توافقات بخصوص التشكيلة الحكومية في أقرب وقت ممكن. وعن الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة، قال الوريمي إن الاسم الوحيد المطروح حاليا هو رئيس الحركة باعتبار انه المرشح الطبيعي والقانوني حسب النظام القانوني للحركة وما يتم تداوله في الوسائل الإعلامية تعتبره الحركة مجرد ترشيحات إعلامية لا غير، فالغنوشي هو المرشح الرسمي لرئاسة الحكومة باعتبار أن المكتب التنفيذي قد رشحه وعرضه على مجلس الشورى ولكن لن يصبح الامر نهائيا إلا بعد الإعلان عن قبوله والذي لم يتم إلى حد كتابة هذه الأسطر -بل فقط- ما صرح به هو أن إمكانية ترؤسه للحكومة المقبلة واردة، كما أنه لم يعبر عن رفضه للمسألة أمام قيادات الحركة إلى حد الآن والكلمة الأخيرة تعود إليه.

مرحلة جديدة في المشاورات
بعد لقاء رئيس الجمهورية، دخلت الحركة مرحلة جديدة ومستوى أعلى في المشاورات مع الأطراف ورئيس الجمهورية سيكون له دور ايجابي في تيسير عملية تشكيل الحكومة. ويذكر أن راشد الغنوشي قد أكد أن لقاءه برئيس الجمهورية مثّل مناسبة جدّد فيها تهانيه للرئيس المنتخب على ما حظي به من تفويض كبير من الناخبين التونسيين، وأكّد على أهميّة هذه الشرعيّة الواسعة في جمع كلمة التونسيين وإعطاء مزيد من الأمل للشباب. كما أضاف أنّه أطلع رئيس الدولة على النتائج الأولية للمباحثات التي أجراها حزب حركة النهضة مع عدد من الأحزاب والمنظمات الوطنيّة في إطار تكوين الحكومة الجديدة بالإضافة إلى سبل دعم العلاقات في الفضاء المغاربي وتعزيز دور تونس في تحقيق السلام في ليبيا الشقيقة. من جانبه جدّد رئيس الدولة التأكيد على دوره الجامع لكلّ التونسيين والضامن لوحدتهم خدمة للمصلحة الوطنية، كما شدّد على أهمية اعتماد معيار الكفاءة في تكوين الحكومة الجديدة وتقديم برنامج في مستوى طموحات التونسيين، بعيدا عن كل المحاصصات الحزبيّة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115