فالبعض رأى فيه عديد الرسائل الواضحة والتزاما بتعهداته خلال حملته الانتخابية مما يجعله ايجابيا وآخرون اعتبروه خطابا إنشائيا وعاطفيّا لم يتضمن اي توضيح للخطوط العريضة لبرنامج الرئيس الجديد فيما يخص صلاحياته.
القى رئيس الجمهورية الجديد قيّس سعيّد خلال الجلسة العامة الممتازة بالبرلمان بعد أدائه اليمين الدستورية -امس الاربعاء- اول خطاب موجه الى الشعب بصفته الجديدة امام اهم الفاعلين السياسيين الحاليين والسابقين في البلاد، خطاب اول للرئيس الجديد لم يقع تلقّفه وتحليله بنفس الصيغة والطريقة من نواب الشعب والكتل البرلمانية التي ستكون ممثلة في البرلمان المقبل.
سمير ديلو عن حركة النهضة: خطاب متكامل بصيغة جديدة
القيادي بحركة النهضة سمير ديلو اعتبر في تصريح لـ«المغرب» ان الكلمة التي القاها سعيّد كانت منتظرة في محاورها بتضمينها تطمينا للتونسيين حول مسالة الحقوق والحريات واثارة المسائل الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة الى رسائل الى الخارج بخصوص احترام المعاهدات الدولية والتاكيد على مركزية القضية الفلسطينية.
ويعتقد سمير ديلو ان الخطاب متكامل كما ان هناك لونا جديدا وصيغة جديدة لرئيس جمهورية يتكلم بالعربية، وقال القيادي بالنهضة «نحن في تونس تعودنا على خطاب القرب باستعمال اللهجة التونسية والامثال الشعبية اما الآن فنحن امام الرئيس الجديد القائد والذي لا زال على مستوى الخطاب ونتمنى ان يقوم بدوره في الالتزام بالدستور والتدخل عند الازمات للتعديل».
زهير المغزاوي عن حركة الشعب: خطاب مهم لتجديد التزاماته بتعهداته
الامين العام لحزب حركة لشعب زهير المغزاوي اعتبر ان خطاب رئيس الجمهورية الجديد مهم وتضمن مؤشرات ايجابية نظرا لتضمنه لالتزام بما اكد عليه خلال حملته الانتخابية من احترام للدستور ولدولة القانون ومدنيتها وعدم المسّ بالحقوق والحريات ودعم حقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من التعهّدات. كما رأى المغزاوي ان طريقة القاء الخطاب باعتماد اللغة العربية يمكن ان تكون جديدة على التونسيين لكن المهم ما تضمنه من تجديد التزاماته بتعهداته خلال الحملة الانتخابية.
غازي الشواشي عن التيار الديمقراطي: القليل من النثر لكن الخطاب إيجابي
امين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي رأى من خلال تصريح لـ«المغرب» ان الخطاب تضمن القليل من النثر والانشاء في جزء آخر منه تضمن عددا من الرسائل الواضحة على رأسها انه لا مجال اليوم للمس من دولة القانون ولا مجال للمس بحقوق المرأة وبالحقوق والحريات بصفة عامة وكذلك رسائل الى الخارج وكيفية المحافظة على العلاقات الدولية والحديث عن الاتفاقيات التي تتضمن اجحافا بحقوق التونسيين والتي يمكن تطويرها ومراجعتها.
وخلص امين عام حزب التيار الديمقراطي الى ان الخطاب الاول لرئيس الجمهورية الجديد ايجابي الى ابعد الحدود معبّرا عن أمله في أن يتم تطبيقه على أرض الواقع وأن يساهم سعيّد في تجاوز الازمة السياسية وتشكيل الحكومة المقبلة.
سماح دمّق عن حزب قلب تونس: خطاب عاطفي دون خطوط عريضة
وكان رأي النائبة عن حزب قلب تونس سماح دمّق -التي حضرت الجلسة بصفتها نائبة في البرلمان المتخلّي- مخالفا لرأي ديلو والشواشي والمغزاوي فان اكدت لـ«المغرب» ان خطاب رئيس الجمهورية يتضمن تاكيدا على الالتزام بمبادئ الثورة والقانون وحقوق المرأة لكنها اعتبرت انه لم يتضمّن تحديدا للخطوط العريضة للسياسة الخارجية التي سيتّبعها أو طريقة ادارته للملف الامني بما يُمكن ان يحيل على وجود برنامج واضح للخمس سنوات المقبلة. ومن وجهة نظر النائبة عن حزب قلب تونس كان خطاب سعيّد عاطفيا من خلال التركيز على محاور يتلقفها التونسيون بعاطفتهم كالفقر والقضية الفلسطينية وغيرها.
كما اشارت الى مسألة التبرّع يوم العمل شهريا طيلة خمس سنوات غامضة حيث لم يوضح قيس سعيّد هل ان ماقاله بالخصوص مجرد مقترح او قرار، وقالت «انا شخصيا اوافق عليه لكن لا يمكن لاي شخص ان يفرض او يقرر تبرع اشخاص آخرين بيوم عمل شهريا دون موافقتهم... ما قدمه الرئيس كحل لانقاذ الدولة ليس حلا عمليا وعلميا يمكن اعتماده...على كل الواقع سيغيّر كثيرا من الحس العاطفي لدى رئيس الجمهورية الجديد ويجعله عمليا اكثر».
تجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية قيس سعيد قال في خطابه امس «الشعب يوجه اليوم رسالة واضحة مفادها انه يريد المساهمة لابعاد تونس عن كل الحواجز.. لقد اعلن الكثيرون في تونس وخارج تونس عن ارادتهم للتبرع كل شهر بيوم عمل مدة خمس سنوات حتى نتخلص من التداين والقروض وحتى تفيض خزينة الدولة …فالتونسيون في حاجة فقط إلى علاقة ثقة جديدة بين الحكام والمحكومين ليساهم الجميع في هذه العلاقة التي افتقدوها منذ زمن بعيد».
امين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي: خطاب شامل
أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الذي كان احد الشخصيات الحاضرة خلال الجلسة العامة الممتازة امس، رأى من خلال تصريح اعلامي عقب الجلسة ان الخطاب الاول لرئيس الجمهورية كان شاملا بتطرقه لعديد المسائل والملفات المحلية والدولية.
كما اشار الطبوبي ان رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يقرر او يقترح التبرع بيوم عمل شهريّا طيلة خمس سنوات كما هو متداول انما ذكر فقط الدعوات من طرف مسانديه بالتبرع لفائدة الدولة.