مشاورات تشكيل الحكومة: حركة النهضة تقابل الشروط بالشروط

بعد استكمال المسار الانتخابي من الانتخابات التشريعية في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية إلى الانتخابات الرئاسية وينتظر

أن يتسلم الرئيس الجديد قيس سعيد مهامه الأربعاء المقبل بعد أداء اليمين الدستوري، لا حديث هذه الفترة إلا عن الحكومة المقبلة ورئيسها هل سيكون من النهضة أو خارجها والعديد من الأسماء تمّ تداولها، حكومة تطبخ على نار هادئة من قبل حركة النهضة التي ستعقد اليوم وغدا دورة استثنائية لمجلس الشورى من أجل تحديد السياسات العامة لمفاوضات تشكيل الحكومة مع الأطراف التي قالت إنها معنية بالمشاورات وهي تحيا تونس والتيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة وحركة الشعب..الصورة ستتوضح أكثر خلال الأسبوع القادم.

نهاية الأسبوع الجاري ستكون حافلة بالأحداث، بين عقد المجالس الوطنية على غرار التيار الديمقراطي وبين مجلس الشورى لحركة النهضة والقاسم المشترك هو مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة لا سيما أمام الشروط المفروضة من قبل الأطراف الموجودة في قائمة المشاورات، مجلس الشورى للنهضة سيكون حاسما وسيضع النقاط على عديد المسائل ذات العلاقة بالمشاورات والتي ستنطلق رسميا الأسبوع القادم بعد رسم السياسات العليا لها وتشكيل اللجنة التي ستقود المفاوضات.

الوثيقة مدخل للتفاوض مع الأحزاب
الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري أكد في تصريح له لـ«المغرب» أن المشاورات الرسمية لم تنطلق إلى حد الآن على أن يتم ذلك بعد انعقاد مجلس الشورى اليوم وغدا ولكن ما يمكن قوله إن هناك اتصالات أولية تمت في هذا الشأن مع عدد من الأحزاب والمنظمات من أجل تبادل وجهات النظر في علاقة بتشكيل الحكومة القادمة، اتصالات تشمل كل الأطراف باستثناء الحزب الدستوري الحر وحزب قلب تونس، مشيرا إلى أن دورة الشورى سيتم خلالها أيضا تقييم نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية إلى جانب الحديث عن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي سيكون إطار عمل الحكومة القادمة والذي سيمثل مدخلا للتفاوض مع الأحزاب بمعنى أن الحركة تريد الدخول مع هذه الأحزاب في المفاوضات بهذه الوثيقة والأطراف التي تقبل أن تشارك في الحكومة لا بدّ أن توقع على هذه الوثيقة، فالحديث مع الأحزاب المعنية سيكون حول هذه الوثيقة.

وثيقة جامعة
حسب الخميري فإن هذه الوثيقة أي البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحكومة المقبلة هي أولية ولن تصبح نهائية إلا بعد استكمال المشاورات والتفاعل مع مختلف الأطراف التي التقت معهم، فالمهم بالنسبة للحركة أن تكون هناك وثيقة جامعة تكون الإطار لبرنامج عمل الحكومة والذي سيتم الكشف عنه للرأي العام، وبين أيضا أن مجلس الشورى يتطرق أيضا إلى السياسات العليا للحركة في علاقة بالانتخابات التشريعية والرئاسية أي البرلمان والحكومة وأيضا سياسات المفاوضات الرسمية التي ستجريها الحركة مع الأحزاب والكتل الممثلة داخل مجلس نواب الشعب وكذلك المنظمات الاجتماعية للاستئناس بآرائهم حول البرنامج وكذلك الحكومة.

مجلس وطني للتيار الديمقراطي
التيار الديمقراطي سيعقد هو الآخر مجلسا وطنيا، حسب تصريح القيادي بالحزب محمد الحامدي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء وذلك من أجل التشاور حول تشكيل الحكومة المقبلة وتبادل وجهات النظر بخصوص موقف الحزب من المصادقة عليها، مشددا على أنه في غياب الشروط التي وضعها حزب التيار للمشاركة في الحكومة المقبلة (كان اشترط الحصول على وزارت الداخلية والعدل والإصلاح الإداري)، فإنه « لن يكون معنيا بها ولكنه لن يعطل المسار إذا ما أفرزت مشاورات مختلف الأطراف عن حكومة محترمة تستجيب لانتظارات الشعب»، قائلا: « إن التيار الديمقراطي بصدد إجراء مشاورات مع حركة الشعب، وهو مفتوح للتشاور مع مختلف الأطراف».

تحيا تونس تتمسك بعدم المشاركة
أما بالنسبة لتحيا تونس فمازال على موقفه إلى حد الآن بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة تبعا للقرار الذي تمّ اتخاذه خلال انعقاد مجلسه الوطني منذ أيام، وفق تأكيد مصطفى بن أحمد نائب رئيس الهيئة السياسية للحزب لـ«المغرب»، مشددا على أن الحزب غير معني بالحكومة المقبلة وحركة النهضة حرة في التصريح بما تريد.

شروط حركة الشعب
شروط الأحزاب التي تنوي النهضة التشاور معها لتشكيل الحكومة مازالت قائمة وهي ورقة دائما يستعملها الطرف المفاوض لتحسين شروط التفاوض والحصول على الحقائب الوزارية المنشودة، فحركة الشعب مثل التيار الديمقراطي تشترط هي الأخرى وزارات مهمة وأيضا تقترح الصافي سعيد رئيسا للحكومة المقبلة، من بين شروطها أيضا تركيز النقاش على 3 نقاط أساسية وهي الملف الأمني والإرهاب والملف الاجتماعي وملف العدالة الاجتماعية.

ائتلاف الكرامة يرفض أن يكون مجرد ديكور
ائتلاف الكرامة بدوره يضع شروطا ويرفض أن يكون مجرد ديكور في مشاورات تشكيل الحكومة، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الائتلاف سيف الدين مخلوف في ندوة صحفية عقدها يوم 10 أكتوبر الجاري عن قبول دعوة رسمية من حركة النهضة للمشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة، مشددا على أنه يرفض أن يكون مجرد مشاركا حاضرا في المشاورات، مشيرا إلى أن الائتلاف لن يشارك في الحكم إن لم يتم التفاهم حول البرامج التي قدمها لتحسين أوضاع التونسيين وإيجاد حلول لمشاكلهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115