ليرتفع تدريجيّا عدد الناخبين اللذين توجهوا إلى مكاتب الاقتراع لاختيار ممثلي الجهة الـ10 في البرلمان المقبل من بين 55 قائمة مترشحة موزعة على قائمات حزبية وائتلافية ومستقلّة...لكن نسبة لم تبلغ المشاركة الـ49 بالمائة التي عرفتها الجهة في الدور الاول للانتخابات الرئاسية.
بعد ساعة من فتح الـ583 مكتب اقتراع الموزعة على 153 مركز اقتراع في الدائرة الانتخابية بن عروس لم تتجاوز نسبة الاقبال 5 بالمائة ليتواصل ارتفاعها بنسق بطيء مقارنة بالدور الاول للانتخابات الرئاسية لتمرّ في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال الى 21 % ويتواصل ارتفاعها ليصل الى 33 % قبل ساعة من غلق مكاتب الاقتراع، وفق ما كشفته لـ«المغرب» منسقة الهيئة الفرعية للانتخابات ببن عروس ايناس الجليدي.
عدد كبير من القائمات المترشحة للتنافس على تمثيل متساكني ولاية بن عروس في البرلمان المقبل عمّق حيرة ناخبي الجهة بعد تجربة انتخابات سنة 2014 والانتخابات البلديّة لسنة 2017، من بين هؤلاء الناخبين محسن النايلي وهو صاحب محلّ صغير لبيع الفواكه الجافة بمنطقة الياسمينات الذي اعتبر في تصريح لـ»المغرب» انه تردّد كثيرا قبل التوجه للتصويت في التشريعية لكنه في النهاية اختار الادلاء بصوته ليس لا في تغيير تحدثه الانتخابات التشريعية انما لوضع ورقة مُلغاة في الصندوق بشطب كل القائمات المترشّحة.
فالشاب ذو الـ33 عاما لا يرى في الانتخابات التشريعية مدخلا لتغيير ممكن في البلاد على كل المستويات، ويسترجع تجربته خلال الانتخابات السابقة بالحديث عن تصديقه للوعود الانتخابية من طرف الاحزاب السياسية بداية من انتخابات اكتوبر 2011 وصولا الى الانتخابات البلدية لسنة 2017 والتي لم تُفرز اي تغيير نحو الافضل في ولاية بن عروس او في تونس ككلّ.
تشاؤم النايلي وانعدام امله في تغيير الوضع يقابله تفاؤل من حسناء المهذبي، وهي موظفة في القطاع العام، فبعد ادلائها بصوتها بقيت امام مكتب الاقتراع لانتظار جارتها وتحدّثت لـ«المغرب» عن أملها في ان تكون الخمس سنوات المُقبلة افضل خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بعد ما مرت به البلاد خلال السنوات الـ9 الماضية من صعوبات عمّقها انعدام الاحساس بالمسؤولية من طرف الاحزاب السياسية.
رغم وصفها للاحزاب السياسية التي حكمت تونس بعد 2011 او تلك الممثلة في البرلمان بعدم المسؤولية الا ان المهذّبي انتخبت قائمة حزبيّة، والسبب وفق رؤيتها ان المستقلّين غير مهيّئين لتسيير دواليب الدولة نظرا لانعدام تجربتهم وبرامجهم خلافا للاحزاب التي ركّز بعضها مراكز دراسات تعتمد على خبراء لصياغة برامج اقتصادية واجتماعية يمكن ان تكون منطلقا لتغيير الوضع في تونس لكنها لم تُخف خوفها من مواصلة الاحزاب للتجاذبات والمهاترات بما يهدّد مستقبل اطفالها الثلاث ضحيّتها.
تجاوزات اهمّها عدم الالتزام بالصمت الانتخابي
منسقة الهيئة الفرعية للانتخابات ببن عروس ايناس الجليدي اكدت في تصريح لـ«المغرب» ان التجاوزات والاخلالات التي تم رصدها في الدائرة الانتخابية ليست خطيرة الى حدود الساعة الخامسة، وهي تتعلّق اساسا بعدم الالتزام بالصمت الانتخابي داخل مراكز الاقتراع وخارجها بالترويج لقائمات بصفة مباشرة او غير مباشرة بالاضافة الى محاولات التاثير على توجّهات الناخبين خارج محيط مراكز الاقتراع.
تجدر الاشارة الى انه تم تخصيص 2500 عون من طرف الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات للاشراف على العملية الانتخابية بالدائرة الانتخابية بن عروس من بينهم 583 أعضاء مكاتب اقتراع و153 رئيس مركز اقتراع، فيما يبلغ عدد الناخبين المدرجين بالسجل الانتخابي للادلاء باصواتهم بولاية بن عروس حوالي 361 ألف ناخب.