من الكهول والنساء والشباب وقفوا امام مكاتب الاقتراع لاختيار من سيمثل دائرتهم الانتخابية التي تحظى بـ 8 مقاعد في مجلس نواب الشعب ... لكن في الصباح كان الاقبال اقل من المأمول قبل ان يأخذ وتيرة اكثر كثافة في الساعة الأخيرة قبل غلق مكاتب الاقتراع ، وسط تواجد امني مكثف الى جانب عشرات المراقبين والملاحظين الذين توزعوا على بعض مكاتب الاقتراع في دائرة تونس 2. وتتنافس في هذه الدائرة 56 قائمة تتوزع ما بين حزبية ومستقلة وائتلافية .فبماذا ستبوح صناديق الاقتراع وكيف سيكون المشهد السياسي والحزبي والنيابي وهل سيكون في مستوى تطلعات التونسيين الذين حلموا قبل أعوام التغيير للأفضل؟ ...
قالت راضية السعدي مساعد رئيس مركز بمكتب اقتراع المدرسة الابتدائية نهج النخيل السعيدية باردو لـ «المغرب» ان هناك 1474 ناخب صوتوا فقط صباحا من اصل 6000 ناخب مسجل في هذا المكتب الذي يعد الأكبر في هذه الدائرة». وأضافت ان نسبة التصويت اقل من المأمول وقالت ان الناخبين جلهم من الكهول وكبار السن مشيرة الى انه من المتوقع ان يتوجه الشباب للتصويت خلال الساعات القادمة على غرار ما حصل خلال الانتخابات الرئاسية.
واثر ادلائها بصوتها قالت حليمة فطناسي لـ « المغرب « ان هذه الانتخابات هامة لتحديد المشهد القادم في البلاد وشددت على ضرورة ان يشارك الجميع لان التصويت واجب قبل ان يكون حقا . اما نبيهة برهومي أستاذة تعليم ثانوي فأعربت عن املها بان تكون القائمة التي صوتت لها في مستوى تطلعاتها خاصة في ظل الظرف الصعب الذي تعيش به البلاد مضيفة بالقول : «مللنا من الحالة الاقتصادية المزرية.. تعبنا من سياسة غلاء الأسعار... خسرنا مكتسبات الدولة الحديثة.. التعليم والصحة العمومية كلها باتت في خطر في ظل استفحال ظاهرة خوصصة القطاع العام فالى متى السكوت والصمت... يجب ان نصوت لنغير نحو الأفضل... هذه الطبقة السياسية فشلت ويجب ان تغادر ويأتي الجدير بتحمل المسؤولية.. فالبلاد غرقى ولا تحتاج الى طبقة سياسية مراهقة لتحكمها وفق مصالحها واهوائها»...
«المغرب» التي استطلعت امس آراء الشارع في منطقة باردو لمست غياب الحماس الانتخابي خاصة لدى الشباب الذي لم يعد يثق في الطبقة السياسية الموجودة سواء في الحكم او في المعارضة... وهذا يوحي بإعادة تكرار سيناريو الرئاسية أي التصويت العقابي لصالح أحزاب صاعدة جديدة .
ورغم كل هذه المؤشرات التي صبغت هذا اليوم الانتخابي الا ان الرابح الأكبر هي هذه التجربة الديمقراطية الوليدة التي لا تزال تسير خطواتها نحو الحكم السياسي الأمثل للبلاد والعباد . فالتحديات اليوم التي تواجهها البلاد عديدة على راسها الملف الاقتصادي والمعيشي الذي يعد المعضلة الاولى للمواطن في حياته المعيشية وفي رحلة بحثه عن قوته اليومي. أسماء عديدة ببرامج انتخابية متباينة تطرح امام الناخب الذي تلقى على كاهله مسؤولية كبرى ...فبحبر يده وصوته سيحقق التغيير وسيرسم شكل الحكم القادم في البلاد سواء على مستوى الأحزاب والتيارات التي ستشكل مجلس نواب الشعب او الرئيس القادم للبلاد.