الانتخابات التشريعية في أريانة: إقبال محترم..والتأثير على إرادة الناخبين من أبرز التجاوزات

فتحت يوم أمس مراكز الاقتراع أبوابها في الوقت المحدد أي على الساعة الثامنة صباحا لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم واختيار

ممثليهم في مجلس نواب الشعب وسط حضور أمني وعسكري مكثف إلى جانب عدد من المراقبين والملاحظين، وككل انتخابات فإن وتيرة الإقبال في الصباح كانت بطيئة لكن سرعان ما أخذت ترتفع شيئا فشيئا لتتصدر ولاية أريانة أعلى نسبة في عدد المشاركين في الساعات الأولى من يوم الاقتراع، علما وأن عدد القائمات المترشحة في الولاية بلغ 52 قائمة.

ككل انتخابات -وذلك ليس بالغريب- فقد طغت فئة الناخبين من كبار السن في الساعات الأولى من يوم الاقتراع وذلك في عزوف نسبي للشباب عن هذا الحدث الانتخابي المهم، كما أن نسبة مشاركة الذكور كانت أكثر من الإناث، سير العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع بولاية أريانة حسب مراقبي هيئة الانتخابات وصفت بالعادية ولم يتم تسجيل إلى حدّ كتابة هذه الأسطر مخالفات خطيرة ترتقي إلى جرائم انتخابية، تمّ تسجيل مخالفات تتعلق بمحاولات التأثير على إرادة الناخبين، نفس الموقف بالنسبة لعدد من الملاحظين، حيث تمّ التأكيد على عدم تسجيل أية اخلالات جسيمة.

تحسن في نسبة الإقبال
خلال جولة قامت بها «المغرب» لعدد من مراكز الاقتراع خاصة في أريانة المدينة على غرار مركز الاقتراع فرحات حشاد والمدرسة الابتدائية حي الفردوس فإن نسق الإقبال انطلق ببطئ ثمّ تطور بنسب متفاوتة، لتختلط الطوابير بين الذكور والإناث من مختلف الشرائح العمرية، رغم ذلك فانه لم يحدث تحسنا على مستوى فئة الشباب الذي يبدو أنه يفضل دائما الساعات الأخيرة من يوم الاقتراع، «المغرب» تحدثت إلى الحاجة فاطمة والتي تبلغ من العمر 70 سنة وأكدت أنها لم تتخلف عن أي انتخابات بالرغم من أنها لا تنتظر منها الكثير إلا أنها تأمل أن تتحسن الأوضاع حتى بنسبة قليلة في السنوات القادمة، وأضافت أن أحد أبنائها وهو من خريجي الجامعة متحصل على الأستاذية في الفلسفة بقي عاطلا عن العمل أكثر من 7 سنوات وحاليا يعمل ولكن ليس في اختصاصه وأقل من مستواه التعليمي، لتشدد على أن الأهم من كل هذا هو مصلحة البلاد. نفس الموقف أيده محمد وهو معلم ويبلغ من العمر 39 سنة، حيث أكد أن مشكل البلاد هو الاهتمام أكثر بالمواقع والكراسي ّأكثر من المشاكل الأم، فالبلاد تحتاج حقيقة إلى إرادة كبيرة للإصلاح والإنقاذ في انتظار ما ستبوح به صناديق الاقتراع، فالمهم هو أن تكون النتائج في مستوى تطلعات التونسيين الذين يريدون التغيير نحو الأفضل وليس الأسوأ حتى تعود ثقة الناخب في الطبقة السياسية وكذلك الحكومة ومجلس نواب الشعب بعد أن اهتزت في السنوات السابقة.

3 محاضر
المنسق الجهوي للهيئة الفرعية للانتخابات بأريانة رضا القيزاني أكد في تصريح لـ«المغرب» أن أجواء الانتخابات في ولاية أريانة كانت عادية وتمت في أجواء طيبة بالرغم من أن الإقبال مازال لم يرتق إلى مستوى التطلعات والانتظارات لكنه يوصف بالمحترم مقارنة بالنسبة الوطنية المسجلة إلى حد الساعة الثالثة بعد الزاوال، بلغت النسبة 29 بالمائة ومن المنتظر أن ترتفع في الساعات الأخيرة ويتحسن الإقبال الذي كان متفاوتا من معتمدية إلى أخرى ومثلا أريانه المدينة كانت نسبة الاقبال تمثل 32 بالمائة وهي أعلى نسبة تقريبا في الولاية وسكرة 28 بالمائة ورواد 30 بالمائة والمنيهلة 26 بالمائة والتضامن 24 بالمائة وقلعة الأندلس 26 بالمائة وسيدي ثابت 29 بالمائة، أما نسبة إقبال الذكور فبلغت 59 بالمائة و41 بالمائة إناث، أما بالنسبة للمخالفات التي تمّ رصدها من طرف أعوان المراقبة أو رؤساء مراكز الاقتراع فهي ذاتها التي تحصل في كل الانتخابات العادية كمحاولات التأثير على إرادة الناخبين في محيط مراكز الاقتراع على غرار أريانة المدينة وتم رصد محاولتين اثنتين في هذا الشأن وكذلك في التضامن، ومحاولة وحيدة إلى حدّ الساعة الثالثة، وأخرى تمّ التصدي لها من قبل أعوان مراقبة الحملة التابعين لهيئة الانتخابات المتواجدين على عين المكان وقد تمّ تحرير 3 محاضر في ذلك، وما عدى ذلك فإن سير عملية الاقتراع يسير بصفة طبيعية وليس هناك أية إشكالات وفتحت جميع مراكز الاقتراع في وقتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115