رئيس الجمهورية محمد الناصر في كلمته أمس: رسائل عديدة ودعوات إلى إيجاد حل مشرف لموضوع القروي حفاظا على مصداقية الانتخابات

حملت كلمة رئيس الجمهورية محمد الناصر التي توجه بها أمس بمناسبة الانتخابات التشريعية والرئاسية والتي دامت أكثر من 15 دقيقة

العديد من الرسائل والدعوات والتحذيرات، دعوات إلى حسن الاختيار في الانتخابات والمشاركة المكثفة فيها، والتشديد على أن مصير تونس مرتبط بالاختيار المناسب، فالانتخابات مسألة مصيرية للبلاد والتغيير رهين مشاركة جماعية مكثفة، وقد توجه برسالة إلى قيادات الأحزاب السياسية وقيادات الفكر والصحافة بمختلف أسلاكها لتجاوز خطابات التجريح والاستفزاز وعدم تحويل المنافسة على المقاعد في مجلس النواب أو على رئاسة الجمهورية إلى عداء.

في مستهل كلمته، وجه رئيس الجمهورية الشكر إلى كل الأطراف التي ساهمت في نجاح الدور الأول من الانتخابات الرئاسية من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية، بالرغم من أن الإقبال فيها كان دون المأمول، انتخابات أسفرت عن فوز كل من قيس سعيد ونبيل القروي ومرورهما إلى الدور الثاني، ليشدد على أن وضع المرشح للرئاسية نبيل القروي غريب وغير عادي وله تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات والمسار الديمقراطي باعتبار ان وجوده في السجن سيؤثر على مبدأ تكافؤ الفرص بينه وبين قيس سعيد لعدم قدرته على القيام بحملته الانتخابية.

متابعة متواصلة
ذكر رئيس الجمهورية في كلمته بمجمل اللقاءات التي قام بها من أجل حلحلة الوضع وإيجاد حل مشرف في علاقة بالمسار الانتخابي المهدد وفق تقديراته بسبب تواصل إيقاف المترشح القروي، قائلا «الدورة الأولى أحدثت مشكلا يتمثل في أن احد المتنافسين في السجن ولا يتمتع بحريته لمواصلة القيام بالحملة وهو محل اهتمام وانتقاد واستفسار في مختلف الأوساط على المستوى الوطني والخارجي والوضع غريب وغير عادي أن يكون احد المتنافسين على خطة رئاسة الدولة في السجن وغير قادر على القيام بحملة انتخابية تقتضيها حرية الانتخاب بالنسبة للانتخابات مهما كانت...ولذلك قمت بصفتي حامي الدستور ونظرا لأهمية الموضوع وتداعياته على مصداقية المسار الانتخابي باتصالات مع وزير العدل ورئيس هيئة الانتخابات ورئيس المجلس الأعلى للقضاء لتمكين القروي من آلية لضمان المساواة، والمساعي مازالت متواصلة والموضوع محل متابعة للتوصل إلى حل مشرف يمكن من تجاوز هذا الوضع مع احترامنا لاستقلالية القضاء، فهو مبدأ لا رجوع فيه وكذلك الفصل بين السلط وضمان تساوي حظوظ المترشحين للدور الثاني».

انتخابات مصيرية
اعتبر محمد الناصر أن لهذا الوضع لهذا تداعيات خطيرة ومهمة على مصداقية المسار والانتخابات وعلى صورة تونس في الخارج، مضيفا أن «القانون أعطى لهيئة الانتخابات الولاية الكاملة على الانتخابات وهو ما دعا رئيس الهيئة نبيل بفون للقيام بعدة اتصالات وطالب بتوفير الظروف التي تمكن المنافس نبيل القروي من القيام بحملة انتخابية، فالانتخابات في تونس محل اهتمام الرأي العام الوطني والدولي، وهي انتخابات مصيرية ستحدد قيادة تونس في السنوات المقبلة لذلك من الواجب الحديث عن ما تمّ إلى حد الآن في الدورة الأولى من الرئاسية والتي كانت محل رضا من الملاحظين، مبرزا أهمية البرلمان على المستويين التشريعي والرقابي وأن ما يميز تونس صلابة مؤسساتها التي تضمن استقرار البلاد، معربا عن تفاؤله بمستقبل أفضل وموجها دعوة إلى كل الناخبين التونسيين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في دورها الثاني، فالمرحلة القادمة هي مرحلة تحقيق المطالب والاستجابة للتطلعات تتطلب عملا مشتركا وروح تضامن بين مختلف المسؤولين مهما كانت الأحزاب ومهما كانت خلافاتها المنهجية والمبدئية وترك مجال للصلح بعد الانتخابات وإيجاد فرصة للبناء بالنظر إلى واجبهم المشترك لإعلاء مصلحة البلاد ومستقبلها.

منافسة نزيهة دون إقصاء
حسب رئيس الجمهورية فإن الحملة الانتخابية حولت الخطاب الحالي إلى خطاب سياسي محبط واعتبر أن الشباب يبقى قوة دفع وتقدم نحو المستقبل رغم ما تشعر به نسبة كبيرة منه من إحباط، وقد توجه بالتوصيات إلى الأطراف الفاعلة لضمان منافسة نزيهة دون إقصاء، قائلا « لا بد من تلافي كل ما من شأنه التشكيك في مسار تونس ومستقبلها في هذه الفترة.. والواجب يقتضي اليوم مواصلة السير وإنجاح المسيرة الديمقراطية وتجاوز الوضع الظرفي الصعب الذي تعيشه البلاد». وأشار إلى «التزام المنظمات الوطنية بالعمل من أجل تونس وإعلاء مصلحتها، وفق ما عبّر عنه رؤساؤها وأمناؤها العامون، في لقاءات جمعته بهم في الأسبوع الجاري وجددوا خلالها على تأكيد مساهمتهم في تجاوز المصاعب والمشاكل الظرفية التي تجابهها البلاد».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115