عن الطرفين مبادرة لحل كل الاشكاليات والخلافات التي قد تطرأ في المستقبل بين المحامين والقضاة وتلافي تطور منحاها كما حصل في الايام الماضية. وتتلخّص المبادرة في صياغة ميثاق شرف يكون ارضية لتنظيم العلاقة بين المحامين والقضاة ولجنة تتكون من ممثلين عنهما تسمى بلجنة الحكماء تكون مهمتها النظر في اي خلاف او اشكال بين المحامين والقضاة وابداء الرأي وايجاد حلول.
طرح امس رئيس الجمهورية محمد الناصر خلال لقاءين منفصلين جمعه بممثلين عن كل من عمادة المحامين وجمعية القضاة التونسيين ونقابة القضاة التونسيين، مبادرة لحل الاشكاليات والخلافات التي قد تنشب بين الطرفين كما كان الحال في الفترة الماضية التي اندلعت خلالها ازمة توتّرت خلالها العلاقة بين الطرفين بلغت حدّ دخول القضاة في اضراب وشن المحامين ليوم غضب مما انتج تعطل سير مرفق العدالة.
المبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية محمد الناصر وفق ما كشفه عميد المحامين ابراهيم بودربالة لـ«المغرب» تتلخّص في اقتراح آليات لفضّ الخلافات التي قد تطرأ بين المحامين والقضاة، وتتمثل المبادرة في جانبها الاول في صياغة ميثاق شرف من طرف المجلس الاعلى للقضاء لتنظيم العلاقة بين المحامين والقضاة وستشرف الاشكاليات التي يُمكن ان تحصل بين الطرفين والحلول الممكنة التي تحول دون تطور الخلافات.
الآلية الثانية التي اقترحها رئيس الجمهورية لفض الخلافات بين المحامين والقضاة تتمثل في احداث لجنة تُسمى بلجنة الحكماء، وتتكون من ممثلين عن كل من المحامين والقضاة يرشحهم او يقترحهم كل من المجلس الاعلى للقضاء ومجلس الهيئة الوطنيّة للمحامين، وتُعرض عليها الخلافات والاشكاليات التي قد تحصل بين الجانبين لتبدي الرأي في المسألة وتقترح الحلول التي تؤدي الى احتواء الخلاف بصيغة ترضي الطرفين دون انحياز، وفق ما افاد به عميد المحامين لـ«المغرب» الذي اكد ان المحامين منفتحون على كل المبادرات والآليات التي تحسن المرفق القضائي والعلاقة بين جناحيه.
ممثلو القضاة يرحبون
في تصريح عقب اللقاء الذي جمعهما برئيس الجمهورية محمد الناصر، اكد كلا من رئيس جمعية القضاة التونسيين أنس الحمايدي ورئيس نقابة القضاة التونسيين إبراهيم بوصلاح ان اللقاء تمحور حول مقترحات من طرف الناصر من أجل تسوية الخلافات داخل المرفق القضائي إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحكمة الإبتدائية بتونس واستماعه لآراء مختلف الأطراف من قضاة ومحامين وحرصه على النأي بالسلطة القضائية عن كل التجاذبات السياسية.
ووفق ما اعلنته رئاسة الجمهورية فقد اعتبر رئيس جمعية القضاة بأن المجلس الأعلى للقضاء هو الإطار الأمثل لحل الخلافات داخل العائلة القضائية وأن مبادرة صياغة ميثاق شرف وتكوين لجنة من الحكماء قد يمثّل آليّة فعّالة لتفادي الخلافات في المستقبل، فيما اعتبر رئيس نقابة القضاة إبراهيم بوصلاح انه من المهمّ إيجاد الآليات الكفيلة لتجنّب الإشكاليّات المستقبلية واكد ترحيبه بطرح فكرة ميثاق شرف تحت مظلة المجلس الأعلى للقضاء للمساهمة في تسهيل العمل اليومي لكافة المتداخلين في الشأن القضائي.
تجدر الاشارة الى ان القضاة دخلوا في إضراب عام حضوري انطلق منذ 20 سبتمبر 2019 وتواصل إلى نهاية الأسبوع الماضي، للمطالبة بفتح تحقيق في كل الأحداث التي وقعت في المحكمة الإبتدائية بتونس يوم 19 سبتمبر 2019 مع هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ومحاسبة كل من تورّط فيها، فيما نفّذ المحامون يوم غضب الجمعة الماضي.