بعد خسارة المعركة الانتخابية الرئاسية: الشاهد يدعو الزبيدي إلى توحيد «الأصوات» لكسب معركة التشريعية

بعد نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في الدور الأول والتي أفرزت عن مرور كل من قيس سعيد ونبيل القروي إلى

الدور الثاني، تبحث بعض الأحزاب من التي قدمت مترشحا للرئاسية عن مخرج للتخفيف من مرارة الخسارة حتى ولو كانت بمجرد الدعوة إلى الجلوس إلى الطاولة من جديد وتوحيد الصفوف تحت قاعدة «التشريعية أهم للتعويض والتدارك» في انتظار أن تجد طريقا وتصبح واقعا، فالعائلة التي تسمي نفسها بالعائلة الديمقراطية الوسطية تبحث اليوم عن طريقة لتوحيد الأصوات ولم الشمل لضمان الفوز بأكثر مقاعد في مجلس النواب الشعب القادم بعد أن خسرت «كرسي قرطاج».

بعد الهزيمة «غير المتوقعة» للمترشحين من العائلة الديمقراطية الوسطية للانتخابات الرئاسية والتي مازال عددهم منهم لم يستوعبها ولعل الطعون التي تقدم بها 6 مترشحين خير دليل على ذلك من أبرزهم يوسف الشاهد رئيس حزب تحيا تونس الذي تحصل على 249049 صوتا أي ما يمثل 7.38 بالمائة وعبد الكريم الزبيدي الذي حلّ في المرتبة الرابعة بنسبة 10.73 بالمائة وناجي جلول المتحصل 0.21 بالمائة فقط من الأصوات، فالدور الأول للانتخابات الرئاسية قد شكل ضربة قاضية لتكون مفتاحا للتدارك.

من أجل تكوين كتلة برلمانية وازنة
بعد يومين من الإعلان عن النتائج، وجه يوسف الشاهد رئيس الحكومة على أمواج إذاعة موزاييك دعوة إلى عبد الكريم الزبيدي للجلوس إلى طاولة الحوار وتوحيد الجهود بهدف إنقاذ البلاد، مشددا على أنه من الرغم من الكلام الخطير الذي قيل في حقه من قبل الزبيدي فإنه سيتجاوز ذلك بهدف توحيد الصفوف والدخول إلى الانتخابات القادمة موحدين حتى لا تتشتت الأصوات وذلك حتى تتمكن العائلة الديمقراطية من تكوين كتلة برلمانية وازنة . وأشار إلى أنه بذل وحزبه مجهودات كبيرة للمّ شمل العائلة الديمقراطية الوسطية ولكن لم تنجح تلك المساعي، مشيرا إلى أنّ المحاولات تواصلت الى آخر وقت. وتابع قوله: «قدمت نفسي في إطار مشروع متكامل والتغيير ليس بيد الرئيس فقط بل إنّ الحصول على الأغلبية البرلمانية ضروري». واعتبر أن الفرصة ما تزال متاحة للتدارك وتوحيد الصفوف في الانتخابات التشريعية للحصول على كتلة برلمانية وازنة في البرلمان، من خلال إقناع الـ 4 ملايين الذين لم يصوّتوا بالمشاركة في عملية الاقتراع.

لا اتصالات بين الشاهد والزبيدي
دعوة الشاهد للزبيدي لتوحيد الصفوف في الانتخابات التشريعية مازالت لم تتعد هذه المرحلة وفق ما أكدته مصادر من حركة تحيا تونس لـ«المغرب»، وليس هناك أية اتصالات أو مشاورات في الوقت الحالي مع الزبيدي لكن هذا لا يمنع من وجود اتصالات مع أطراف أخرى من العائلة الديمقراطية للمّ الشمل وتجاوز معضلة تشتت الأصوات، دعوة لم يتم التشاور فيها بين قيادات الحزب والتي لم تعلم بها إلا عبر وسائل الإعلام وترى أنه بالنسبة للحزب الأهم هو الانتخابات التشريعية أكثر من توحيد الصف مع الزبيدي، وقد أكد في هذا الصدد نائب رئيس الهيئة السياسية لحركة تحيا تونس مصطفى بن أحمد لـ«المغرب» أنه ليس له أي علم بهذه الدعوة وبالرغم من ذلك فهم مع كل دعوة تحقق الفائدة للحزب وتساهم في توحيد الصف وهذه الدعوة ليس فيها أي ضرر إن لم تحقق فائدة كبيرة، ليشدد على أن الأهم من هذه الدعوة هي دعوة قواعد وأنصار الحزب للتصويت في الانتخابات التشريعية باعتبار أن نتائج الرئاسية قد خلفت لهم بعض «المرارة»، فالمهم هو مواصلة المعركة الانتخابية وتجاوز خسارة المعركة الأولى ومازال أمام الحزب فرصة للتدارك وتعديل الأمور.

الابتعاد عن المشاحنات
وأضاف بن أحمد أنه من المهم جدا المحافظة على التوازن داخل البرلمان القادم وهذا لا يكون إلا عبر الحث والتشجيع على التصويت وعدم غلبة كفة على أخرى والابتعاد عن المشاحنات التي تخلق شرخا وتعمق الأزمة، ليستدرك في الأخير ويصف دعوة الشاهد للزبيدي بالايجابية. هذا وحاولنا الاتصال بالطرف المعني بالدعوة أي وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي لمعرفة موقفه منها لكن لم نتمكن من ذلك حتى أن الفريق الذي كان يعمل ضمن حملته الانتخابية ليس لديه أية معلومات بخصوص تصريحات الشاهد وإن كانت هناك مشاورات بينهما أو لا في علاقة بتوحيد الصف، فالزبيدي هو الوحيد القادر على الإجابة على ذلك باعتباره الشخص المعني بالدعوة إضافة إلى ذلك فهو شخصية مستقلة وكل دعوة أو مشاورات أو لقاءات تلزمه شخصيا فهو ليس تابعا لحزب سياسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115