الاتفاقيات الممضاة مع جامعتي التعليم الثانوي والتعليم الاساسي، هدوء العودة المدرسية من المرجّح ان لا ينسحب على العودة الجامعية في ظل الازمة المتواصلة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين «اجابة» منذ السنة الجامعية 2017/ 2018.
تشهد اليوم تونس عودة حوالي مليونين و174 ألف تلميذ لمقاعد الدراسة بحوالي 6104 مؤسسة تربوية بالتوازي مع مباشرة ما يقارب من حوالي 155400 مدرس لعملهم منذ امس الاثنين، عودة مدرسية يبدو انها ستكون هادئة في ظل ما أعلنته جامعتا التعليم الثانوي والتعليم الاساسي من التزام وزارتي التربية والشباب والرياضية ومن ورائهما الحكومة بتفعيل الاتفاقيات الممضاة معهما.
فبعد ان لوحت الجامعة العامة للتعليم الثانوي خلال الفترة الماضية بعقد هيئتها الادارية واتخاذ قرارات يمكن ان تصل الى حد مقاطعة العودة المدرسية، اعلنت ان اتفاق 9 فيفري 2019 قيد التفعيل بالتاكيد انه من خلال متابعتها لاصدار الامر الخاص بالتقاعد المبكر لاستاذة التعليم الثانوي وباتصال امين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي بوزارة الشؤون الاجتماعية ورئاسة الحكومة فقد صادق مجلس الوزراء على تنقيح الأمر الخاص بالتقاعد لادراج مهنة اساتذة التعليم الثانوي في قائمة المهن المرهقة.
كما اكدت الجامعة العامة للتعليم الثانوي انه تم امضاء الاوامر الترتيبية المتعلقة بالترقية الاستثنائية لاساتذة التعليم الثانوي دفعة 2015 وكذلك الامر الترتيبي المتعلق بمنحة التحفيز الخاصة بالمديرين والنظار وقد تمت احالة تلك الاوامر الترتيبية للنشر في الرائد الرسمي شانهما شان الأمر الخاص بمنحة مستلزمات العودة المدرسية الذي تعهدت وزارة الشباب والرياضة باصداره في اقرب وقت.
اما بالنسبة للجامعة العامة للتعليم الاساسي فقد اعلنت ان الامر المتعلق بمنحة العودة المدرسية قد صدر في الرائد الرسمي بالتوازي مع التزام وزارة التربية بتفعيل جملة من النقاط المتفق عليها سابقا وعلى رأسها الترقيات واعادة ترتيب الحاصلين على الشهادة الوطنية للاجازة او ما يعادلها بتوجيه مذكرة للمندوبيات الجهوية لتحيين ملفاتهم لاعداة ترتيبهم ضمن المسار العلمي بالاضافة الى تحديد نهاية شهر سبتمبر الجاري للاعلان عن نتائج الترقيات الخاصة بالمسار العلمي.
ازمة في الجامعات
لئن كانت كل المؤشرات تفيد بان العودة المدرسية ستكون هادئة، فان وقع الازمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واتحاد الاساتذة الباحثين الجامعيين يطغى على العودة الجامعية التي اعلنت نقابة «اجابة» عن مقاطعتها بالتوازي مع مواصلتها الاعتصام المفتوح بمقر وزارة التعليم العالي للمطالبة بالتراجع عن قرار الإيقاف عن العمل لـ5 أساتذة جامعيين وإيقاف كل التتبعات التأديبية ضدّهم باعتبار ان خلفيتها العمل النقابي وفق ما يؤكده اتحاد «اجابة».
تاكيد يقابله نفي قاطع من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بان الاجراءات كانت على خلفية العمل النقابي، حيث تؤكد الوزارة ان «ادعاءات نقابة إجابة بان الاحتجاجات سببها اتخاذ الوزارة لإجراءات تأديبية في شأن عدد من منخرطيها لمجرد ممارستهم لحقهم النقابي ادعاء لا أساس له من الصحة»، فوفق الوزارة فإن الاجراءات التاديبية التي تم اتخاذها في شأن عدد من الأساتذة في الفترة الأخيرة لا علاقة لها بالعمل النقابي بل هي إجراءات تم اتخاذها على إثر معاينة ارتكاب عدد من الأساتذة لأخطاء جسيمة موثقة بأدلة وشهادات وشكاوىوردت على الوزارة في شأنهم.
كما اعتبرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ان هذه الإجراءات لا تقتصر على منخرطي اتحاد الاساتذة الباحثين «إجابة» بل تشمل عددا من الأساتذة الذين لا علاقة لهم بـ»اجابة»، كما اكدت الوزارة أن الانتماء إلى أي نقابة لا يضع منخرطيها فوق القانون ولا يكسبهم أي حصانة إذا ارتكبوا أخطاء تستوجب إجراءات تأديبية.