الأسبوع الأول من حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة: الكل في الوسط والجنوب والشمال الغربي التونسي ...

طوال الأسبوع المنقضي من عمر الحملة الانتخابية، تحرك جل المرشحين وزاروا مدنا وولايات مختلفة للقاء بالناخبين وبعضهم

خصص نهاية الأسبوع لعقد اجتماعاته الشعبية، لكن ورغم اختلاف الاستراتجيات المعلنة واختلاف التصنيفات برزت سمة مشتركة بين جل المرشحين، وهي ترتيبهم للمدن والأولويات بما تمثله من ثقل انتخابي، ليعتمد التصنيف بهدف رفع نسق الحملة بالتدرج من الأقل ثقلا إلي الأثقل.

مر الأسبوع الأول من فترة الحملة الانتخابية للرئاسية السابقة لأوانها دون مفاجأة كبري، فالنسق حافظ طوال الأيام الاولي للحملة علي بطئه وحرص كل طرف علي عدم حرق كل أشرعته وأوراق لعبه، فالجميع يريد ان يظل في جرابه الكثير للأسبوع الثاني من الحملة الذي يعتبرونه اهم فترات الحملة.

تصنيف يتبعه المرشحون بشكل غير رسمي غير معلن، ينطلق من اعتبار ان ذروة الحملة تكمن في ايامها الأخيرة، فهي التي ستعلق في ذهن الناخبين اما ما سبق فهو زبدا سرعان ما يتلاشي، لذلك فقد خير الجميع دون استثناء على اتباع استراتيجة قوامها الترفيع التدريجي في النسق.

انتقال حافظ الجميع علي وتيرته في انتظار حلول موعد المناظرات الرئاسية التي يرى الجميع انها القاطرة او بالأحرى «المنصة» التي ستطلقه بسرعته القصوى وتمهد له الارض ليغزوها بحملته في ما تبقي من فترة.

خيار جعل من جل المترشحين دون استثناء يفضلون ان لا يهدروا طاقتهم وقواهم في الايام الخمس الاولي، فاختاروا ايسر الطرق لتحقيق ذلك وهي التنقل في الجهات الأقل ثقلا انتخابيا او التي تنخفض فيها حظوظهم.

ليتحرك الجميع الي ولايات الجنوب التونسي والوسط حيث ينخفض الثقل الانتخابي نسبيا عن باقي الجهات، والامر لم يختلف بين المترشحين الذين يتحركون وفق تصور مشترك، افضي بجلهم الى الانطلاق منذ الجمعة الفارط في عقد لقاءاتهم الشعبية بذات المنطلق أي التوجه للجهات الداخلية بالاساس وجعل خاتمة هذه المرحلة عقد لقاء جماهري في احد مراكز الثقل الانتخابي في الجنوب، سواء صفاقس او جربة او غيرها من المدن الجنوبية التي شهدت مثلثها مثل مدن اقليم الوسط او الشمال الغربي حيث توافد المرشحون وقيامهم بتظاهرات يبدو انها ستستمر الى نهاية هذا الاسبوع قبل ان تبدأ الهجرة الى الساحل وتونس الكبري.

رحلة ستنطلق وسينقلب بها توزيع النشاط في الحملة التي ستشهد انتقالها للسرعة القصوي منذ يوم الاثنين القادم، وستستمر الي يوم الجمعة الذي ينتظر ان يحل ركب عدد هام من المرشحين في مدن تونس الكبري لعقد اخر نشاطاتهم.

ولانه الاخير فان التركيز عليه سيكون مرتفعا وتخصيص كل الإمكانيات لنجاحه، بما في ذلك اختيار موقع عقد النشاط الذي يبدو انه وللاعلبية سيكون موزعا بين تونس العاصمة او احد المدن ذات الثقل الانتخابي الهام، وهنا عدد مراكز الثقل الانتخابي تعد علي اصبع اليد، فهي تونس الكبري بولايتها الاربعة، وصفاقس والوطن القبلي واخيرا سوسة-المنستير.هذه مراكز الثقل التي ستشهد اختتام الحمالات الانتخابية وهي بدورها تصنف من الاثقل الي الاشد ثقلا.

هذا التقسيم المعتمد بشكل غير رسمي من قبل فرق الحملات الانتخابية للمرشحين، لا يمكن ادانته ففي النهاية الهدف من الحملة الانتخابية تحقيق تأثير اكبر علي الناخبين، وهذا يعنى التوجه الي اهم تمركز لهم في اخر أيام الحملة لحشدهم ليوم الاقتراع، لكن هذا لا يقال بشكل مباشر بل يعوض بالحديث عن الرمزية وعن القرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115