يبدو أن الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 ستختلف كثيرا عن انتخابات 2014 سواء من ناحية المناخ السياسي الذي يتسم بشدة المنافسة بين المترشحين أو من ناحية التنظيمات اللوجستية باعتبار أن هذه الانتخابات سابقة لأوانها أو من ناحية الحملات الانتخابية وحسب الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري «الهايكا» فإن عديد المخالفات تمّ تسجيلها في القنوات التلفزية والإذاعية في فترة ما قبل الحملة الانتخابية الرئاسية أو خلال الأيام الأولى من الحملة، نفس الشيء بالنسبة لهيئة الانتخابات والتي تلقت خلال في 4 أيام فقط أكثر من 200 مخالفة.
من بين نقاط الاختلاف عن الانتخابات الرئاسية الفارطة، المناظرات التلفزية بين المترشحين على القناة الوطنية الأولى تحت عنوان «الطريق إلى قرطاج: تونس تختار»، مناظرات هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد وستنطلق أولى الحصص اليوم السبت 7 سبتمبر الجاري وتضم الأولى الفتاح مورو وعمر منصور ومحمد عبو وعبير موسي وناجي جلول ومهدي جمعة ونبيل القروي ومنصف المرزوقي وعبيد البريكي، علما وأن المناظرات ستكون بصفة شخصية أي بحضور المعنيين بالترشح، وفي حالة تخلي أحد المترشحين عن المشاركة في المناظرة بعد إبداء موافقته يبقى مكانه شاغرا في الأستوديو وتجرى المناظرة مع الحفاظ على التوقيت المخصص لكل مترشح. أما في حالة رفض أحد المترشحين المشاركة في المناظرة تجرى المناظرة ولا يخصص له مكان في الأستوديو.
الدعوات وجهت لـ26 مترشحا
وفق تصريح المنسق العام للانتخابات بالتلفزة التونسية حمادي الغيداوي لـ«المغرب» فإن كافة المترشحين والبالغ عددهم 26 معنيون بالمناظرة والحضور يكون بصفة شخصية، نافيا ما يتم تداوله حول عدم مشاركة كل من المترشحين نبيل القروي وسليم الرياحي باعتبار أن احدهما في السجن والآخر في الخارج، وشدد على أنه تمّ توجيه الدعوة إلى كافة المترشحين دون استثناء وقد تلقت مؤسسة التلفزة الوطنية أكثر من 20 ردا بالموافقة على المشاركة في المناظرة في الموعد المحدد عبر القرعة، وأضاف أن الحصة الأولى ستنطلق اليوم السبت 7 سبتمبر الجاري ولا يمكن التكهن بمن سيحضر أو لا من بين المترشحين المعنيين بالحصة الأولى.
عبير موسي تطعن وتفكر..
وأضاف الغيداوي بخصوص قرار المترشحة للرئاسية عبير موسي الطعن لدى المحكمة الإدارية، أنه «تمّ توجيه الدعوة لها وقد ردت عليها بأنها ستفكر في ذلك وبالنسبة لمؤسسة التلفزة الإجابة ليست بالتفكير من عدمه وإنما سأحضر أو لا أحضر، فهذه الإجابة هي التي سيتم الاعتماد عليها، وقد وجهنا الدعوة لـ26 مترشحا وقبل المناظرة سيعرف من حضر ومن لم يحضر من الـ9 المعنيين بأول حصة». ويشار إلى أن فريق الحملة الانتخابية المرشّحة الرئاسيّة عبير موسي أكد في بيان له بأنّ اللجنة القانونية التابعة للحزب قد تقدّمت بطعن قضائي أمام المحكمة الإداريّة ضدّ القرار المشترك المبرم بين هيئة الانتخابات وهيئة الاتصال السمعي البصري (الهايكا) والذي بموجبه تمّ إسناد امتياز حصري لثلاثة مترشحين من الائتلاف الحاكم لاختيار يوم إجراء المناظرة المبرمجة بالتلفزة الوطنية وذلك لإلغائه وإيقاف تنفيذه .وأوضح فريق الحملة في ذات البيان أن الهيئتين لم تتفاعلا مع احتراز المترشّحة عبير موسي «للتمييز والخرق الواضح للمساواة بين المترشحين»، محملا إياهما «مسؤولية تعكير المسار الانتخابي وضرب مصداقيّة العملية الانتخابية».
جدل عميق
بالنسبة للهايكا وحسب ما جاء على لسان أحد أعضائها هشام السنوسي في تصريح له لـ«المغرب» فإن الهيئة لا علاقة لها مباشرة بالمناظرة وقد قدمت بالاشتراك مع هيئة الانتخابات المبادئ العامة لهذه المناظرة فيما عدى ذلك فإن التلفزة العمومية هي المسؤولة عن ذلك، وقد واكبت الهايكا التحضيرات والاستعدادات والقرعة الخاصة بالمناظرات. وأضاف أن كل ما له علاقة بهذه المناظرات تمّ بحضور عدول تنفيذ وكل مترشح لا يرغب في المواجهة عليه ألا يحول هذه المناظرة إلى جدل عقيم.
حجم المخالفات أكبر من سنة 2014
وعن المخالفات التي تمّ تسجيلها قبل الحملة الانتخابية، شدد السنوسي على حجم المخالفات لرئاسية 2019 سيكون أكبر من حجم المخالفات لسنة 2014 ، حيث لم يصدر وقتها إلا لفت نظر وحيد لكن في انتخابات 2019 تمّ تسليط خطايا مالية، وتراوحت المخالفات المسجلة لفترة ما قبل الحملة بالقنوات التلفزية والإذاعية، بين لفت نظر وحيد وتنبيهين اثنين و4 خطايا مالية لقنوات تلفزية من أجل الإشهار السياسي وهي القناة العمومية الوطنية الأولى و3 قنوات خاصة، قرطاج + والقناتين الخاصتين الغير معترف بهما قانونيا. وعن المخالفات المسجلة خلال أيام الحملة فإنه تمّ تسجيل عدة مخالفات وينتظر تسليط الكثير من العقوبات في هذا الشأن.
214 مخالفة
الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تلقت بدورها العديد من المخالفات خلال الأيام الأولى من الحملة الانتخابية وحسب تصريح أحد أعضائها أنيس الجربوعي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء فقد تم تسجيل 214 مخالفة منذ بداية الحملة أي 2 سبتمبر الجاري إلى حدود الساعة السادسة من مساء يوم الخميس، مشيرا إلى أن دائرتي تونس 1 وصفاقس شهدتا أغلب التظاهرات للحملات الانتخابية.
توجيه المخالفات إلى النيابة العمومية
وبين أن المخالفات المسجلة تتعلق بالترويج لخطاب يحث على الكراهية والتعصب والتمييز واستغلال مؤسسات وفضاءات عمومية واستغلال المساجد للقيام بالدعاية للمترشحين، بالإضافة إلى القيام بخطب تمس من أعراض المترشحين والناخبين ومعطياتهم الشخصية وتعليق بيانات غير مؤشر عليها من المترشح المعني وإزالة وتمزيق المعلقات وتعليق البيانات خارج الأماكن المخصصة وكذلك التعليق في أماكن مخصصة للانتخابات التشريعية وتنظيم نشاط أو تظاهرة ميدانية غير مصرح بها. وأفاد في هذا الشأن أن هيئة الانتخابات تحرر محاضر المخالفات تباعا و توجهها إلى النيابة العمومية.