الخميس الاسود ومحاولة الانقلاب على الرئيس الراحل : الزبيدي يضع نفسه في الزاوية ومنافسوه يلجؤون إلى الصمت

عاد مارد «الخميس الاسود» ليخيم اول امس على المناخ السياسي والانتخابي في تونس، اذ يبدو ان المترشح عبد الكريم الزبيدي

اراد ان يطرح اشد خصومه ضراوة أرضا بكشفه عن تفاصيل محاولة «الانقلاب البرلماني» على الرئيس السابق وان يبرز كمنقذ للبلاد وللرئيس، وورط نفسه عندما كشف عن انه امر بتعبئة الجيش وتطويق المؤسسات السيادية لمنع «الانقلاب»، وهذا ما تلقفه خصومه الذين وجدوا في كلماته ما يدينه بالتفكير في الانقلاب.

لا احد انتظر ان تكون الاطلالة الاعلامية الجديدة للمترشح عبد الكريم الزبيدي بتلك الحدة او الاسترسال في سرد تفاصيل بالغة التعقيد باريحية٫ فالرجل الذي ارتبط ظهوره الاعلامي منذ اعلان نيته بصورة سلبية عن مهاراته الاتصالية والخطابية٫ اطل اول امس بشكل مختلف كليا، فالرجل كان اكثر طلاقة في التعبير وأكثر أريحية، وهذا لم يكن دون نتائج عكسية.
فالزبيدي الذي فتح ملف ما يعرف اعلاميا بـ«الخميس الاسود» أطنب في تقديم تفاصيل وحيثيات الاحداث في تلك الفترة التي تلت مرض الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ونقله الى المستشفى العسكري٫ ليوكد انه ارسل وحدات عسكرية لتطويق المستشفى بل ولتطويق مؤسسات اخرى من بينها البرلمان التونسي.

الزبيدي وهو يشرح دوره في منع الانقلاب، كان قد نفى بشكل قاطع ان يكون الرئيس السابق تعرض لتسميم غذائي كما ذكر ذلك نجله حافظ قائد السبسي واكد ان تونس عاشت على وقع محاولة الانقلاب في اخر جوان الفارط، محاولة انطلقت ببث اشاعة وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وذلك للاعلان عن شغور منصبه.
شغور قال الزبيدي انه كان مرحلة اولى لاثارة نقطة سد الشغور في منصب الرئيس، وان النقاشات -في أوساط لم يسمها- كانت تتساءل هل هو شغور وقتي او شغور دائم، وان البعض احدث لجنة لمعاينة الوضع الصحي لرئيس البرلمان الذي حل بقصر باردو وزاول مهامه مما ادى الي فشل محاولات استغلال مرض الرئيس.

محاولة قال الزبيدي انها تعنى محاولة انقلاب على الشرعية، قد تصدى لها للإعلان بالتاكيد علي ان الرئيس حي يرزق، وان نوابا اتصلوا به مع اشخاص من قصر قرطاج، وهنا كشف انه اصدر قرارا بتطويق المستشفى العسكري وامر المؤسسة العسكرية بالتأهب للانتشار في كل المنشآت العسكرية عند اصدار امر بذلك. الزبيدي اضاف انه نبه زئيس الحكومة بانه لن يسمح للبرلمان بالاجتماع، وذلك يوم الجمعة ٢٨ جوان الفارط، ان استمر في محاولة استغلال الوضع الصحي للرئيس.

تحدث عن محاصرة البرلمان ومنع انعقاد جلسته يومي الخميس والجمعة ٢٧ و٢٨ جوان الفارط، وتحدث باطناب وهو يكشف اسباب قيامه بتعبئة الجيش وتحذيره لرئيس الحكومة من انه لن يسمح بان يقع الانقلاب على رئيس الجمهورية اثناء مرضه واقامته بالمستشفى العسكري، وكيف رد رئيس الحكومة بانه لا يتمنى ان تصل الامور الي هذا الحد ولكنه «يوافق» الزبيدي في توجهه لمحاصرة البرلمان.

الاتقلاب الذي كانت مصدر المعطيات عنه وفق الزبيدي «اشاعات» واتصالات هاتفية من قصر قرطاج ومن نواب بالبرلمان، تلقفه بعض المرشحين للرئاسية ممن لهم الاغلبية في البرلمان، بالكثير من الغرابة وفق ما اشار اليه محسن مرزوق الذي اكد انه يستغرب مما صدر عن الرجل وانه لا يعقل ان يعتبر البرلمان صاحب السلطة «انقلابي» عندما قرر ممارسة صلاحية دستورية، هذه الصلاحية التي تحدث عنها مرزوق تتضمن وفق قوله حق الانعقاد واتباع الآليات القانونية التي تمكنه من الدعوة لتغيير الماسكين بمقاليد الحكم ولكن الانقلابات يكون باستعمال القوة للاستيلاء على الحكم.

هنا يقف مزروق عن التعليق مع الاشارة الى انه سيحاول الاتصال بالمترشح عبد الكريم الزبيدي لمعرفة سبب هذا التصريح الذي صنفه في خانة «خيانة التعبير».

رفض الذهاب بعيدا في التعليق على تصريحات وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي من قبل بعض المترشحين لا يقتصر علي يوسف الشاهد الذي لم يصدر عنه او عن فريق حملته اي تعقيب علي ما صدر والامر ذاته بالنسبة للمترشح عبد الفتاح مورو الذي رفض فريقه الانتخابي التعليق او التعقيب على ماصدر من تصريحات.
رفض التعليق علي ما صدر عن الزبيدي وعدم الوقوف عليه لا يبدو انه خيار دائم للمترشحين وانهم سيكشفون عن مواقفهم في الابان، قبل انعقاد خلية الازمة في فريق الحملة الانتخابية للزبيدي لمعالجة الازمة التي ولدها تصريحه وامتصاص التداعيات السلبية على حظوظ الرجل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115