النسق تصاعديا ليبلغ ذروته في الأسبوع الثاني من الحملة. لكن هذا النسق المنخفض لم يحل دون ان يكشف بعضهم عن خطوط العريضة لحملته.
اختلفت المدن التي أعلن منها المرشحون للاستحقاق الرئاسي المبكر عن انطلاق حملاتهم الانتخابية، فمن بنزرت مرورا بتونس العاصمة وصولا إلى تطاوين انتقل عدد من المنافسين على بطاقة العبور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية إليها في محاولة لاستمالة ناخبين محتملين قد يرون الخطاب المقدم إليهم كافيا لمنح صاحبه ثقتهم.
تنقلات المرشحين اختلفت وجهتها واختلف أيضا شكل التظاهرة المنظمة، بين التجول في الشوارع الرئيسية واللقاء المباشر بالناخبين، وتنظيم اجتماعات للإعلان عن انطلاق الحملة وتوزيع للمطويات ونشر للملصقات الدعائية.
حملة انطلقت منذ ساعات الصباح الباكر وجلّ فرق المترشحين تنقلت لتوزيع المطويات ولصقت معلقات المترشحين في الأماكن التي خصصتها لهم هيئة الانتخابات، ولكن أهم لحظاتها كانت منذ الـ 9 صباحا أمس، بفعاليات مباشرة جمعت المترشح بناخبيه.
فالمرشح للرئاسية حمة الهمامي اختار ان يفتتح حملته الانتخابية من مدينة تالة لرمزيتها في المسار الثوري والذي تعهد باستكماله لمطالبه لاجتماعية و الثقافية خاصة في المناطق المهمشة و على رأسها مدينة تالة. مؤكدا ان اهم نقاط برنامجه الانتخابي هو استرجاع السيادة الوطنية بحكم أن قرار البلاد أصبح بيد المؤسسات الاستعمارية.
من جانبه اختار رفيقه السابق في الجبهة، المنجي الرحوي ان يفتتح حملته الانتخابية من مدينة بنزرت، وأسوة برفيقه اختار الرحوي ان تكون اللقاءات المباشرة بالمواطنين هي نشاطه الافتتاحي، فقد اختار ان يعلم ناخبيه مباشرة ببرنامجه الذي يستند الى مقولات تتعلق بالسيادة الوطنية ومطالبته بان تعتذر فرنسا عن الحقبة الاستعمارية.
المرشح الثالث الذي اختار ان يعلن عن انطلاق حملته الانتخابية بنشاط مباشر كان عبيد البريكي الذي اطلق حملته من مقبرة الجلاز وتحديدا من روضة الشهداء، ليتعهد لثلة من انصاره ومن الحاضرين بان برنامجه الانتخابي يتضمن كشف حقيقة الاغتيالات السياسية كما تحدث عن رؤيته الاقتصادية والاجتماعية.
اختيار مرشحي اليسار التوجه لمناطق مختلفة لإعلان اطلاق حملتهم قابله توجه عدد من مرشحي الوسط الي ذات الخيار، فان اختار يوسف الشاهد ان يطلق حملته من قبل العاصمة بتنظيم لقاء شعبي تحدث فيه الرجل عن برنامجه الاقتصادي وتصوره للسنوات الخمس القادمة، دون ان يغفل عن التذكير بانه المرشح الذي اعد برنامجا واقعيا بحكم تجربته في الحكم خلال السنوات الثلاثة الفارطة.
تجربة في الحكم استند إليها مرشحون آخرون، منهم سعيد العايدي الذي اختار ان تنطلق حملته من ولاية تطاوين، حيث تجول في شوارعها وقابل سكانها، الذين أعلمهم ببرنامجه الانتخابي الذي تضمن عدة نقاط ذات بعد اقتصادي بالأساس،جولة قام بها العايدي مصحوبا بفريق حملته الجهوي وعدد من أفراد فريقه المركزي.
اختيار الجنوب لإطلاق الحملة قام به أيضا المنصف المرزوقي الذي حل ركبه بمدينة صفاقس التي التقي فيها بأنصاره والناخبين ليطلعهم على برنامجه الانتخابي، برنامج تضمن ماهو مركزي شامل كما تضمن نقاطا خاصة بالجهات، فقد اعلن لمستمعيه ان صفاقس جهة ظلمت في 60 سنة الفارطة وان صعوده الرئاسة سيجعله هذه المظلمة.
من الجنوب الذي اختاره مترشحون ان يكون منصة إطلاق حملاتهم إلي تونس الكبرى التي انطلق منها عدد من المترشحين على قيس سعيد من منوبة، حيث أعلن لأنصاره وناخبيه ان برنامجه يتضمن تصورا جديدا يقوم على تأسيس حديث للسلطة السياسية والإدارية ينطلق من المحلي نحو المركز من خلال تنقيح عدد من القوانين.
تنقيحات تعهد بها أيضا عمر منصور أيضا لدى إطلاقه لحملته من العاصمة، ومثله البقية ممن اختاروا ان يفتتحوا يوم امس حملاتهم بنشاط جمهري، لكن هناك من اختار ان يتبع خيارات اخرى على غرار مورو الذي التقي بقادة الاتحاد العام التونسي للشغل.