منقسما حولها وغالبا ما ينتهى الانقسام بصراع حول من يمثل النداء، واليوم الامر لا يختلف الامر عن السابق، اذ انقسمت الحركة مرة اخرى وفي هذه المرة حول اي مرشح تدعم، عبد الكريم الزبيدي ام يوسف الشاهد ؟
يوم امس شهدت حركة نداء تونس تطورات دراماتيكية، صراع حزبي انتقل الى العلن عبر وسائل الاعلام، وهذا الصراع كسابقيه حصل بين فريقين اولهما يتزعمه حافظ قائد السبسي والثاني معارضون له، لكن الخلاف هذه المرة يتعلق بهوية المترشح للرئاسية الذي ستدعمه حركة النداء وتصطف خلفه، عبد الكريم الزبيدي كما سبق أن أعلنت الحركة في بياناتها منذ فترة الترشحات ام الشاهد كما اعلن امس كل رضوان عيارة وعادل الجربوعي.
تضارب كشفت عنه امس لاول مرة تصريحات اذاعية ادخلت الارباك علي الحركة وجزء من قيادات الصف الاول فيها، لتسارع بالتحرك قبل انقضاء دقائق على تصريح رضوان عيارة الذي شدد فيه على ان هياكل النداء وقواعده مع الشاهد وليست مع الزبيدي، متهما حافظ قائد السبسي ومجموعة انصاره بالانفراد بقرار دعم الزبيدي على عكس ارادة قواعد الحركة. اذ شدد رضوان عيارة رئيس المكتب السياسي لنداء تونس والوزير بحكومة الشاهد على ان قرار نداء تونس ترشيح عبد الكريم الزبيدي للرئاسية لم يكن قرار اغلبية قواعد الحزب التي تدعم ترشيح الشاهد.
تهمة لم تنتظر قيادات الحزب كثيرا لترد عليها بطريقتها الخاصة وهي اعلان قرار تجميد عضوية رضوان عيارة، وهو قرار اعلن عنه في بلاغ صحفي تضمن اشارة الى ان كل من رئيس اللجنة المركزية والأمين العام والمدير التنفيذي ورئيس المجلس الوطني والناطق الرسمي ورئيس اللجنة القانونية وممثل رؤساء القائمات التشريعية بنداء تونس تشاوروا واتخذوا قرار تجميد عضوية عيارة من كافة هياكل الحركة ونزع كل صفة عنه للتحدث بإسمها أو تمثيلها.
خطوة بحث اصحابها عن انهاء اي تمرد قبل انطلاقه، اي ان يقع القطع نهائيا مع انتشار فكرة دعم الشاهد في الحركة، وابرازها على انها خيار فردي صادر عن قيادي «تمرد» على قرارات حزبه وكان عليه ان يدفع ثمن هذا التمرد بتجميده وعزله عن الحركة. لضمان وحدة الصف صلبها والاصطفاف خلف مرشحها للرئاسية عبد الكريم الزبيدي.
لكن هذا القرار كان له تاثير عكسي اذ سرعان ما اطل عادل الجربوعي، زميل رضوان عيارة في الحكومة وفي الحزب، ليعلن ان ما اعلنه رضوان عيارة هو ما تتناقله كواليس نداء تونس وخاصة قواعده وهياكله المركزية التي شدد على انها تصطف خلف الشاهد ولا خلف الزبيدي رغم تقديرها للاخير واحترامها له.
حرب التصريحات التي اندلعت بين قيادات نداء تونس تكشف ان الحركة منفسمة حول مرشحين، عبد الكريم الزبيدي، الذي انطلقت معه الحركة واليوم يوسف الشاهد الذي لا يعلم ان كان له داعمون في النداء بالحجم الذي يشير اليه عيارة والجربوعي. لكن في كل الحالات طرح اسمه قبل ايام معدوداة من انطلاق الحملة الانتخابية سيكون كبقعه الزيت التي تتمد في اروقة الحزب وتنتشر على حساب خصمه الزبيدي.
صراع جديد في ظاهره شان حزبي يخص نداء تونس ولكنه اشمل من ذلك اذ هو جزء من صورة اعم تتعلق بالصراع بين المترشحين عبد الكريم الزبيدي ويوسف الشاهد، حول من يحضى بدعم العائلة الوسطية التقدمية والمحطين بها، وهذا الصراع شهد وسيشهد وفق ما تشير اليه الوقائع انتقالا من هذا الجانب الى الاخر، اي انتقال من دعم احدهما الى الاصطفاف خلف الاخر وهي خطوة يراد لها ان تعزز حظوظ كل منهما وتقديمه على انه القادر على تجميع الوسط.