حول «استغلال أطفال في التعبئة لغايات ولائية والمسّ من مؤسسات الدولة»: النيابة العمومية تفتح تحقيقا و«قلب تونس» ينفي علاقته بـ«الفيديو»

أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق في استغلال عدد من الأطفال مكشوفي الوجوه في التعبئة لغايات ولائية

لطرف سياسي وفي المسّ الصريح من هيبة السلطة القضائية بطريقة متعمدة.
استنكرت مندوبية حماية الطفولة، مسألة استغلال الأطفال من قبل بعض الأطراف السياسية. وقد قامت، أمس الخميس الموافق لـ29 أوت الجاري بتقديم مكتوب الى وكيل الجمهورية من أجل تتبع كل من كان سببا في استغلال أطفال في التعبئة لغايات ولائية لأحد الأطراف السياسية.

«ضرورة احترام حرمة الاطفال»
ووفق ما أكده مندوب حماية الطفولة مهيار حمادي في تصريح لـ«المغرب»، فان المندوبية ستتعهد برعاية بعض الأطفال الذين تم استغلالهم، خاصة وانه قد تبيّن أن بعض العائلات كانت مشجعة نسبيا لمثل هذه الأعمال، والتي عادة ما تكون الغاية منها زرع التعصب والكراهية والتمييز.
وأوضح حمّادي أن الأطفال المعنيين بالأمر قد تمّ استغلالهم كذلك في المسّ من السلطة القضائية ومؤسسات الدولة. وقد عاينت مندوبية حماية الطفولة، رفع الأطفال الذين تمّ استغلالهم، لشعارات ضدّ كل ما يمكن أن يبعث في الطفل من أواصر التآخي والتسامح وعدم رفض الأخر...
من جهة أخرى أكّد مهيار حمادي أن مندوبية حماية الطفولة قد قامت بإعلام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالأمر وطلبت منها تحسيس كافة المتدخلين في هذا المجال من منظمات وأحزاب بضرورة احترام حرمة الأطفال وعدم الزج بهم في مثل هذه الصراعات.
وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن قد اعلنت في بيان لها أنها قامت ،بالتنسيق مع مندوب حماية الطفولة المختص ترابيا، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بخصوص مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يصور استغلال عدد من الأطفال مكشوفي الوجوه في التعبئة لغايات ولائية لطرف سياسي وفي المسّ الصريح من هيبة السلطة القضائية بطريقة متعمدة، وذلك عبر تعهد النيابة العمومية بالملف، إلى جانب التعهد بأطفال ظهروا في المقطع وتوجيه تنبيه الى عائلاتهم من أجل مزيد الإحاطة بهم. ودعت جميع الأولياء الى عدم الزج بالأطفال في المنافسات السياسة وعدم إقحامهم في الحملات الإنتخابية حماية لهم من كل ما من شأنه ان يهدد سلامتهم البدنية والمعنوية وإعلاء لمبدإ مصلحة الطفل الفضلى.

«جريمة بشعة في حق الطفولة»
في ذات السياق، أكدت سيدة مبارك رئيسة جمعية «حقي» للدفاع عن لطفل والاسرة ومختصة في الطفولة ان مسألة إقحام الأطفال في الحملات الانتخابية والحسابات السياسية الضيقة وتوظيفهم بمثل هذه الشعارات وإظهار وجوههم في فيديو وتلقينهم رسائل لا دخل لهم فيها، من أجل غايات سياسية يعد جريمة بشعة في حق الطفولة.
وشددت المباركي على ان الفيديو الذي تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي لا يشكل جريمة بشعة في حق الأطفال فحسب إذ يحتوي على تلقين لأفكار تعصب على معنى الفصل 19 والفصل 20 من مجلة حماية الطفل، بل انه جريمة كبرى في حق الوطن، وذلك من خلال تدريب الأطفال على العصيان وعلى عدم احترام أجهزة الدولة بمختلف مكوناتها.
وتساءلت المباركي حول مستقبل البلاد بمثل هكذا اطفال نشأوا على التعصب والفوضى وعدم احترام القضاء، والتعليم، والأمن والحكومة والدولة بأكملها؟
وأكدت في تصريح لـ«المغرب» أن «الطفولة خط أحمر، ويجب أن يعي العاملون والقائمون على الحملات الانتخابية أن الطفولة ليست للتوظيف».
وأوضحت محدّثتنا بان جمعية «حقي» للدفاع عن الطفل والأسرة ستقوم بتقديم شكوى الى النيابة العمومية في الغرض. ودعت كل العاملين والناشطين في مجال حقوق الطفل الى التكاتف للتصدي لمثل هذه الانتهاكات، ورفع صوت واحد « لا لتوظيف الأطفال في حملاتكم الانتخابية وحساباتكم السياسية الضيقة، لأن الطفولة خط أحمر».

«قلب تونس» يوضح
من جهته فقد أصدر حزب «قلب تونس» بيانا نفى فيه علاقته بالفيديو المذكور. واكد رفضه المبدئيّ والقطعيّ للزجّ بالأطفال في المعارك السياسيّة والمنافسات الانتخابيّة أيّا كان المبرّر.
كما عبر عن «تمسّكه بالدّفاع عن مرشحه نبيل القروي ضدّ المظلمة التي سلّطت عليه والاستعداد لإطلاق حملته الإنتخابيّة في كنف المسؤوليّة واعتمادا على التشاريع والقوانين العامّة والخاصّة» وفق ما ورد في نص البيان.
كما دعا «قلب تونس» النيابة العموميّة ومندوب حماية الطّفولة الى التحرّك بسرعة لكشف المسؤول عن الفيديو المذكور واتخاذ الإجراءات اللازمة والرّادعة في حقه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115