وأملها في أن يكون الفوز منذ الدور الأول، حسب تأكيد قيادييها هنا وهناك، لتنطلق في إشادتها بخصال عصفورها النادر، وخير دليل على ذلك الكلمات التي نشرتها الصفحة الرسمية للحركة والتي جاءت على لسان رئيسها راشد الغنوشي بقوله « نحن أهدينا إلى الشعب التّونسي أفضل ما عندنا .. بل أحسن ما في البلاد،وهو أفضل من العصفور النّادر إن شاء الله، وهو الأمل لتونس في غد أفضل.
تحرص حركة النهضة من أجل الوصول إلى طموحها إلى تقديم مرشحها عبد الفتاح مورو في أحسن صورة والإيهام بأنه لم يعد مرشح النهضة وبالتحديد الغنوشي بل مرشح سياسي يشمل الإسلاميين والإصلاحيين ومن أجل ذلك اختارت القيادي بالحركة سمير ديلو مديرا للحملة الانتخابية الرئاسية لمورو، بالرغم من أن ديلو كان قد زكى المرشح للرئاسية والقيادي السابق بالحركة حاتم بولبيار.
توظيف صورة المرشح المدني
اتخذت حركة النهضة قرار تعيين سمير ديلو مديرا للحملة الانتخابية لمورو لدوافع يبدو أنها تتعلق بالتسويق والتأكيد على مدنية مرشحها وأن له مسافة عن الشيخ، فديلو طالما رسم لنفسه صورة الرجل القوي من الشق المدني في الحركة وهو ما نلاحظه في مواقفه التي يمكن وصفها بالمنفتحة على غرار مواقفه من الحريات وكذلك المساواة، ومن خلال هذا الاختيار تحرص النهضة على أن توظف صورة المدني التي يتميز بها ديلو لصالح عبد الفتاح مورو. فالحركة ما فتئت تدعو كل مناضليها وأنصارها إلى دعم ترشح مورو والالتفاف حوله، فهي تعتبره حسب ما جاء في بيان مكتبها التنفيذي الأسبوع الفارط قرارا صادرا عن المؤسسات الرسمية للحركة.
مورو والمرور إلى الدور الثاني
بالنسبة للنهضة فإن مورو يتميز بخصال تستجيب لمتطلبات رجل الدولة الأول، حتى أن الغنوشي شدد في تصريحات إعلامية له على أنه لمورو حظوظا وافرة في المرور إلى الدور الثاني، كلمات سبق وأن سمعناها على لسان عبد الكريم الهاروني أمام أنصار الحركة في مدنين. فالنهضة التي انطلقت منذ أيام في حملاتها الانتخابية للتشريعية والرئاسية على حدّ السواء بات هاجسها الوحيد هو الفوز والعودة إلى الصفوف الأولى، لاسيما المراهنة على مرور مرشحها إلى الدور الثاني، وقد وضعت لبلوغ هدفها خطة اتصالية للحملة الانتخابية لتعزيز حظوظ مرشحها وتقديمه على انه القادر على تجميع أصوات الناخبين وقد انطلقت بتعيين سمير ديلو مديرا لحملته في انتظار الإعلان عن بقية الفريق وذلك لتسويق صورة المرشح المدني.
استقالة للتفرغ للحملات الانتخابية
الانتخابات التشريعية تراهن عليها الحركة لكسب أكثر مقاعد في البرلمان، وقد أعلنت بعض القيادات خاصة نوفل الجمالي الذي يرأس قائمة سيدي بوزيد وعماد الخميري عن استقالتهما للتفرغ للحملة الانتخابية التشريعية، وقد جاء في بيان الحركة أمس لمكتبها التنفيذي أنه تفاعلا مع متطلبات الانتخابات التشريعية القادمة، وعلى إثر تقدم عماد الخميري ونوفل الجمالي بطلبي استعفاء من رئاسة كل من مكتب الإعلام والاتصال ومكتب الحكم المحلي بغرض التفرغ لإدارة حملاتهما الانتخابية باعتبارهما يترأسان تباعا قائمتي منوبة وسيدي بوزيد، قرر رئيس الحركة راشد الغنوشي قبول طلبيهما وتعيين الهادي التريكي رئيس لمكتب الحكم المحلي ومحمد خليل البرعومي نائب لرئيس مكتب الإعلام والاتصال مع مواصلة عماد الخميري تحمل مسؤولية الناطق الرسمي باسم الحركة.
إجراءات تأديبية للمخالفين
هذا واعتبر نائب رئيس الحركة علي العريض في تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن كل منتم للحركة أودع ترشحه للانتخابات التشريعية القادمة ضمن قائمة مستقلة يعد مخالفا لسياسة الحركة وسيعرض نفسه للإجراءات التأديبية المنصوص عليها في النظام الداخلي للحركة وهي تجميد انتمائه لها ، ليشدد على أن مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها هو عبد الفتاح مورو، وان للنهضة قائمة وحيدة عن كل دائرة انتخابية وأن أي مترشح من حركة النهضة يرأس قائمة انتخابية للتشريعية المقبلة أو ضمن تركيبتها فإنما هو ينافس الحركة مثلما ينافسها أي حزب آخر كما انه يشتت الأصوات الموجهة للحركة، مؤكدا أن أي حزب يتقدم بقائمتين انتخابيتين في الدائرة الواحدة يبحث عن الخسارة بالأساس مستشهدا بتجربة النهضة في الانتخابات التشريعية 2014 والتي أضاعت فيها الحركة حسب تصريحه ما لا يقل عن ثلاث نواب بسبب بعض القائمات المستقلة التي شتتت أصوات الناخبين.