مرفوقا بعدد من أنصاره المنتسبين لعدة احزاب لكنهم ليسوا قيادات صف اول بها، مما يوحي بان الرجل وضع تصور اولي لكيفية خوضه لغمار المنافسة ومع من سينافس بالأساس.
قدم وزير الدفاع المستقيل امس من مهامه أوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة المبكرة المقرر إجراؤها في 15 سبتمبر المقبل، ليكون بذلك المترشح رقم 35 على قائمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. التي تتضمن معطيات عن المرشحين والوثائق التي تم إيداعها.
الزبيدي الذي قدم أمس ترشحه محاطا بنواب من المجلس، من بين النواب الـ17 الذين منحوه تزكيتهم، استوفى كافة الوثائق المطلوبة للترشح، لم يغادر مقر الهيئة الا وقد اعلن انه سيستقيل من منصبه على ان يستمر في مهامه الى غاية تعيين وزير جديد.
ترشيح انهى تساؤلا استمر منذ ايام حول القرار الذي سيتخذه الرجل وقد اعلنت احزاب، من بينها افاق تونس ونداء تونس، عن ترشيحها له ودعمها المطلق له في الرئاسية السابقة لاوانها ، ولكن الاهم ان الرجل انهى جدلا بشان الصفة التي سيتقدم بها للرئاسية.
فالزبيدي نص في مطلب ترشحه على انه مرشح مستقل وبهذا اعلن الرجل عن الخط العام لحملته الانتخابية القادمة، فهو ووفق ما سبق واشار اليه قادة احزاب تناقشوا معه بشان فكرة الترشح، سيكون فوق الاحزاب، اي انه اختار ان يكون على مسافة منهم ولا يترشح باسم اي منهم.
مسافة تمنح للرجل القدرة على تسويق نفسه لدى اكثر من اوساط انتخابية، فهو وان ضمن من تبقى من ناخبي نداء تونس في 2014، اضافة لناخبي حزب افاق تونس، هما الحزبان اللذان اعلنا صراحة دعمهما له، في انتظار حسم حركة مشروع تونس قرارها اليوم، سيجد له قدرة على ان يسوق لنفسه لدى ناخبي اكثر من طرف سياسي.
فالزبيدي الذي اختار ان يلعب على صورة رجل الدولة المستقل فوق الاحزاب، يدرك ان الناخب التونسي له نزعة عقابية للنحبة السياسية قد تضر به ان تقدم باسم اي حزب، كما ان اختياره لحمل راية حزب قد يجعله مصنفا لدى جزء هام من الناخبيين لم يحددوا بعد لمن قد يمنحون اصواتهم ولكنهم حددوا لمن لا يمنحونها.
تقدم الزبيدي بصفته مستقلا مدعوما من احزاب سيمنحه قدرة هامة على المناورة والتحرك بأريحية في الساحة لتسويق نفسه في الصورة التي طبعت لدى جزء من الناخبين، وهي أنه رجل دولة ينتمى للمدرسة القديمة، البورقيبية.
صورة تجعله قادرا على ان ينافس كافة المترشحين الجدين على خزانهم الانتخابي دون استثناء، وان كان بالاساس سينافس على الخزان الانتخابي للعائلة الوسطية التقدمية، التي ينتسب اليها نداء تونس التاريخي.
عائلة سيجد الزبيدي نفسه ينافس «اخوة» له ضمنها، على غرار سعيد العايدي ومهدي جمعة في انتظار موقف يوسف الشاهد رئيس الحكومة وسلمى اللومي رئيسة حزب امل تونس. اي ان الزبيدي سينافس على اكثر من صعيد.
الاول هو اصوات القاعدة الانتخابية لاحزاب الوسط وللبورقبيين، والثانية المترددين او من يريدون معاقبة الاحزاب والثالثة لبقية منافسيه الذين اكلوا من خزان النداء خلال السنتين الفارطتين.
اي ان الزبيدي وفي الدور الاول سينافس كل المترشحين وقد يغرى جزءا من ناخبيهم، باستثناء ناخبي الاسلام السياسي واليسار، الذين قد يلتحقون به في الدور الثاني ان مر وكان احد المتنافسين.لكن للوصول الى هذه المرحلة على الزبيدي ان يضبط خطته واستراتيجية حملته.
وهنا وان تحدد الخط العام للحملة وهي رجل دول فوق الاحزاب فان بقية التفاصيل لم تحدد بعد، ومنها من هم حلفاؤه المفترضون ومن خصومه، هل سيتقارب مع النهضة ام لا؟، عدة نقاط سيكون على الرجل الذي يريد ان يسوق لنفسه على انه فوق صراعات الاحزاب وفوق الممارسات السياسية القائمة على الصدام والحرب، ان يحسم فيها.
هذا بالاضافة الى تحديد مفردات خطابه وهل سيبحث عن استمالة ناخبي المرشحين الاخرين، وبالاساس ناخبي عائلته السياسية التي تمتد من الحزب الدستوري الحر الى تحيا تونس، بعضها يصطف خلفه وبعضها يعارضه.