والقول بهذا لم يصدر عن الرجل وانما عن احزاب سياسية باتت ترى فيه خيارا ممكنا في ظل المعطيات الجديدة.
يبدو ان حزب افاق تونس سيراقب المشهد من بعيد ولسان حاله يقول لقد كنت اول الواصلين، خاصة وهو يلاحظ تعالي الاصوات المعلنة عن دعمها لوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي وحثه على الترشح للرئاسية.
فآفاق تونس الذي اعلن على لسان رئيسه ياسين ابراهيم منذ اسبوع انه يرشح ويدعم الزبيدي في الرئاسية السابقة لاوانها، شرح اسباب هذا الخيار بأن الزبيدي يستجيب لعدة مواصفات من بينها انه قادر على التجميع وتكوين اغلبية رئاسية إذا فاز في الانتخابات.
اسباب يبدو ان حركة نداء تونس تتقاسمها مع افاق اذ اعلن اكثر من قيادي بالحركة ان القرار الداخلي- في انتظار الاعلان الرسمي عنه- هو دعم عبد الكريم الزبيدي للرئاسية السابقة لاوانها، بل واعتباره مرشحا ندائيا.
تصريحات اطلقها قادة نداء تونس واعربوا فيها عن توجههم لدعم الزبيدي وعن التفافهم حوله وعن دعوتهم لاحزاب اخرى الى القيام بنفس العمل، لكن رغم هذا لا يعتبر الامر رسميا بعد، والسبب انتظار المشاورات مع الرجل لحسم الخيار.
مشاورات مع الرجل تنتظرها حركة مشروع تونس التي اكد مصدر مطلع منها ان الحركة ستحسم امرها يوم الخميس القادم بشان مرشحها للرئاسية، ولكن هذا لا يعنى انها لم تحدد خياراتها بعد. اذ وفق ذات المصدر فان مشروع تونس وفي انتظار لقاء يجمعه اليوم بالزبيدي سيحدد اي خيار يتخذه، الاصطفاف خلف الرجل ودعمه كمرشح يمثل جزءا من النداء التاريخي او الذهاب الى ترشيح رئيسه محسن مرزوق.
خيارات شدد المصدر على انها مدروسة وكل منها مرتبط بما ستؤول اليه المشاورات سواء الثنائية مع الزبيدي او مع بقية الإطراف في وقت لاحق، اذ ان المشروع والنداء وافاق تونس، الثلاثي الذي اعلن بأشكال عدة عن دعمه لترشيح عبد الكريم الزبيدي للانتخابات الرئاسية إذا اعلن الأخير عن نيته الترشح.
لكن هذا الثلاثي ليس بمفرده الذي يدعو إلى دعم الزبيدي او ترشيحه، بل هناك عدة مجموعات واطراف سياسية تدرس هذا الخيار ولم تحسم امرها بعد، فتحيا تونس أجلت حسم امرها إلى يوم الخميس القادم، ومازالت بدورها تشهد نقاشا داخليا حول المرشح الذي ستدعمه، رئيسها يوسف الشاهد ام الزبيدي. الامر ذاته مع احزاب ومجموعات اخرى لم تقرر بعد اي خيارات ستتخذ، والسبب انها تنتظر وضوح الرؤية ومعرفة من يدعم الزبيدي وحقيقة حظوظه في الفوز لتقرر دعمه من عدمه.
ما سيحدد اليوم هوية الاحزاب التي ستعلن دعمها للزبيدي ان ترشح للرئاسية هو تقييمها لحظوظ فوزه، وقدرته على ان يكون مرشح العائلة الندائية التي يبدو ان بعضها ينتظر موقف حركة النهضة النهائي بشان اي خيار تتبعه في الرئاسية القادمة.