العائلة الوسطية والانتخابات الرئاسية: مرشح وحيد أم شتات العادة ؟

مازالت خطى قادة ومرشحي العائلة الوسطية متثاقلة في ما يتعلق بايداع مطالب ترشحهم لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لخوض غمار

الاستحقاق الرئاسي، فالي غاية امس لم يتقدم اي من ممثلي هذه العائلة خاصة المحسوبة على نداء تونس التاريخي او ما يعرف بالعائلة الوسطية التقدمية، باي ترشح ويبدو ان السبب في هذا هو فسح المجال امام مشاورات غير رسمية لايجاد مرشح وحيد يمثلها من بين عديدة اعربوا عن نيتهم في الترشح.

الحسم في بداية الاسبوع القادم وتحديدا يوم الاثنين، هذه العبارات ترددت كثيرا على ألسنة قادة احزاب تصنف على انها وسطية تقدمية، ولدقة ما بات يعرف بالنداء التاريخي والاحزاب المحيطة به. عبارات تصدر لتكشف ان بعض الاحزاب خاصة التي أعلنت انها سترشح زعيمها للرئاسية، تكشف التي القسم المبطن منها، ان هناك حالة من الانتظار لشيء محدد لا يرغب احد في كشفه بعد.

هذا الشيء الذي ينتظره البعض ومن اجله اجل الاعلان عن موعد ترشحه او حسم خياره بالترشح من عدمه، تكشفه مصادر من هذه الاحزاب، وهو وجود مشاورات ثنائية تجمع بينها لايجاد توافق يشمل الجميع لتقديم مرشح للانتخابات السابقة لاوانها، والاتفاق على ماهية المرحلة القادمة.

مرشح وحيد من بين اكثر من 6 مرشحين محتملين عن العائلة الوسطية التي تشمل كل الأحزاب المنشقة عن نداء تونس إضافة الى الاحزاب التي تتقاسم معه خزانه الانتخابي وفي هذه الحالة هما حزبان بالأساس البديل التونسي وآفاق تونس.

هذه الاحزاب كل منها اعرب عن خياره او توجهاته في تقديم مرشحه للرئاسية، فان كان النداء وافاق تونس قد اعربا عن توجههما الى دعم مرشح من خارجهما فان البقية أعلنوا عن تقديم مرشيحن حزبين، فتحيا تونس التي عقدت أمس لقاء لمكتبها السياسي اعلنت انها سترشح رئيسها يوسف الشاهد في انتظار صدور قرار هذا الاخير.

كذلك البديل التونسي يعتزم ترشيح رئيسه المهدي جمعة، وغير بعيد عنهم بني وطني الذي سيترشح باسمه رئيسه سعيد العايدي، هذا دون اغفال توجه حزب امل تونس الى ترشيح سلمي اللومي للرئاسية دون إغفال ان حركة مشروع تونس التي تتجه لترشيح من داخلها، واخر الملتحقين بزمرة المزكين للترشح وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي.
مرشحون 6 يتنافسون نظريا على ذات القاعدة الانتخابية التي صوتت في 2014 لنداء تونس، وهذا سيعقد حساباتهم جميعا ويضعف حظوظهم ايضا، اذ انهم سينافسون بعضهم البعض على رصيد الاصوات، اي انهم سيقومون «باكل» انفسهم لصالح منافسيهم من العائلات السياسية الأخرى.

عائلات سياسية تتضمن الزبونية والشعبوية واصحاب الخطاب الرديكالي من المنظومة برمتها، هؤلاء قد يفتح لهم تنافس العائلة الوسطية في ما بينها الطريق للدور الثاني، وهذه الحقيقة يدركها كل من ينتمي لهذه العائلة السياسية ويقر بها.

اقرار فتح الباب لمحاولات وساطة وفتح قنوات حوار غير رسمية اقر بها اكثر من طرف بهدف الوصول الي توافق بينهم على التنازل لمرشح وحيد، وهنا يبرز الاشكال وهو تحديد هوية هذا المرشح الذي قد يوحد خلفه النداء التاريخي والاحزاب القريبة منه.

مرشح لا احد حدد هويته بعد، فالكل وهنا المصادر من مختلف الاحزاب المعنية، يقر بان هناك اراء صلبها ترى بضرورة ان يقع دعم المرشح الاوفر حظ، ولكن هذا لا يحل الاشكال فالخلاف بينهم اليوم على من يحدد من هو الاوفر حظ.

اشكاليات جمة تشق العائلة السياسية التي ينتسب اليها النداء التاريخي، ولكن هذه الخلافات لا تحجب تسارع وتيرة النقاشات صلبها بشان توافق يشملها جميعا لضمان نجاح مرشحها في الانتخابات الرئاسية، كخطوة اولى لضمان تحقيق نتائج ايجابية في التشريعية بعد اقل من ثلاثة اسابيع عن صدور نتائج الدور الاول للرئاسية.

مشاورات اقرت بوجودها مصادر من النداء وتحيا تونس وغيرها من الاحزاب، ولكن الاقرار تزامن مع التشديد على ان المشاورات ليست رسمية، بل عبر قنوات اتصال وعبر المحيطين بالمرشحين المفترضين.

نقاشات لم تبلغ بعد ذروتها، رغم تشديد عدة مصادر على ان الجميع يتقاسم ذات الهواجس لكن الحل لم يبرز، والقصد هنا لم يحسم بعد من ينتازل لصالح من. وهنا يبرز اسمان بالاساس عبد الكريم الزبيدي ويوسف الشاهد ومن بعدهما بقية الاسماء.

اذ يقول مصدر مطلع ان النقاشات استهلت بين مقربين من الرجلين، بهدف ايجاد صيغة لتقديم مرشح وحيد يمثل العائلة، كخطوة للضغط على بقية الاحزاب لتلتحق بهم، وذات المصدر يشير الى ان النقاشات لم تصل الى نتائج طيبة في ظل هواجس لدى الرجلين.

هواجس يبدو انها ستكون المحدد في تحديد مصير عائلة نداء تونس التاريخي، اذ ان بقاءها كحجر عثرة امام التوافق قد يحول دون وصول كل الاطراف الى تحديد مرشح مشترك يمثلها في الرئاسية، وهذا ان تم سيعنى ان النداء التاريخي ومحيطه سيمثل على الاقل بـ6 مرشحين يبدو من الصعب مرور احدهم للدورالثاني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115