فاجعة وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي وما فرضته وفاته من رهانات جديدة تستوجب ان تحسم النهضة أمرها سريعا وتحدد مرشحها من بين ثلاثي: عبد الكريم الزبيدي والحبيب الصيد واخيرا عبد الفتاح مورو.
في اللقاء الذي جمع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي ان حركته سيكون لها مرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، أمام الملأ وهو يدافع عن تصور الحركة القاضي بتزامن الانتخابات.
هذا الإعلان الذي أراد منه العرباوي ان يشير إلى أن حركته لا تخشى من ان يطالها الضيم الذي سيصيب غيرها، دون ان يثير الانتباه تقريبا، إلى أن تحدث يوم أمس عبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس مجلس النواب ليعلن انه قد يترشح عن حركة النهضة في الرئاسية.
إعلان جاء على لسان مورو كإمكانية غير مستبعدة ولكنها أيضا غير مؤكدة، في انتظار ما ستفرزه مؤسسات الحركة، التي تؤكد مصادر من داخلها انها حسمت جزءا وحيدا من خيارها وهو أن تكون مشاركة في الانتخابات، لكن بمن وكيف ومتي هذا ما ظل موضع نقاشات صلبها، آخرها النقاش الذي شهده المكتب السياسي للحركة يوم الاثنين الفارط، قبل 24 ساعة من لقاء الهيئة والأحزاب.
نقاشات أكد سامي الطريقي، عضو المكتب السياسي للنهضة، انها انتهت إلى تبنّى خيار واضح وهو الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية عبر احد الخيارات مرشح من الداخل او من خارج الحركة، وان هذا الخيار سيترك للمكتب التنفيذي ولاحقا لمجلس الشورى الذي سيناقش الاسم المقترح من رئيس الحركة.
صلاحية اقتراح من ترشحه النهضة للرئاسية هي حكر على رئيسها راشد الغنوشي المتقدم للانتخابات التشريعية عن دائرة تونس 1، وهذه الصلاحية تمنحه الأفضلية في ان يكون مرشح الحركة للرئاسية إذا رغب في ذلك أو أن يقترح اسما على مؤسسات الحركة وتقوم هي بتزكيته.
وهذا سيكون خلال اجتماع الدوة الاستثنائية لشورى النهضة يوم غد الجمعة، حيث اكد الطريقي ان المجلس سيناقش خيارات الحركة في الرئاسية، وهي خيارات مفتوحة كما النقاشات بشانها، اذ ان الحركة تشهد نقاشات داخلية لم تحسم بعد عن افضل خيار ممكن.
خيار وجب اتخاذه من بين اثنين، مرشح من داخل النهضة وهذا يعنى اما ان يكون رئيسها راشد الغنوشي باعتبار ان النظام الداخلي يمنحه هذه الصلاحية او شخص اخر يقترح الرئيس وهنا يرد اسم عبد الفتاح مورو كمرشح محتمل للنهضة في الرئاسية.
لكن هذا الترشيح ليس نهائيا بل هو محل نقاش، اذ ان الخيار الاخر صلب الحركة هو ان تدعم مرشحا من خارجها للرئاسية، وهذا الراي يدعمه المكتب السياسي بشكل غير رسمي على ما يبدو، فما يقترحه المكتب ان تكون الاولوية للانتخابات التشريعية وان تقدم النهضة دعمها لمرشح من خارجها سواء في الدور الاول او الثاني للرئاسية.
خيار دعم مرشح من خارجها في احد الدورين، يشرحه الطريقي بشكل مقتضب وهو ان رئيس الحركة له صلاحية تزكية اي اسم للرئاسية من داخل او خارج الحركة، ولكن في صورة ما إن كان من خارجها فان النقاشات او التوصيات غير الرسمية تتعلق بمواصفات هذه الشخصية.
مواصفات قال الطريقي ان من بينها ان تكون شخصية فوق الاحزاب، اي غير متحزبة، وثانيها ان يكون قد مارس الحكم اي انه كان وزيرا او عضوا في الحكومة، وثالثها ان يكون شخصية قادرة على التجميع. مواصفات اكد الطرقي انها اساس توجه الحركة إذا قررت دعم شخصية من خارجها، هذا ان حسم النقاش صلب المجلس على دعم مرشح من خارج الحركة.
مواصفات تحدث عنها عضو مجلس شورى النهضة وعضو مكتبها السياسي دون ان يحدد اسم المرشح المفترض، رغم اقراره بان هوية من تتوفر فيهما الصفات هما تقريبا اثنين ممن يقع تداول اسميهما في الساحة، والقصد هنا عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الحالي والحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق ومدير ديوان رئيس الجمهورية السابق ايضا.
شخصيتان يقر بهما الطريقي لكن بطريقته، فعندما سئل عن عبد الكريم الزبيدي ان كان هو مرشح النهضة المنتظر بالاستناد للمواصفات اشار الى ان الصيد بدوره يستجيب للمواصفات، والقرار الاخير سيكون اثر النقاشات صلب مؤسسات حركته.
لكن الثابت اليوم ان النهضة وهي تعد نفسها لحسم الامر قد وضعت نصب اعينها الذهاب للرئاسية ولكن كيف؟ هذا ما ينقاش، فهل ترشح مورو باسمها وتدعمه في كلتا الدورتين ان مر او ترشحه وتدعم احد مرشحي الدور الثاني، خاصة وان كان من بينها الزبيدي او الصيد، ام تختار دعم مرشح من خارجها منذ الدور الاول وهنا سيكون الرهان هو تحديد الاسم بين ثنائي اوله الزبيدي واخره الصيد.
ثنائي قد ترى الحركة انهما يحتلان صدارة قائمتها وبعدهما يحل نائب رئيسها عبد الفتاح مورو.