رؤساء وقادة العالم يشاركون في تشييع الرئيس الراحل: قائد السبسي ...حامي الدبلوماسية التونسية

دخل الرئيس الباجي قائد السبسي قصر قرطاج كأول رئيس منتخب ديمقراطيا سنة 2014 ، وأمس خرج منه بمشهد مهيب

سيبقى في ذاكرة التونسيين الذين سيظلون مدينين لهذا الرجل ولابن تونس البار بإنقاذ ثورتهم من براثن الاقتتال التي دمرت دول المنطقة . وطوال سنوات حكمه كان همه الأساسي هو اعادة الاشعاع للدبلوماسية التونسية بعد ما عرفته خلال فترة حكم الترويكا من تخبطات وهنات سياسية . ولعل حضور عدد من رؤساء ودول العالم لمشاركة التونسيين تشييع رئيسهم يدل على ان قائد السبسي كسب الرهان وأعاد لتونس مكانتها اقليميا وعالميا.

لقد شارك في تشييع الجنازة عدد من قادة زعماء الدول العربية والأجنبية وأعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين في تونس. ومن أبرز الحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك اسبانيا فيليب السادس ، ورئيس البرتغال، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، والرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح ، ورئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج.

وابرزت كلمات التأبين لرؤساء العالم الحاضرين مناقب الرئيس التونسي الذي اعاد للبلاد مكانتها اقليميا وعالميا ، ورغم صغر مساحتها لكن الخضراء كبيرة في زعمائها وفي ارثها وحضارتها . فقد أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتاريخ الرئيس التونسي وإسهاماته الوطنية، وقال إنه هو الذى حمى تونس واستقرارها وديمقراطيتها في أصعب الظروف، مشيرا إلى أن رحلة العودة الفلسطينية بدأت من تونس. اما الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح ، فقال في كلمته ، إن رحيل قائد السبسي خسارة ليس للعائلة وتونس فقط بل للجزائر والعرب وكافة محبي السلام في العالم. واشار إلى أنه رأى في الفقيد الرجل المدافع عن الحق والعدالة ، الحريص على معرفة أدق التفاصيل .

وأكد رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج أن حياة قائد السبسي شكلت نموذجا للإصرار والتحدي حيث امتلك شخصية ذات ملامح ، مشيرا إلى أنه أفنى حياته في سبيل خدمة شعبه ووطنه. وشدد السراج على أن قائد السبسي شكل رمزا ونموذجا لوجه تونس الحضاري.
وقال رئيس البرتغال إن الراحل قائد السبسي غير التاريخ، فيما قال فيليب السادس ملك إسبانيا إن بلاده تقف إلى جانب تونس فى هذا الظرف العصيب، وقال سوف نواصل العمل معا من أجل أن نجعل من فضاء البحر المتوسط ، فضاء سلام وحوار وإزدهار واستقرار.
وأكد الرئيس الفرنسي ماكرون أن الرئيس الراحل قايد السبسي كان مناضلا وعظيما لديه قدرة على الاقناع ، مشيرا إلى أنه تعلم منه الكثير من الحكمة.

وقال :«أود التعبير عن مناخ الطمأنينة في تونس رغم أجواء الحزن التي تخيم على البلاد». وأضاف ماكرون أن الرئيس الراحل قائد السبسي تحمل من أجل بلاده الكثير فكان من المتحمسين بشجاعة أن تكون تونس متسامحة ، مشيرا إلى أن الشعب التونسي سيعترف بماقدمه وسيعمل على استكمال مسيرته بأن تكون تونس منفتحة متسامحة . وقد اوفدت الدول العربية والعديد من دول العالم ممثلين عنها لحضور الجنازة ، فأوفدت مصر اللواء محمد عرفان، مساعد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما اوفدت الإمارات الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.

وأوفدت السعودية الأمير خالد الفيصل، مستشار العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، والأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار العاهل السعودي، والأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الدولة لشؤون الطاقة، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي.

اما ممثل الأردن، فكان موسى المعايطة، وزير التنمية السياسية والبرلمانية، ومن سلطنة عمان، شهاب بن طارق آل سعيد، وأمين عام وزير الخارجية بدر بن حمود البوسعيدي، ووزير الزراعة والثروة السّمكية حمد بن سعيد العوفي. كما شارك غسان سلامة، في مراسم التأبين ممثلا عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
كما حضر من كندا، ستيفان ديون وزير الخارجية، ومن الولايات المتحدة نائب رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» جايمس سي فيشيري، ومن بريطانيا كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أندرو موريسون. ومن إيران حضر رضا دهقاني، مساعد وزير الشؤون الخارجية، ومن سويسرا نائب رئيس المجلس الفيدرالي ورئيسة الوزراء الفيدرالية للبيئة والنقل والطاقة والاتصال سيمونيتا سوماروغا. كما مثل دول اليابان، وكوريا الجنوبية، وجيبوتي، سفراؤها في تونس.

ونعى رؤساء وملوك عرب وأجانب ومسؤولون ومنظمات اقليمية ودولية، الرئيس الراحل، وأعربوا في برقيات واتصالات هاتفية مع وزير الخارجية خميس الجهيناوي عن خالص التعازي والمواساة.

رحل الباجي قائد السبسي لكنه ترك وصايا وطنية ودبلوماسية نابعة من المدرسة البورقيبية التي نهل منها الرئيس طوال مسيرة حياته السياسية التي امتدت لأكثر من 60 عاما من العمل في الشأن العام وتقلد خلالها عديد المناصب الوزارية والدبلوماسية . وكان من ابرز مبادئه الحفاظ على حضور تونس اقليميا ودوليا واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحفاظ على علاقات جيدة مع عمق تونس سواء العربي او الاقليمي اوالدولي والابتعاد عن سياسة المحاور .

حرم التونسيون قبل عقدين من وداع زعيمهم الحبيب بورقيبة بسبب التعتيم آنذاك وسطوة الديكتاتورية، فقد توفي الزعيم في 6 أفريل 2000 . ومنع بن علي وقتها نقل جنازته مباشرة على التلفزيون، كما رفض عرض شريط فيديو يروي حياته إلى جانب رفضه لحضور وسائل الإعلام الأجنبية وشخصيات عالمية كانت مقربة من بورقيبة مراسم الجنازة، ولكن التونسيين نزلوا هذه المرة بوفود ومجموعات غفيرة لوداع رئيسهم في جنازة وطنية تاريخية، بقلوب ملؤها الأسى لفقدانه ولكنها ايضا مليئة بحب تونس لأن الرؤساء يرحلون وتبقى الأوطان ...وعزاؤهم الوحيد ان رئيسهم الذي يعتبرونه والدهم الروحي ترك ارثا كبيرا ووضع البلاد على سكة الديمقراطية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115