النداء التاريخي (نداء تونس، مشروع تونس ، تحيا تونس): خسارة القاعدة الانتخابية يؤثر على سير الاستعدادات للتشريعية

لم يعد يفصل عن فتح باب الترشح للانتخابات التشريعية غير اربعة أيام لكن رغم ذلك لا تزال احزاب ما يعرف بالنداء التاريخي تصارع لضبط قائماتها

المترشحة خاصة عند مستوى رئاسة القائمة. في ظل وجود عشرات يرون انفسهم احق بالموقع الأقرب للفوز في الانتخابات القادمة.

قبل بداية السنة الانتخابية لم تكن مسالة رئاسة القائمات الانتخابية لحركة نداء تونس وما انبثق عنها من احزاب ومجموعات تمثل «عقبة» كما باتت تمثلها اليوم، والسبب ليس الاقتراب من الاستحقاق الانتخابي وإنما التطورات التي شهدتها الحركة وأدت لتآكل قاعدتها الانتخابية بفقدان اكثر من 20 نقطة.
خسارة اكثر من ثلثي ناخبي النداء في 2014 لخبط الحسابات، وزاد عليها تفتت الحزب وانقسامه المستمر، فاليوم يمثل النداء التاريخي في 5 احزاب ومجموعة، نداء تونس، مشروع تونس، تحيا تونس، الامل وبني وطني واخيرا مجموعة شق الحمامات، كل هذه الشقوق تتصارع لتظفر باصوات ناخبي النداء التاريخي.
6 مجموعات ستتمثل في 6 قائمات تتصارع مما يجعل من المنافسة تحتد لكل منهم، اذ ان كل قائمة ستكون في منافسة مباشرة مع خصومها التقليديين ولكن الاهم مواجهة مع «اخوة الامس»، وهذا يضعف حظوظ كل منها.تراجع الحظوظ يدركه قادة الاحزاب المتفرعة عن النداء التاريخي، وبالمثل يدركه الباحثون عن مقعد في البرلمان القادم، لذلك بات موقع رئاسة القائمة محل تنافس داخلي في كل مجموعة.

تنافس ادى لتعثر حسم القائمات والجميع على بعد 4 ايام عن فتح باب الترشح وبعده سبعة لغلقه، اي قبل 11 يوما عن انتهاء اجال الترشح، ولاتزال الاحزاب المنبثقة عن النداء وأساسا الثلاثي، نداء تونس والمشروع وتحيا غير جاهزين للمنافسة نظرا لاحتدام الصراع صلبها.
صراع لا يقره المنجي الحرباوي المتحدث باسم نداء تونس، اذ يشدد الاخير على ان حركته في طور وضع اللمسات الاخيرة على قائماتها الانتخابية، وفق خارطة طريق قال انها تتبع، وتتضمن الاعلان عن القائمات نهاية الاسبوع الجاري قبل المرور الى ايداع مطالب الترشح طوال الاسبوع القادم.
قائمات قال ان على رأسها شخصيات وطنية وقيادات من الحزب وابنائه، وهؤلاء اعتذر عن تقديم اي اسم منهم، فهو يفضل ان يقع الانتظار الى حين الاعلان الرسمي عنهم، بل وان يعلن كل منهم عن ترشح باسم نداء تونس بمفرده. لكن الاعتذار عن كشف الاسماء لم يحل دون الاشارة الى ان رؤساء قائمات نداء تونس امرهم بات شبه محسوم وان من بينهم سيكون هناك ندائيات وبنسبة قال انها محترمة لكنها لا تصل الى النصف.

الحرباوي وفي حديثه عن مرشحي حزبه بشكل عام لم يفته الاشارة الى انه لن يترشح في الانتخابات القادمة، كما لم ينفى امكانية ترشح رئيس اللجنة المركزية حافظ قائد السبسي للانتخابات التي لم يعد يفصل عن فتح باب الترشح لها غير ايام معدودات ومع ذلك تواصل «لجنة المصالحة» التي شكلها الحزب الاتصال بـ»ابناء الحركة سواء شق الحمامات او البقية» للعودة للنداء.

ما يكشفه قادة النداء انهم يحاولون تجنب الاقرار بان الامور لا تجري على ما يرام في نداء تونس بعد التطورات الحاصلة منذ الانتخابات البلدية، والتي ادت لتآكل شعبية الحزب وخسارة خزانه الانتخابي، لدرجة باتت تنبئ بان الفوز بمقعد رئيس القائمة يعد «انتصارا».

وهذا ليس حالهم فقط بل حال غريمهم الجديد تحيا تونس، فالحركة التي اسست عقب انهزام الحزب في الانتخابات البلدية وتشكلت بالأساس من المنشقين عنه، كانت تمني النفس بان ترث زخم نداء تونس التاريخي لكن الاحداث حملت لها مالا ترتضيه، اذ ان تحيا تونس وفي ظل تدهور شعبيته يوما عن يوم وما حققه في الانتخابات البلدية الجزئية الاخيرة، بات بدوره في يعاني ذات مصير شقيقه الاكبر.

مصير يتمثل في عدم ضمان الفوز كما كان الامر في 2014 وهذا يعني ان الصراع يحتدم صلب الحزب من اجل ضمان رئاسة القائمات، والصراع في تحيا تونس يقع الاقرار به من قبل عدة مصادر، بشكل مباشر وتعتبر انه امر طبيعي لكنه لن يحول دون تقديم القائمات في الموعد المحدد. هذا التاكيد مرده ان الحزب يجري مشاورات في الجهات وسيعقد اجتماعات مطولة لحسم الصراع بين قادته، ونوابه وممثليه في الحكومة، فالجميع متمسك بان يكون على رأس قائمة انتخابية.

الضلع الاخير في الثلاثي، وهو مشروع تونس وضعه أفضل باعتبار ان الحزب حافظ على تماسكه منذ 2015 واعد اكثر من خطة للتعامل مع انتخابات 2019، من بينها الذهاب بمفرده، وهذا ما سيتم بعد فشل محاولات الذهاب في ائتلافات سواء مع تحيا تونس او نداء تونس شق الحمامات.
فشل ادى الى ان يتجه الحزب الى الانتخابات بمفرده في الدوائر الـ33 التي ضبط قائماتها وسيحيلها يوم الجمعة القادم على مكتبه التنفيذي لاقرارها وبذلك تصبح رسمية ونهائية، وفق ما أشار اليه حسونة النصايفي الامين العام للحركة.

قائمات اشار الى انها قد تضم شخصيات وطنية من خارج حركته، ان اعتمد المكتب التنفيذي المقترحات المقدمة اليه، كما انها ستضم نساء في رئاسة عدد منها، والاهم ان الحركة طلبت من كل المترشحين على قائماتها اعداد وثائقهم المنصوص عليها في شروط الترشح لتجنب اي مفاجأة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115