في تعاطيها مع الإرهاب: إخلال الصحافة المكتوبة والالكترونية وتهديدها لحريّة الإعلام

بلغت الإخلالات المرصودة في التعاطي الإعلامي مع الإرهاب، في الفترة الممتدّة بين 1 ديسمبر 2015 و31 جانفي 2016، 1925 إخلالا، توزّعت على 19 مؤسسة إعلامية، بين صحف يومية وأسبوعية ومواقع الكترونية ناطقة باللغة العربية والفرنسية، ومواقع لبعض التلفزات والإذاعات.

تتمثّل هذه الإخلالات، حسب مرصد أخلاقيات المهنة للصحافة المكتوبة والالكترونية، بالنسبة للتعاطي الإعلامي مع الإرهاب، في نشر مصطلحات خاصة بالجماعات الإرهابية، وتنزيل بياناتهم حرفيا، ونشر تسجيلات جرائمهم، ونشر صور القتلى والجرحى وعائلاتهم، إلى جانب نشر عناوين تحريضية، والاكتفاء بمصدر واحد، وتجاهل المصادر الرسمية، إضافة إلى عدم التثبّت من مهنية استطلاعات الرأي ومصادرها، ودقّة الأخبار العاجلة، ونشر تحقيقات قضائية جارية وأخبارا حول عمليات أمنية جارية، ونشر الإشاعة، أما بالنسبة إلى خطاب الكراهية، فقد كانت طبيعة الإخلالات تتمحور في مجملها حول الدعوة إلى القتل والانتقام المعنوي والمادي، والدعوة إلى الإقصاء والعنف والتحقير والشتم والثلب والتكفير، والمسّ من كرامة الأشخاص، وليس من الضروري أن يكون الصحفي هو المنتج أو الباث لخطاب الكراهية، ولكن في بعض الحالات تعيد الصحيفة انتاج خطاب الكراهية بإعادة بث تصريح لشخصية معيّنة أو بنشر ردّ على تصريح سابق.

وقد توزّعت هذه الإخلالات بنسب متفاوتة، إذ سجّل المرصد النصيب الأكبر منها في الخبر والتقرير الإخباري بـ 1115 إخلالا بنسبة 57.92 %، يليها العنوان بـ 421 إخلالا بنسبة 21.87 % وتتمثّل هذه الاخلالات أساسا في نشر عناوين بارزة تحتوي على أسماء التنظيمات الإرهابية أو أسماء قياداتها دون توصيفهم مما يساهم في ترسيخها بذاكرة القارئ.

هذه الإخلالات المرصودة حسب مرصد أخلاقيات المهنة للصحافة المكتوبة والالكترونية، تستهدف القارئ المتقبّل لهذه المادة الإعلامية بدرجة أولى، بنسبة 97 %، ثمّ الأمن العام بنسبة 1.19 %، ثمّ الأمنيين، وذلك حسب الأشكال الصحفية المتعدّدة والمتنوّعة.
التقرير الأول لمرصد أخلاقيات المهنة للصحافة المكتوبة والالكترونية، شدّد على ضرورة وضع مدونة سلوك تحريرية يعتمدها الصحفي في التناول الإعلامي لملف الإرهاب، تراعي الالتزام بالقيم الصحفية بما فيها الدقّة والنزاهة وتجنّب الإثارة واحترام حق الجمهور في معرفة الحقيقة، إلى جانب التعامل بحذر مع التسميات التي تطلقها التنظيمات الإرهابية على نفسها وعدم تبنيها كما هي، والالتزام بعدم تمكين هذه التنظيمات من مساحات إعلامية كبيرة لتمرير أفكارهم ودعايتهم، وذلك لتجاوز ما أمكن من الإخلالات، ودفع المؤسسات الإعلامية للقيام بالتعديل الذاتي، لوجود عدّة مؤشرات تهدّد حريّة الصحافة، منها إحالة الصحفيين بمقتضى قانون الإرهاب.

التأكيد على أهمية مدونة السلوك التحريرية، في شكل توصيات هي ما اختتم بها المرصد تقريره الأول، دون أن يعرض فيه نماذج لبعض الإخلالات التي رصدها، واكتفى بالإشارة إلى المؤسسات الإعلامية، والإخلالات في شكلها العام.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115